أعلن فاروق ورداك وزير التعليم الأفغانى – أثناء المنتدى التعليمى فى لندن - أن طالبان مستعدة لرفع الحظر عن تعليم الفتيات فى أفغانستان.ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بى.بى.سى) عن ورداك أن طالبان لم تُدل بأى تصريح رسمى بعد إلا أنه أضاف بأنه ووفقا لما لديه من معلومات فإن طالبان لم تعد تعارض خروج الفتيات للتعليم. وفى هذا السياق يقول داوود عزمى مراسل (بى.بى.سى) فى كابول إن المرونة التى تتعامل بها طالبان فيما يتعلق بالتعليم لا تعتبر جزءاً من اتفاقية رسمية مع الحكومة الافغانية، وذلك لإعلان طالبان عمليا رفضها للتعليم، فقد تسببت منذ عام 2001 – أى منذ الإطاحة بها – فى قتل وإصابة المئات من التلاميذ، فضلا عن مهاجمة العديد من المدارس بل وصل الأمر فى عام 2008 بإلقاء مواد كيمائية على وجوه الفتيات أثناء ذهابهن للمدرسة لمنعهن من التعليم. ويضيف عزمى أن ضغوط القبائل المحلية قد لعبت دورا كبيرا فى دفع طالبان إلى تغيير سياستها تجاه التعليم إلى حد ما، وهو ما يتمثل فى الموافقة على تعليم الفتيات ولكن وفقا لشروط محددة مثل وجود مدارس منفصلة لتعليمهن بالإضافة لاقتصار تعلميهن على المعلمات فقط، فضلا عن عدم استخدام المناهج التعليمية لمحاربتهم. ومن جهه أخرى تشير (بى . بى . سى) فى تقرير لها حول التعليم فى أفغانستان أن الاتفاقيات حول تعليم الفتيات كانت تتم بين جماعة طالبان وأهالى القرى وذلك من أجل حث طالبان على الموافقة على عودة الطالبات والمعلمات إلى المدارس. وتشير (بى .بى . سى) نقلا عن وكالات الغوث الدولية من ضمنها «أوكسفام» أن هناك تخوفاً كبيراً بين هذه المنظمات بعد انسحاب القوات الدولية عام 2014 وذلك لأن الدعم المالى الموجه للتعليم سوف ينخفض بشكل كبير نظراً لرغبة القوات الدولية فى تركيز جهودها فى الفترة الحالية على إعداد القوات الأفغانية لتولى المسئولية بعد خروجهم مما سيؤثر بالسلب على تعليم الفتيات ويعرضهن للمخاطر. من جانبها علقت عضوة البرلمان الأفغانى روشناك ورداك - عن المقاطعة الشرقية الوسطى - على تصريحات وزير التعليم الأفغانى بأنها لا تصدق تخلى طالبان عن رفضها لتعليم الفتيات مؤكدة بأن الحكومة الأفغانية تقول ذلك إلا أنه غير صحيح بالمرة. معللة رفضها بأن قبائل البشتون – المسيطرة على 6 مقاطعات - لم تسمح بفتح أى مدرسة بعد وأن هناك مدرستين تحت سيطرة هارازا قد تم فتحهما. وفى سياق متصل، أكد مارمان جولهار عضو البرلمان الأفغانى – عن المقاطعة الشمالية الشرقية لكانور - بأن تصريحات الحكومية بعودة فتح المدارس غير حقيقى ولن يحدث لأن طالبان لن تصبح مستعدة فى يوم من الأيام لتعليم الفتيات. ومن الجدير بالذكر، أنه منذ الغزو الأمريكى الأوروبى لأفغانستان عام 2001 والمرأة الأفغانية تعانى من تدهور فى شئونها الحياتية، بل إن توصيف وضع المرأة الأفغانية قبيل الغزو كان أسوأ نظراً لحكم طالبان الذى حرم المرأة من أبسط حقوقها وهو التعليم. ووفقاً للتقارير التى نشرتها المنظمات الدولية - المهتمة بالإغاثة فى أفغانستان بالتعاون مع منظمة اليونسيف المهتمة بشئون الأطفال و التابعة للأم المتحدة - فإن الفتيات يعانين بوجه خاص دوناً عن الشباب فهن ممنوعات من إستكمال دراستهن بعد المرحلة الإبتدائية ويفرض عليهن الزواج المبكر ،فضلا عن عدم الخروج من المنزل أو العمل بالخارج.