استقبل مطار القاهرة الدولي اليوم السبت ، رحلة مصر للطيران رقم 3200 من مطار جربا التونسي، وعلى متنها 312 راكبًا مصريًا من الفارين من جحيم الاشتباكات الدامية بين الفصائل المتناحرة في ليبيا، وتم فحص العائدين فحصا أمنيا للتأكد من هويتهم، وعدم وجود أي أحكام قضائية عليهم وذلك بواسطة عدة جهات سيادية، إضافة إلى مناقشتهم عن الأوضاع هناك ، خوفا من اندساس أي عناصر بينهم. وكانت الطائرة قد أقلعت من مطار القاهرة مساء أمس الجمعة، بناء علي تنسيق بين وزارتي الخارجية والطيران المدني مع السلطات التونسية ، وذلك لسرعة عودة المصريين الذين وصلوا إلى الحدود التونسية الليبية هربا من القتال الدائر في ليبيا . رصدت الوفد معاناة المصريين العائدين من ليبيا والأنتهاكات الذين تعرضو لها داخل الأراض الليبية حتي وصولهم الحدود التونسية ، وبدء رحلة العودة إلي أرض الوطن . قال أحمد محمد من محافظة المنيا، إنهم تعرضوا لعمليات سرقة ونهب داخل ليبيا، فاضطروا إلى الخروج إلى رأس جدير المنطقة الحدودية بين تونس وليبيا ، بعد اشتداد حدة المعارك بين الفصائل المتناحرة بطرابلس وبنى غازى ، مشيراً إلي انهم طلبوا الشهادة من هو ماتعرضوا له من أنتهاكات، وأكد على وجود آلاف من المصريين العالقين فى منفذ رأس جدير، مطالبا السلطات المصرية بسرعة التدخل واعادة باقي المصريين العالقين علي الحدود حيث أنهم لا يستطيعون دخول تونس، بخلاف عشرات الآلاف الآخرين الذين لم يستطيعوا الخروج من ليبيا ، بعد ما لاقوه فى ليبيا حتى وصلوا إلى تونس، والتى وفرت لهم كل ما تستطيع حتى نقلهم إلي القاهرة، وأشاد بالجهود المصرية التي بذلت علي مدار الايام الماضية لاجلائهم وعودتهم جميعاً إلي أرض الوطن . وأكد مجدي عبدالحميد من محافظة المنصورة وهو أحد العائدين، أن عدد المصريين المنتظرين علي الحدود التونسية وصل حتى الآن لأكثر من 9 آلاف، وطالب الدولة والرئيس عبد الفتاح السيسى بسرعة نقلهم حفاظاً علي ارواحهم ، وقال ان المنطقة الحدودية رأس جدير تشهد أشتباكات عنيفة بين السلطات التونسية من جانب والمليشيات الليبية من جانب أخر، والخاسر الوحيد بينهما المصريين النازحين من الفصائل المتناحرة بطرابلس وبنى غازى. وقال فضل عبدالواحد من محافظة الفيوم اعمل فى طرابلس منذ 7 سنوات قبل سقوط القذافى، ولم أشهد ليبيا أسوأ مما هى فيه الآن، حيث يواجه الجميع الموت، فالميليشيات المسلحة تنتشر بشكل لم نكن نتوقعه، وزادت خلال الفترة الماضية . وقال أبوالمجد فراج من محافظة المنيا عامل فى طرابلس إن أموالهم وامتعتهم سرقت وقضوا أسوأ أيامهم على الحدود الليبية التونسية منذ 5 أيام دون ماء ولا الطعام، والمصريون هناك يعانون أشد المعاناة باستثناء بعض المساعدات التي تقدمها السلطات التونسية وجمعية الهلال الأحمر. ومن جانبه أوضح أحمد عاصم من أسيوط أنهم تلقوا معاملة سيئة من قبل الليبيين الذين استولوا على متعلقاتهم مقابل توصيلهم إلى رأس جدير، حيث تم الأعتداء عليهم وتم تحريضهم من قبل المليشيات الليبية لأختراق الحدود التونسية بهدف أدخالنا في أزمة مع الجانب التونسي الذي وفر لنا بعض الاحتياجات علي قدر المستطاع . ويقول محمد صابر، من أسيوط ، إن المصريين علي الحدود التونسية يتعرضوان للضرب والانتهاكات من قبل الجانب الليبي ، وهناك أصابات كثيرة وبعض الوفيات بسبب فتح النيران بشكل عشوائي من المنطقة الحدودية الليبية، وأكد أن المصريين العالقين يفتقدون الحياة الكريمة ينامون على الأرض ولا يجدون الطعام، وان المعاملة سيئة جدا، ويتم التعامل معهم بالضرب. وقال السيد علي السيد من محافظة المنصورة: إن السلطات الليبية تعاملهم بشكل سيئ، حيث كانت توزع زجاجة مياه واحدة لكل 10 أشخاص وبعض عبوات البسكويت مما تسبب في سوء الحالة الصحية لكثير من المصريين علي الحدود ، وطالب بضرورة إرسال العديد من الطائرات لنقل العالقين هناك، مؤكدا أنه يوجد قرابة ال10 آلاف مصرى على الحدود الليبية التونسية يريدون العودة وأستمرارهم علي