لنكن واقعيين عمليين نواجه حقيقة ما يحدث فعلاً علي أرض الشارع المصري من وجهة نظر رجل الشارع الواقف فعلاً في الشارع ... فما إن يسمع .. أو يقرأ .. أو يشاهد .. أو يعرف رجل الشارع عن قدوم مساعدات لمصر من الدول العربية بمليارات الدولارات .. أو عزم الحكومة إقامة مشروعات تتكلف هي الآخري مليارات الدولارات .. إلا و يتخيل أن تلك المليارات ستوزع صباح اليوم التالي فوراً علي كل أبناء الشعب بحسب نصيب كل واحد منهم .. و ما عليه إلا أن يستيقظ مبكراً لياخذ مكانه في "طابور" القبض حتي لا يضيع عليه ذلك النصيب ... تلك هي الحقيقة فعلاً ... و هنا علينا أن نحول الطاقة الهائلة لهذا الشعب إلي طاقة إنتاجية فاعلة ... تنتج و تستفيد فتقبض و تفيد ... علينا أن نحول كل بيت في مصر إلي "خط إنتاج" ... أما ماذا ينتج و كيف ينتج ... فتلك هي مسئولية الحكومة في وضع خطة إنتاج عامة يتم تفصيلها بحسب المهارات الإنتاجية المتوافرة في كل محافظة ... و تلك كانت فكرة المشروع الإقتصادي الوطني الأكبر ... "مشروع الأسر المنتجة" ... و كبداية ... ننتج بعض ما نستورده من الصين إن كان في إستطاعتنا تصنيعه ... الشعب أولي بمليارات الجنيهات التي يتم دفعها للصين في سبيل إستيراد فانوس رمضان و كشافات الإنارة و غيرها و غيرها و غيرها ... ذلك كبداية فقط ... و الله يوفقنا ... فقط نريد خطة عمل تجعل مصر خط إنتاج واحد ... قبل عشرون عاماً مضت كنت في رحلة عمل لمدة سبعة عشر يوماً في هونج كونج .. تايوان .. سنغافورة .. بانجوك .. و هناك شاهدت كيف بدأت تلك النمور الآسيوية نهضتها .. بدأتها من العشش التي كانت تعيش فيها أسرها "المنتجة" ...