حصل الطالب الفلسطيني أحمد عبد الفتاح كلوب على درجة الدكتوراة في علوم الشرطة بتقدير جيد جدا كأعلى تقدير تمنحه كلية الدراسات العليا بأكاديمية الشرطة بجمهورية مصر العربية، بعد مناقشة أطروحته التي تحمل عنوان "دور القيادة الشرطية في إدارة الأزمة الأمنية، دراسة تطبيقية لإستراتيجية مواجهة أزمة الثأر في المجتمع الفلسطيني". وتكونت لجنة المناقشة من الدكتور صلاح الدين فوزي محمد، أستاذ القانون العام بكلية الحقوق جامعة المنصورة، رئيسًا ومشرفا، واللواء دكتور محمد الرهوان، أستاذ الاقتصاد والمالية العامة بالكلية عضوا، والدكتور ربيع فتح الباب، أستاذ القانون العام بكلية الحقوق جامعة عين شمس عضوا، واللواء دكتور محمد المراسي، أستاذ إدارة الشرطة بالكلية مشرفاً وعضواً. وقد أثنت لجنة الحكم على الرسالة باعتبارها أول رسالة تناقش لباحث فلسطيني في الكلية وباعتبارها من الرسائل القوية والمفيدة التي تعالج قضية حيوية كالقيادة وإدارة الأزمات الأمنية وخصوصاً في عصر كثرت فيه الأزمات والاضطرابات الأمنية على شتى المستويات، مما يبرز الحاجة إلى قيادة حكيمة تترأس فريق عمل جماعي قادراً على وضع الحلول ومواجهة الأزمات. وأعرب الدكتور صلاح الدين فوزي أن ما يميز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة يكمن في ربط دور القيادة الشرطية بشكل مباشر في إدارة الأزمات الأمنية، من خلال منهجية عملية تربط بين الإطار النظري المتمثل في الأصول الإدارية والنظرية المتبعة في إدارة الأزمات، وبين الإطار التطبيقي والعملي والذي يتمثل في الممارسة الشرطية والأمنية على أرض الواقع من خلال التعرف على آليات وأساليب التعامل مع الأزمة الأمنية في ميدان حدوثها، مما يجعل عملية المواجهة الأمنية واقعية وممكنة وقادرة بالفعل على حل الأزمات، وأشاد بالأمانة العلمية للباحث قائلا: "نحن اليوم نشهد ميلاد أستاذ جديد في علوم الشرطة ليس فخراً لفلسطين وحدها ولكن لنا أيضاً." وأشاد اللواء الدكتور محمد المراسي بطرح الباحث لفكرة القيادة من خلال مركز لإدارة الأزمات على مستوى وزارة الداخلية الفلسطينية وهو ما يُعد أول منهج عملي وتطبيقي على مستوى الشرطة الفلسطينية، مبينا أهميتها للشرطة الفلسطينية والعربية سواء.
وأكد اللواء الدكتور محمد حافظ الرهوان بضرورة أن تأخذ هذه الرسالة نصيبها من الاهتمام وأن يستفاد منها لحيوية وواقعية موضوعاتها على المستوى المحلي والإقليمي. وأوضح الدكتور ربيع فتح الباب أن الباحث استفاد من علم إدارة الأزمات والعلوم الأخرى، وأشاد بطرح الباحث في بداية الرسالة لموضوع الأمن والقيادة في الاسلام وكيف حافظ الاسلام على الأمن بكل ضرورياته وخصوصاً حرمة النفس والدماء في الاسلام في عصر كثر فيه اراقة الدماء بغير وجه حق والاعتداء على الاعراض والممتلكات والحرمات، وكيف أن القيادة العادلة والقوية والمؤمنة تحقق هذا المعنى العظيم في تحقيق الأمن ومواجهة الأزمات، والقرآن الكريم منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان قد أكد هذه الحقيقة حينما أشار إلى ما مَنَّ الله به على عباده ممثلاً في قريش بقوله تعالى: { لإِيلَافِ قُرَيْشٍ{1} إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ{2} فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ{3} الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} سورة قريش. حضر المناقشة العديد من قيادات أكاديمية الشرطة ومدير كلية الدراسات العليا وكبير معلميها وأعضاء من الجالية الفلسطينية في القاهرة والعديد من الباحثين العرب والأساتذة في الجامعات المصرية.