ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية اليوم الجمعة أنه حال استعادة طالبان سيطرتها على أفغانستان، سيكون تعليم الفتيات من أوائل الأمور التى تتعرض لخطر محدق. وحذرت الصحيفة -في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني- من مغبة عودة السيطرة على البلاد لحركة طالبان، وأن ذلك قد يقوض الجهود الدولية المبذولة والتى تمثل أهمها فى عودة الفتيات مجددا إلى المدارس والذى كان واحدا من أهم الأولويات بالنسبة للجهات الدولية المانحة والحكومة الأفغانية، في أعقاب انهيار نظام طالبان عام 2001، حيث بلغ عدد الأطفال في المدارس آنذاك مليون طفل، وافادت التقديرات بأن نسبة الفتيات بلغت 5 آلاف فتاة. ونسبت الصحيفة إلى وزارة التعليم الأفغانية إشارتها إلى أن تعليم الفتيات حاليا يعتبر إحدى قصص النجاح قليلة الحدوث فى أفغانستان، فمن بين 6.7 مليون طالب بالمدارس الأفغانية عام 2010 تواجد 2.5 مليون طالبة. ومضت "ذي إندبندنت" تقول إن طالبان تسعى لإظهار موقف معتدل لاسيما فى ظل توقعات بدخولها ضمن إطار الحكومة الأفغانية، حيث يعتبر ذلك جزءا من خطة السلام المتفق عليها لإستقرار الأوضاع فى أفغانستان، عقب حلول موعد الإنسحاب المزمع لقوات حلف شمال الأطلسى "ناتو" من أفغانستان عام 2014. وتقول طالبان أنها ليست ضد تعليم الفتيات أو ذهابهن إلى المدارس، لكنها ترفض فقط الإختلاط داخل المدارس، فيما أعرب العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان عن قلقهم من أنه إذا استعادت طالبان سيطرتها -حتى ولو على جزء بسيط- فإن تعليم الفتيات سيكون من أول الأمور التى ستكون عرضة للخطر، حسبما ذكرت الصحيفة. ومن بين الأمور الأخرى التى تزيد الوضع تعقيدا هى عدم سماح بعض الأزواج لزوجاتهن الشابات بمواصلة تعليمهن بعد الزواج، حيث كشف تقرير للعام 2011 الماضى أن حوالى 17.3% من الفتيات الافغانيات متزوجات وهن في المرحلة العمرية ما بين 15 و 19 عاما. وأضافت الصحيفة أنه على رأس المخاطر التى ستهدد تعليم الفتيات الأفغانيات هو تدهور الوضع الأمنى هناك، معيدة إلى الأذهان أنه في عام 2008 بلغ عدد الهجمات الإرهابية على المدارس 670 هجمة تضمن إشعال الحرائق بالمدارس وعمليات قتل للطلاب والمعلمين.