- عائدون من حجيم ليبيا: "الخارجية مسألتش فينا" - آلاف عالقون على الحدود.. ونداءت للسيسى بالنجدة - الدبلوماسية غائبة.. وتونس تخشى الإرهاب - خبير عسكري: استهداف المصريين انتقام لعزل مرسي - "عمالى": ما يحدث يثبت تراجع قدرة مصر على حماية أبنائها بالخارج - "القوى العاملة": معظم المصريين دخلوا ليبيا بطرق غير شرعية.. ولا يوجد حصر لهم أكثر من 900 آلاف مصرى وجدوا أنفسهم فرسية سهلة للقتل، بعد أن إنتشرت الأسلحة والجماعات والمليشيات المسلحة، نتيجة تردى الأوضاع الأمنية التى شهدتها ليبيا عقب قيام الثورة ورحيل الرئيس معمر القذافى، أحوالهم تزداد سواء مع مرور الوقت.. طالبوا السلطات المصرية بالتدخل الفورى لإجلائهم، بعد أن خرجوا للبحث عن لقمة العيش، نظرا لضيق الحال فى بلادهم، وتراجع فرص العمل، وارتفاع تكاليف العيش وضغوط الحياة اليومية. العائدون من الجحيم، تحدثوا عن الفوضى والحرب الأهلية فى ليبيا، بعد ان فروا من القتل والاعتداء عليهم من قبل الميليشيات المسلحة، ليجدوا أسواء من ذلك من قبل القوات التونسية والليبية على حدود البلدين، التى تعاملت مع المصريين المتدافعين على المعبر الحدودى بالرصاص الحى وقنابل الغاز. مأساة "الخارجية ما بتسألش فينا، وقد تموت فى لحظة، أو تعود بعاهة مستديمة"، بهذه الكلمات روا أبو عمر النجار العائد من ليبيا مأساة آلاف المصريين فى حجيم الموت ليبيا. أبو عمر الذى يبلغ من العمر 45 عاما، من محافظة دمياط، و يعمل نجار بمدينة طرابلس، قال :" ان الحالة الأمنية بليبيا سيئة للغاية وخاصة في الأشهر القليلة الماضية، وخاصة في محيط المطار ومدينة بنى غازي وما حولها وأصبحت الحالة الأمنية مزريه بسبب الحرب الدائرة في الشوارع مؤكدا ان "الخارجية ما بتسألش فينا". أشار انه على الرغم من أن الحالة الاقتصادية بمدينة طرابلس الليبية جيده إلا انه من الممكن ان يخسر المواطن المصري المغترب كل ما لديه في حادث سطو مسلح. وبين أبو عمر أن إقبال المصريين على العمل في ليبيا أن البلد كانت منهارة وهي في حالة إعمار وتحتاج للأيادي العاملة في مجالات المعمار وما يلزمها من أثاث ومفروشات. وأكد ان متوسط دخل المواطن المصري بليبيا في اليوم الواحد هو 50 دينار ليبي وهو ما يعادل 270 جنيها في اليوم وهو ضعف ما يتقاضى عامل الأثاث بدمياط والذي يتراوح من 80 جنيه الى 120 جنيها يوميا. عائدون من الجحيم على الجانب الآخر التقت "المشهد" المصريين العائدين من ليبيا، و تحدثوا عن معاناتهم وتفاصيل هروبهم من الجحيم الدائر هناك، بعد أن نجوا من المعارك الدائرة والقتال الضاري المستمر منذ فترة. العائدون من الجحيم عن طريق تونس، حسب وصفهم، تحدثوا عن ما جرى لهم خلال ثلاث سنوات من المعاناة، حيث وصفوا مشاهد القتل المروعة والخراب الذي حل بهم جراء القتال الدائر هناك. محمد جاد، أحد العمال العائدين من ليبيا، أكد أن الأمن التونسى عاملهم بوحشية حينما لجأوا إليهم هرباً من ميلشيات ليبيا، قائلاً: "نظمنا مظاهرة على الحدود الليبية التونسية للمطالبة بالعودة لمصر ولكن السفارة المصرية لم تستجب وبعد ذلك قام الأمن التونسى بإطلاق الغاز المسيل للدموع والضرب بالحجارة حتى أصيب العشرات. وروى أحد العاملين العائدين تفاصيل الهرب إلى تونس، قائلاً: "ميلشيات ليبيا هاجمتنا فهربنا إلى تونس عبر الصحراء وعشنا أربعة أيام دون طعام أو ماء حتى ساعدنا أهالي تونس وأعطونا "ماء وبسكويت" لمواصلة العيش، مطالباً السلطات المصرية بإعادة العاملين المصريين من ليبيا، قائلا "عايزين