قال مصدر دبلوماسي في وزارة الخارجية إنه لا توجد إحصائية رسمية حديثة لأعداد المصريين في ليبيا في الوقت الراهن، فيما أعلن المتحدث باسم الوزارة "استحالة" نقل المصريين هناك جوا. وأضاف المصدر أنه قبل ثورة 17 فبراير 2011 في ليبيا كانت هناك إحصائية بأعداد المصريين المتواجدين في ليبيا وكانت تشير إلى وجود مليون و600 ألف مصري تقريبا. وتابع أنه بعد وقوع الأحداث المتتابعة في ليبيا التي انتهت بمقتل الرئيس الليبي معمر القذافي عاد إلى مصر ما يتراوح من 200 إلى 300 ألف مصري ولم يرجعوا إلى ليبيا مجددا، واستمر تناقص العدد حتى وصل إلى أقل من مليون مصري الآن. وتشهد ليبيا معارك دامية بين مليشيات متصارعة منذ منتصف يوليو الماضي، ومنذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011 لم تنجح السلطات الانتقالية الليبية في بسط النظام والأمن في البلاد. واختطف أمس السبت 13 عاملا مصريا قبطيا من قبل مسلحين متطرفين، فى مدينة سرت الليبية، ليضافوا إلى سبعة آخرين تم اختطافهم في الأسبوع الماضي. وقالت وزارة الخارجية في بيان أصدرته اليوم إنها تواصل اتصالاتها وجهودها المكثفة مع الأطراف الليبية التي يمكن أن تسهم في التعامل مع حادثي الاختطاف سواء الحكومة الشرعية، أو شيوخ القبائل والعشائر المؤثرة في منطقة سرت ومحيطها، أو مع السفارة الليبية في القاهرة. وأضافت الخارجية أن سفير مصر في ليبيا يجري اتصالات مع شخصيات ليبية مختلفة، فضلا عن جهود لجنة التواصل المجتمعي الليبية، وذلك لاستجلاء الحادث ومعرفة ملابساته وسبل تأمين أرواح المصريين. وقال بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية، في تصريحات لأصوات مصرية، إنه لا توجد إمكانية للإجلاء الجوي للمصريين في ليبيا عبر جسر جوي في الوقت الراهن، مضيفا "الأوضاع الأمنية في ليبيا خطيرة ما يجعل عملية الإجلاء مستحيلة في الوقت الحالي". وأضاف عبد العاطي أن الوزارة سبق وأن أجلت 40 ألف مواطن مصري، في أغسطس الماضي، عن طريق معبر رأس جدير في تونس عن طريق جسر جوي، لكنهم عادوا إلى ليبيا مرة أخرى رغم ما عانوه فيها. وقال المصدر الدبلوماسي في الخارجية إنه يصعب الآن تحديد أعداد المصريين في ليبيا، حيث يعود الآلاف منهم إلى مصر وبعد فترة قصيرة يعودون إلى ليبيا مجددا بحثاً عن فرص عمل. وأشار إلى أنه يوجد في ليبيا ما بين 6 و7 آلاف مصري يندرجون تحت مسمى "العمالة المؤقتة"، حيث يعملون في ليبيا عدة أشهر ويعودون لمصر مجددا ثم يذهبون للعمل مرة أخرى وهكذا، ولا يوجد تنسيق مناسب بين السلطات المصرية والليبية والتونسية في سفر هؤلاء العمال. وأوضح المصدر أن معظم المصريين المقيمين في ليبيا يتمركزون في مدن بنغازي، وسرت، ومصراتة، وطبرق، وطرابلس، رافضا تحديد أماكنهم "لعدم استدلال الجماعات المسلحة عليهم ما يعرضهم للخطر". وتابع أن المصريين يحاولون التجمع في منطقة طبرق الآن والتي تسيطر عليها الحكومة الليبية تمهيدا للعودة لمصر من خلال تونس. ويوجد في ليبيا العديد من الجماعات المسلحة أبرزهم "فجر ليبيا" و"كتيبة 17 فبراير" و"كتيبة عبيدة الجراح" و"أنصار الشريعة" وغيرها من الجماعات التي زاد وجودها عقب اندلاع الثورة. ومنذ تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا أصدرت الخارجية المصرية عدة تحذيرات للمصريين هناك بتوخي الحذر والابتعاد تماما عن مناطق الاشتباكات المسلحة، كما طالبت المصريين بعد السفر إلى هناك. وقال المصدر الدبلوماسي إن "الجماعات المسلحة والمتطرفة في ليبيا تعتقد أن اختطاف المسيحيين المصريين سوف يسبب الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في مصر دون أن يعلموا الوضع بين المسلمين والأقباط في مصر والذين يعتبرون نسيجا واحدا". وتعرض مصريون أغلبهم من المسحيين في ليبيا لحالات خطف وقتل في الشهور الماضية وسط حالة الانفلات الأمني هناك. وقتل الشهر الماضي طبيب مصري قبطي وزوجته ونجلته بمنطقة 17 غرب بمنطقة جارف في ليبيا بعد أن هاجم مسلحون منزلهم.