كشفت أحدث دراسة لوزارة الصحة والسكان تحت عنوان "تقييم التجار غير المشروع للتبغ فى مصر"، عن ارتفاع سوق السجائر في مصر ل 20.08 مليار سيجارة غير مشروعة. وأكدت الدراسة أن خسائر الحكومة المصرية لعوائد الضرائب حوالى 3.6 مليار جنيه سنويًا بسبب التهريب، وذلك يعادل 17.52٪ من عوائد الضرائب الحكومية وقالت الدراسة إن 54٪ من دخل مصروفات المدخن على التبغ، فى حين ينفق الطالب الجامعي 450 جنيها شهريًا. وأشار إلى أن فاتورة علاج الحالة الواحدة للانسداد الرئوي المزمن غير المباشر 634 جنيها، والمباشر 21987 جنيها، وسرطان الرئة 17548 جنيها، وقصور شرايين القلب 2180 جنيها. من جنبه أكد الدكتور عادل عدوي، وزير الصحة والسكان، أن مصر إحدى أكثر الدول استهلاكاً للتبغ بين الدول العربية، ويأتي ترتيبها ضمن أكثر 10 دول استهلاكاً للتبغ في العالم، حيث يستهلك حوالي ربع الشعب المصري (24.4%)، ويستمر المعدّل الكلي لاستهلاك التبغ في ازدياد منتظم. وأضاف، خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة تدشين نتائج الدراسات الثلاث حول اقتصاديات التبغ بمصر، والتي تمت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي لمكافحة السل وأمراض الرئة، أن حوالي 46% من الرجال البالغين يدخنون التبغ، كما يزداد عدد النساء اللائي يبدأن في التدخين، كما أن تعاطي الشباب للتبغ يُعد من المشكلات المتفاقمة. وتابع أن التبغ هو أحد عوامل الخطورة الرئيسية للأمراض غير المعدية (أمراض القلب والشرايين والجهاز التنفسي والأورام والسكتة الدماغية)، والتى تقتل ما يقرب من 82% من الشعب المصري، وقد وجد أن التبغ يقتل حوالي 170 ألفا سنوياً في مصر، حيث إن 90% من هذه الوفيات من الرجال وغالبيتها ناجمة عن سرطان الرئة وغيره من أمراض السرطان، والسكتات الدماغية، وأمراض القلب والشرايين الأخرى، وأمراض الجهاز التنفسي. وأشار وزير الصحة إلى أن استهلاك التبغ يعد أحد أهم أسباب المرض والوفاة المبكرة التي يمكن الوقاية منها، فهو عامل خطورة لستة من الأسباب الثمانية الرئيسية للوفاة في العالم، من أهمها أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي، وأن وباء التبغ نفسه يقتل حالياً ما يقرب من 6 ملايين شخص سنوياً في جميع أنحاء العالم، أي وفاة حوالي شخص من كل عشرة بالغين، وأن هذا العدد يزيد على من تقتلهم أمراض السل والإيدز والملاريا مجتمعة. وأوضح أن التبغ مرشح لأن يكون بحلول سنة 2030 السبب الرئيسي للموت والعجز، إذ من المتوقع أن يقتل أكثر من 10 ملايين شخص سنوياً وما لم تتخذ إجراءات عاجلة سيقتل التبغ مليار نسمة في هذا القرن، خاصةً في الدول النامية التي أصبحت نسب التدخين بها في ازدياد مطرد، كما وجد أنه بحلول عام 2030 سيكون أكثر من 80٪ من الوفيات المتصلة بالتبغ في العالم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل وهى البلدان الأقل تحملاً لعبء الرعاية الصحية. واستكمل وزير الصحة بأن النفقات السنوية لعلاج الأمراض الناجمة عن تعاطي التبغ تبلغ 3.4 مليار جنيه مصري، فضلاً عن تكاليف الرعاية الصحية الضخمة الناتجة عن استهلاك التبغ، والحصيلة الصافية للأثر الاقتصادي للتبغ هي تعميق الفقر، خاصةً مع ارتفاع معدل استهلاك التبغ بين الفقراء حتى تجاوز معدل تعاطي الأغنياء في معظم البلدان، وأنه بالرغم من أن استهلاك التبغ مشكلة صحية كبرى، لكنها تعد أيضا واحدة من أهم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، حيث إن استهلاك التبغ يزيد من الفقر بسبب الإنتاجية المفقودة والعائدة إلى المرض والوفاة المبكرة.