تستضيف الإمارات العربية المتحدة أكبر عدد من الفروع الجامعية الدولية بواقع 37 فرعا، وبذلك تستأثر بنسبة 19% من عدد الفروع على مستوى العالم. وقال تقرير منتدى المرصد العالمي 2012 في ماليزيا، "يواصل عدد الفروع الجامعية الدولية للتعليم العالي نموه بمعدل ثابت، بدلاً من الاندفاع بشكل متهور، ومع ذلك يشهد الواقع العام للفروع الجامعية الدولية تغيرا مستمرا بما يتماشى مع التيارات الجيوسياسية السائدة". وبحسب البيانات التي جمعها المرصد في النصف الأخير من عام 2011، هناك 200 فرع جامعي دولي للتعليم العالمي في مختلف أنحاء العالم، ما يمثل زيادة قدرها 38 فرعا، أو 23% عن تقرير سبتمبر 2009، والذي أظهر وجود 162 فرعا. وقال الدكتور أيوب كاظم، مدير عام المجمع التعليمي العضو في تيكوم للاستثمارات، "شهدت الإمارات نقلة ثابتة نحو عولمة التعليم العالي، فبعد فترة السبعينيات والثمانينيات، التي كان ينصب التركيز فيها على الشأن المحلي فقط، بدأ القطاع التعليمي منذ عام 2000 باكتساب طابع دولي أكبر، وخصوصا عقب إنشاء مناطق حرّة كبرى، مثل قرية دبي للمعرفة ومدينة دبي الأكاديمية العالمية". وأضاف "تشمل الركائز الثلاث التي تشكل أفضل الممارسات لتأسيس فرع جامعي دولي، العناية اللازمة التي تضم أبحاث السوق، وتقصّي معلومات السوق الإقليمية، واختيار فريق العمل الصحيح"، كما أن من الضروري أن تكون البداية بخطوات هادئة ومدروسة لضمان فترة حضانة كافية مع اعتماد أفضل البرامج، وإستراتيجية قوية لاستقطاب الطلاب، وأخيرا لا بد من إتباع نهج مستدام من خلال قياس النمو وتأمين دعم قوي من الفرع الرئيسي مع رؤية واضحة بشأن تطوير البرنامج. وقال رئيس مرصد التعليم العالي بلا حدود الدكتور وليام لوتون، إن أحد الدوافع الأساسية وراء تنظيم هذا الحدث هو استكشاف الدور المتزايد الأهمية لمؤسسات التعليم في الاستراتيجيات الوطنية للتعليم العالي في العديد من دول العالم. وأشار نائب رئيس جامعة ميدلسكس لندن البروفيسور راج جيل، إلى أن الفروع الجامعية الدولية تقوم بدور رئيسي في توفير التعليم العالي الجودة ضمن العديد من المناطق حول العالم، وسنبدأ خلال السنوات القليلة القادمة بالتعرف بشيء من التفصيل على الأسباب الكامنة وراء نجاحها وفشلها". وكان هناك توجه متزايد بشأن استمرار نمو الفروع الجامعية الدولية بنمط "من الجنوب إلى الجنوب"، بحيث يكون الفرع الرئيسي والمضيف في البلدان النامية أو في الشرق الأوسط وهناك ما يقرب من 17% من إجمالي عدد الفروع الجامعية الدولية البالغ 200 فرع حول العالم، تتبع نمط "من الجنوب إلى الجنوب". وأشار التقرير إلى أن توسع الفروع الجامعية الدولية في جميع أنحاء العالم لا يزال يمثل عنصرا هاما في عولمة التعليم العالي، حيث إن الفروع الجامعية الدولية توسع نطاق المؤسسات بطريقة تعزز من مكانتها وإمكاناتها الخاصة. والأهم من ذلك، أنها توفر مدخلاً أوسع إلى السوق الطلابية المتسارعة النمو، لا سيما في آسيا، حيث يتوقع أن يواصل الطلب على التعليم العالي تفوقه على العرض لمدة 20 عاما أخرى.