اختطاف وقتل المصريين فى ليبيا للانتقام من السيسى - "الخارجية": ندرس منع السفر نهائيًا - السفير الليبي بالقاهرة ل"المشهد": إرهاب المصريين هدفه الوقيعة بين البلدين - ناشطة ليبية: أنصار الشريعة ينتقمون من "السيسي" باختطاف مواطنيه فى محاولة منها لاحتواء الأزمة، تدرس وزارة الخارجية المصرية، منع السفر إلى الأراضى الليبية نهائيًا، نظرًا لما يتعرض له المصريون على أراضيها منذ حالة الفوضى التى تشهدها البلاد في المرحلة الماضية وحتي الآن. والجدير بالذكر أن عملية اختطاف المصريين من قبل الميلشيات المنتشرة فى ليبيا زادت فى الأوانة الأخيرة بطريق ملحوظة لم يسبقها مثيل، وتركز العناصر المسلحة على اختطاف العمالة المصرية من الأقباط على وجه التحديد. وكانت أخر عملية اختطاف السبت الماضي، والتى تم على إثرها اختطاف 13 عاملًا مصريًا قبطيًا، حيث كشف الإعلامي الليبي مالك الشريف، اختطاف 13 عاملا مصريا بمدينة سرت الليبية، عقب خطف سبعة آخرين الأسبوع الماضي بنفس المدينة، ولم يتضح عنهم أي معلومات حتى الآن. وقال الشريف، إن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية"داعش"، يختطفون 13 عاملا مصريا قبطيا ويقتادونهم لمكان غير معلوم"، حسب قوله. وأضاف، أن "هذه الحادثة الثانية خلال أسبوع واحد بعد اختطاف عائلة مصرية مكونة من أب وأم ونجلتهما عثر عليهم مقتولين، كما اختطف التنظيم سبعة مصريين أقباط مطلع الأسبوع بمدينة سرت أيضاً. وذكر الشريف، أسماء العمال المختطفين، وهم: ماجد سليمان شحاته، وأبانوب عياد عطية، ويوسف شكري يونان، وهاني عبد المسيح صليب، وكيرلس بشرى فوزي، وميلاد مكين زكي، ومكرم يوسف تواضروس، وصاموئيل اسطفانوس كامل، وبيشوي اسطفانوس كامل، ومينا فايز عزيز، وملاك إبراهيم تانيوت، وجرجس ميلاد تانيوت، وبيشوي عادل. من جانبه أكد السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن الوزارة حذرت المصريين مرارًا وتكرارًا من السفر إلى ليبيا فى ظل تفاقم الأوضاع واشتعال الأمور هناك، لافتا إلى أنهم يجروا اتصالات مكثفة مع شيوخ القبائل الليبية لحل أزمة المصريين المختطفين والذي يبلغ عددهم 13 مصرياً في منطقة سرت. وأكد عبد العاطي، أن مصر تدرس منع المصريين من السفر مطلقاً لليبيا في الوقت الراهن، بجانب التواصل مع السلطات الليبية لتأمين المصريين في ليبيا، رافضاً الإفصاح عن أعدادهم لأسباب أمنية. وأشار عبد العاطي ، فى تصريح خاص ل"المشهد"، إلى أن دور وزارة الداخلية لابد وأن يفعل مع المصريين الراغبين فى السفر إلى ليبيا ومنعهم تمامًا فى الوقت الحالي. وأكد أن هناك لجنة لمتابعة الأزمة للحفاظ على أرواح المختطفين ولتحديد الجهة المسؤولة عن اختطافهم، مشيرًا إلى أنه لا يمكن إرسال بعثة دبلوماسية رسمية إلى ليبيا لأن كثير من المناطق هناك لا تقع تحت سيطرة الدولة، يمكن أن تكون مستهدفة، لافتًا إلى تواصل إجراء اتصالاتهم مع المسئولين والسلطات الليبية. وطالب عبد العاطي، المصريين في ليبيا بالبقاء في منازلهم حتى تتخذ السلطات الليبية كافة الإجراءات الأمنية في مدينة سرت لإعادتهم إلى أرض الوطن. أما محمد فايز جبريل، سفير ليبيا فى القاهرة، يؤكد أن ليبيا أوقفت التأشيرات نهائيا للعمالة المصرية خوفا على أرواحهم. وأوضح جبريل، فى تصريحات خاصة ل"المشهد"، أن ما حدث مع العمالة المصرية فى مدينة سرت الليبية هو محاولة للوقيعة بين البلدين، حتى تتأزم العلاقات بين مصر وليبيا، مشيرًا إلى أن المصريون المتواجدون فى ليبيا الآن هم من قديم الأزل على أراضيها، ومن غير المعقول أن يتم ترحيلهم لأن العلاقة بيننا وبينهم علاقة صلبة فقد أصبحوا بالنسبة لنا أكثر من مواطنين. وأشار السفير المصري فى ليبيا، إلى أن هناك مناطق فى ظل حالة الحرب التى تعيشها ليبيا تخرج عن سيطرة الجيش الليبي، وينتشر فيها العناصر المسلحة الإرهابية، وبالتالى فلا نستطيع الآن توضيح أى معلومات عن المختطفين. وأكد جبريل، أن هناك تواصل بين ليبيا والخارجية المصرية حتى نجد الحل الأمثل لحماية المواطنيين المصريين فى ليبيا، موضحًا أن هناك طرف مجرم وراء هذا كل ما يحدث للمصريين هناك، ويجب أن يكون الإعلام متفهما لذلك حرصا على سلامة المواطنيين، قائلا: الإرهاب يعصف بالمنطقة كلها ويحاول تفتيت العلاقات بين البلدين. من جانبها قالت ناشطة ليبية، فى تصريح ل"المشهد"، إن أنصار الشريعة منتشرين فى مدينة سرت الليبية، والتى تم اختطاف العمالة المصرية بها، مؤكدة على أن أنصار الشريعة ينتقمون من الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن طريق المصريين هناك، موضحة أنهم يتوقعون بأن السيسي وراء دعم جيش اللواء خليفة حفتر فى مواجهة ميلشيات أنصار الشريعة. وقالت الناشطة، إن العمالة المصرية دخلوا ليبيا فى المرحلة الأخيرة بطريقة غير شرعية، ولذلك الجماعات المسلحة اتخذت منهم رهائن للانتقام من داعمى جيش حفتر. ولفتت الناشطة التى رفضت عدم ذكر اسمها، بأن المواطنيين الليبيين يلجؤون إلى مصر عقب الحرب التى تشهدها ليبيا وتعرض حياتهم للخطر، مشيرة إلى أنه يجب أيضا على المصريين باتخاذ الحذر فى هذه المرحلة حتي لا يتعرضون لأى مخاطر تهدد حياتهم. وأشارت الناشطة الليبية، إلى أنه يجب على وزارة الخارجية المصرية، اتخاذ كافة السبل لمنع العمال فى الوقت الراهن من السفر إلى ليبيا. وتشهد ليبيا منذ يوليو 2014، صراعات سلطوية، متمثلة فى وجود حكومتين وبرلمانيين وجيشيين، كلا منهم يريد فرض سيطرته على البلاد دون الخوف على مصلحة البلاد وشعبها، وتتمثل الحكومتين فى حكومة تقيم فى طبرق برئاسة عبد الله الثني وهى الحكومة المعترف بها دوليًا وينضم لها جيش اللواء خليفة حفتر، وأخرى تقيم فى طرابلس برئاسة عمر الحاسى المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين وينضم إليها جيش فيما يعرف ب" فجر ليبيا".