الحدود يهدد حياتهم . وأكد خليل عبدالله من محافظة أسيوط، أنهم تعرضوا للضرب من المليشيات الليبية التى كانت تهاجمهم بمساكنهم وتسلبهم كل ما يملكون من أموال وهواتف محمولة وأجهزة كهربائية، لافتا إلى أنهم عادوا للقاهرة بدون أموالهم أو حقائبهم التى استولت عليها المليشيات المسلحة، وأوضح انه كان عالقا هو واثنين من أبناء عمومته على الحدود الليبية التونسية منذ قرابة 5 أيام، وأنهم قضوا بليبيا نحو 7 شهور فقط ، لم يستطيعوا خلالها جمع تكلفة سفرهم التى تقدر ب12 ألف جنيه، نظرا للأحداث والاشتباكات اليومية الدائرة هناك، وأنه منذ قرابة الشهر والنصف لم يخرج إلى العمل خوفا على حياته هو وأبناء عمومته. وناشد أحمد مراد المسئولين بسرعة التدخل لإعادة باقى المصريين من الأراضى الليبية، مشيرا إلى أن كل مصرى دفع ما لدية من دينارات للخروج إلي رأس جدير، ودخول جربا، ولم يتبق لديهم أى أموال. من ناحية أخري أكد الطيار حسام كمال، وزير الطيران المدنى، أنه تم تكثيف رحلات الجسر الجوي الذى تقوم به الوزارة بالتنسيق مع شركة مصر للطيران من مطار جربا التونسي لاعادة المصريين النازحين من ليبيا ، حيث تم تشغيل رحلات جوية بسعه يومية تصل إلي 1800 مقعد ، يمكن زيادتها في حال دعت الحاجة إلي ذلك، وأضاف الوزير أنه يتم تخطيط جدول الرحلات بالتعاون مع وزارة الخارجية والسلطات التونسية ، بحيث يسمح بتوافر طائرة مصرية علي مدار اليوم علي أرض مطار جربا التونسي . وأكد أنه يجرى التنسيق مع وزارة الخارجية لمعرفة الموعد المناسب لإقلاع الرحلات من مطار جربا، وتجرى متابعة مستمرة عبر وزارة الخارجية لأعداد المصريين على الحدود الليبية التونسية، والتى تقوم بدورها بالتنسيق مع وزارة الطيران لتشغيل رحلات جوية تناسب أعداد النازحين، ونفي وزير الطيران ما تردد بشأن قيام شركة مصر للطيران بمطالبة العائدين من ليبيا عبر تونس بسداد ثمن تذاكر العودة إلى مصر ، موضحاً انه نفي هذا الكلام قبل ذلك ولكن هنالك البعض مصمم علي ترديده. وقال كمال إن الرحلات الثلاث التي وصلت طوال الساعات ال 24 الماضية نقلت كل المصريين النازحين من ليبيا ويصل عددهم إلى حوالى ألف راكب، ويتم حاليا التنسيق مع وزارة الخارجية والسلطات التونسية لتحديد أنسب توقيتات لإقلاع الرحلات العائدة من مطار جربا التونسي في ضوء أعداد النازحين التي تصل للمطار، حيث تتواجد طائرة رابعة في مطار جربا ومن المقرر إقلاع طائرتين في الساعات القادمة على ضوء الأعداد المتواجدة من المصريين في مطار جربا. وأضاف وزير الطيران لقد بذل العاملون بوزارة الطيران المدني خاصة مصر للطيران كل الجهد لتنفيذ الجسر الجوي الاستثنائي لإعادة المصريين العاملين في ليبيا. يذكر أن ليبيا تشهد نزوحا للأجانب والليبيين بسبب القتال الدائر في العاصمة طرابلس، ومدينة بنغازي بين الميليشيات المتناحرة والتي أسفرت عن مقتل 214 شخصا وإصابة 981 آخرين حتي يوم الأربعاء الماضي، بحسب تصريحات مُدير المكتب الإعلامي بوزارة الصحة الليبية عمار محمد ل”بوابة الوسط”، الإخبارية الليبية من ناحية أخري قرر مدير أمن المطار تشكيل فريق عمل من رجال الجوازات لسرعة إنهاء إجراءات وصول المصريين تباعا، وأوضح مصدر مسئول بالمطار إنه رغم التيسيرات التى تقدمها السلطات الأمنية بمطار القاهرة الدولى لتيسير إجراءات المصريين الفارين من ليبيا لتردى الأحوال الأمنية هناك، إلا أنه يتم فحص العائدين فحصا أمنيا دقيقا للتأكد من هويتهم، وعدم وجود أى أحكام قضائية على العائد، وأضاف المصدر أن ذلك يتم بواسطة عدة جهات سيادية ، وذلك خوفا من اندساس أى عناصر بينهم. من ناحية أخري مازال الجسر الجوي بين القاهرة ومطار جربا التونسي مفتوحاً ، حتي عودة جميع المصريين العالقين علي الحدود التونسية – الليبية ، ومن المنتظر وصول عدد من الرحلات علي مدار الساعات القادمة تباعاً بالتنسيق بين وزارتي الخارجية والطيران المدني ، وذلك في أطار تكثيف رحلات الجسر الجوي لعودة المصريين النازحين من ليبيا .