مع إعلان مفوضية الانتخابات التركية، أمس، فوزه رسمياً بالرئاسة بعد حصوله على 51.79% من إجمالي أصوات الناخبين في الجولة الأولى، ضمِن رجب طيب أردوغان، الذي سيُنصّب في 28 الجاري لنفسه مكاناً في التاريخ كأول رئيس منتخب مباشرة منذ تأسيس الجمهورية، في وقت شرع فيه الحزب الحاكم في مشاورات تشكيل الحكومة المقبلة. وخلال الأسابيع المقبلة، سيرأس أردوغان للمرة الأخيرة اجتماعات حزبه (العدالة والتنمية)، وسيشرف على اختيار رئيس جديد للحزب، وأيضاً رئيس وزراء من الموالين الأشداء، وخصوصاً مع كشف رفيق دربه، الرئيس الحالي عبدالله غول، عن عزمه الاستمرار في العمل السياسي من خلال الحزب، الذي شارك في تأسيسه. وفي خطاب النصر، الذي ألقاه من شرفة مقر الحزب الحاكم في أنقرة أمس الأول، قال أردوغان (60 عاما) للآلاف من أنصاره: "اليوم مشهود. إنه يوم مولد تركيا يوم بعثت من بين الرماد"، مضيفاً: "أؤكد أنني سأكون رئيساً للجميع وليس لمن أعطوني أصواتهم فقط". وإذ تعهّد ممارسة صلاحيات الرئاسة بالكامل بموجب القوانين الحالية، وذلك بخلاف سابقيه من الرؤساء ممن لعبوا دوراً شرفياً، وعد أردوغان ب "وضع ولايته المستمرة خمس سنوات تحت شعار الوحدة والمصالحة، نافياً أي نزعة إلى التسلط". وقال مسؤولون كبار في حزب العدالة والتنمية، أمس، إن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو من المرشحين الأوفر حظاً من داخل الهياكل الإدارية للحزب لتولي رئاسة الحكومة، إذ كان اليد اليمنى لأردوغان على المستوى الدولي، في الوقت الذي يتطلع فيه وزير النقل السابق بن علي يلدريم للمنصب. وبعد حفل أداء اليمين ومراسم التسلّم والتسليم بين أردوغان والرئيس غول في 28 الجاري، سيكون على حزب العدالة والتنمية أن يختار خلال مهلة أقصاها 45 يوماً رئيساً جديداً يكلف قيادته نحو الانتخابات التشريعية المرتقبة في يونيو 2015. وستكون هذه الانتخابات حاسمة بالنسبة للرئيس الجديد الذي يرغب في أن يواصل قيادة البلاد عبر تعزيز صلاحيات منصبه وتعديل الدستور لتغيير النظام من برلماني، كما هو حالياً، حيث يرأس رئيس الوزراء السلطة التنفيذية إلى نظام رئاسي يتطلب غالبية الثلثين من أعضاء البرلمان، أي أصوات 367 نائباً من أصل 550، والتي لا يشغل "العدالة والتنمية" منها حالياً سوى 313 مقعداً.