أخواتنا قبل ما يموتوا". نداء للرئيس وقال أحد المصابين العائدين من ليبيا إن قوات الأمن التونسي قامت بإطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة والرصاص عليهم، مما أدى إلى إصابتي فى قدمي برصاص حي ونتج عن ذلك كسر فى قدمى وتم معالجتها بإسعافات أولية، قائلاً: "إصابتي جعلتني أرجع بلادي على كرسي متحرك"، ووجه نداءً عاجلاً للرئيس عبدالفتاح السيسى بسرعة عودة العاملين الذين مازالوا فى ليبيا والبالغ عددهم أكثر من عشرة آلاف مواطن مصري. فيما وجه العاملون العائدون من الحدود الليبية التونسية نداءً للخارجية المصرية بسرعة عودة المصابين لمعالجتهم، وأن تهتم السفارة بهم تلبية نداءاتهم، مؤكدين أن رئاسة الجمهورية والقوات المسلحة المصرية هما من اهتما بهم خلال رحلة العودة. أوضاع سيئة ورغم تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطى عن التسهيلات، إلا أن مصريين على الحدود بين ليبيا وتونس، قالوا إن أوضاعهم في غاية السوء، ونفوا وجود أي أعضاء دبلوماسيين مصريين على الجانب الليبي أو التونسي. وقال "ممدوح"ً، ويعمل "بناء"، إن عشرات الآلاف من المصريين عالقون على الحدود بين ليبيا وتونس، مشيراً إلى أن أوضاعهم سيئة جداً، لاسيما في ظل احتدام القتال بين الميليشيات الإسلامية والحكومة الليبية. تونس ترفض دخولهم وأوضح أن السلطات التونسية ترفض دخول المصريين إلى أراضيها من دون "تذكرة"، منوهاً بأن المقصود ب"التذكرة" تأشيرة سفر من مصر إلى تونس أو من ليبيا أو تونس تكون سارية. ونبه إلى أن هذا المطلب شبه مستحيل في ظل انهيار السلطات الليبية في طرابلس. وانتقد التصريحات الرسمية للحكومة المصرية حول وجود تسهيلات، لافتاً إلى أنه ليست هناك أية تسهيلات، لاسيما أن تونس تخشى تسرب إرهابيين إلى أراضيها، ولذلك تتشدد في الإجراءات، في ظل غياب تام للمسؤولين الدبلوماسيين المصريين. عمليات انتقامية و قال اللواء محمود حفني، الخبير العسكري، فى تصريحات صحفية، إن عمليات إستهداف المصريين في ليبيا، تعتبر عمليات إنتقامية، بسبب عزل الرئيس السابق محمد مرسي واسقاط جماعة الإخوان من الحكم، وأضاف أن الميليشيات الإسلامية المسلحة ترتبط بجماعة الإخوان المسلمين فكرياً وتنظيمياً، مشيراً إلى أن ميليشيات "17 فبراير" و"غرفة عمليات الثوار"، هي أذرع عسكرية في ليبيا تابعة لجماعة الإخوان الليبية. ونبه إلى أن ما يؤكد أن الإستهداف للمصريين يأتي على خلفية سياسية، تعرض الأقباط خصوصاً للإختطاف والقتل، ما أدى إلى عودتهم جميعاً إلى مصر. واعتبر أن استهداف الأقباط يأتي، عقاباً لهم على التأييد الكاسح من جانبهم لثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم الإخوان. وذكر حفني أن الميليشيات الإسلامية تحاول إجبار المصريين على العمل معها، ومن يرفض يتعرض للقتل، مشيراً إلى أن التقارير الأمنية طالبت بضرورة العمل على إعادة المصريين الراغبين في العودة فوراً، حتى لا يكونوا فريسة سهلة للجماعات الإرهابية، التي تسعى إلى تجنيدهم للعمل ضد بلدهم. صراع سياسى من جانبه كشف محمد عبدالجليل، المستشار العمالى بالمكتب العمالى بطرابلس، التابع لوزارة القوى العاملة والهجرة، عن أن عدد العمالة المصرية التى كانت موجودة بليبيا قبل أحداث الثورة الليبية تقدر بمليون و350 ألف عامل، غادر منهم 490 ألف عامل خلال فترة الصراع بين كتائب القذافى والثوار، ثم عاد ما يقرب من 100 ألف مصرى كانوا يحملون تصريحات إقامة رسمية، لافتا إلى أن العمالة المصرية المتواجدة حاليا بليبيا تقدر بمليون و260 ألف عامل تقريبا. وقال المستشار العمالى إن ما يحدث فى ليبيا الآن من صراع سياسى يلقى بظلاله على الأوضاع الاقتصادية والأمنية للبلاد، وتثبت مدى تراجع قدرة الدولة المصرية على متابعة أوضاع العمالة المصرية بالخارج، وهو الأمر الأكثر وضوحا فى ظل غياب المعلومات والبيانات الدقيقة عن شكل وطبيعة العمالة المصرية، إلى جانب طبيعة العمال والتركيبة الاجتماعية والتعليمية للمصريين فى ليبيا. وفى تصريحات صحفية لوزيرة القوى العاملة والهجرة، ناهد عشرى، قالت إنه لا يوجد حصر رسمى للعمالة المصرية بسبب تواجد أعداد ليست بالقليلة بطرق غير شرعية عبر طريق المنافذ البرية التى لا يمكن معها حصر تلك العمالة، ويمكن تقدير العمالة المصرية الموجودة حاليا ما بين 800 900 ألف، منتشرين على كل الأراضى والقطاعات الليبية المختلفة على المستوى النشاط الاقتصادى. وفيما يخص العمالة الموجودة بشكل غير رسمى، أوضحت عشرى أنهم يعملون فى أى أعمال تعرض عليهم ومنها على سبيل المثال أعمال المقاولات والإنشاءات أو العمالة العادية، وفى الغالب لا يمكن حصرهم أو معرفة الأعمال التى يعملون بها على وجه الدقة. جسر جوى نظمت وزارة الطيران المدني جسر جوي لعودة المصريين المتواجدين في ليبيا وعلى الحدود التونسية بالتنسيق مع وزارتي الخارجية المصرية والليبية، وذلك بسبب الاوضاع الامنية المتوترة هناك. وأكد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، إن الحكومة تسخر كل إمكانياتها لضمان سرعة عودة المصريين العاملين في ليبيا وأسرهم بسلام ودون تحميلهم أي أعباء مالية، مشيرا إلى استمرار الجسر الجوي بين القاهرةوتونس، وسط تنسيق دائم مع الجانب التونسي وتواجد قنصلي مصري على الجانب التونسي الليبي من الحدود. وأشاد رئيس الوزراء بالدور الأخوي للجانب التونسي في فتح حدودها مع ليبيا بصفة استثنائية، لتسهيل عبور المصريين الراغبين في العودة إلى أرض الوطن، مؤكداً توفير أقصى درجات الرعاية لهم وإعفاءهم من رسوم تأشيرات الدخول لتونس، وسرعة إنهاء الإجراءات الخاصة بهم. تجدر الإشارة إلى أن الجسر الجوي الذي ينقل المصريين العائدين من ليبيا، بلغ 5 طائرات حتى الآن، وصل منهم 4 إلى أرض الوطن، نقلت نحو 1200 مصري. استنكار شدد المهندس أحمد بهاء شعبان، الأمين العام للحزب الاشتراكي، على ضرورة أن تبدي السلطات المصرية استنكارها لواقعة المصريين على حدود تونس، وتسرع في إجلاء المصريين من ليبيا قبل تفاقم الأوضاع دون أن يؤثر ذلك على طبيعة العلاقات الوطيدة بين مصر وتونس، التي ازدادت متانة في أعقاب ثورة الياسمين التونسية التي ألهمت الشعب المصري للقيام بثورة 25 يناير. وأكد الدكتور أحمد دراج، وكيل مؤسسي حزب الدستور، أن القوات التونسية تعاملت بعنف مع المصريين ولم تراع روابط الإخوة والاعتبارات الإنسانية، وأنه كان بإمكانها إذا كانت تخشى من دخول مندسين لأراضيها أن تقوم بتفتيش المحتجين والتأكد من عدم إضرارهم بالأمن التونسي ثم تسمح لهم بالدخول. وأوضح أن الواقعة دليل على كراهية جماعة الإخوان لمصر واستمرارها في سياساتها العدائية تجاه الشعب ومحاولات تضخيم الأزمات لاستثارة غضبه تجاه السلطة الحالية، كما سبق وحرضت الفلسطينيين على تنظيم تظاهرات احتجاجية ضد السلطة المصرية واتهامها بالتعنت ضدهم لصالح العدو الإسرائيلي. وطالب السلطات المصرية، بفتح القنوات الدبلوماسية لحل الأزمة ومساعدة المصريين الفارين من ليبيا على العودة للأراضي المصرية. اضغط هنا لمشاهدة الملف بالحجم الكامل