قلل رئيس الوزراء المغربي عبد الإله بن كيران من شأن تعليقات نسبت إليه، اعتبر محللون أنها تشير إلى بدء مواجهة بين حكومته التي يقودها الإسلاميون، والشخصيات القوية المقربة من الملك محمد السادس. وذكرت صحف مغربية أن بن كيران وجه "انتقادا نادرا" إلى الأشخاص المحيطين بالملك، ونسبت إليه القول أمام تجمع حاشد لحزب العدالة والتنمية في الرباط الأحد: "الربيع العربي لم ينته بعد وما زال يتجول ويمكن أن يروقه الحال ويعود". وأضاف: "الملكية في هذه البلاد نفسها تحتاج اليوم إلى المواطنين الساعين إلى الإصلاح. الملوك لا يكونون دائما محاطين بالأشخاص اللازمين بل يكونون أحيانا محاطين بخصوم يصبحون أول من يتخلى عنهم". وأكد مسئولان بحزب العدالة والتنمية لرويترز أنه أدلى بهذه التصريحات التي نقلتها صحف من بينها "أخبار اليوم" المستقلة. وفي بيان بالبريد الإلكتروني تلقته رويترز في وقت لاحق قال بن كيران إن تعليقاته "انتزعت من سياقها". وأضاف قائلا: "الديمقراطية في المغرب هي ديمقراطية تشاركيه تقوم على أساس التعاون بين المؤسسات الدستورية تحت قيادة جلالة الملك - حفظه الله - وتوجيهاته". وأجرت السلطات المغربية انتخابات مبكرة العام الماضي أسفرت عن تسليم السلطة للمرة الأولى لحزب العدالة والتنمية المعارض المؤلف من إسلاميين معتدلين، وذلك في أعقاب موجة "الربيع العربي" في المنطقة. ويتوقع محللون منذ ذلك الحين وقوع مواجهة بين الحكومة التي تعهدت بالتصدي للفساد والفقر، وبين نخبة ثرية تربطها منذ فترة طويلة علاقات مع الملكية. وجاءت تعليقات بن كيران التي أدلى بها الأحد بعد أن انتقدت شخصيات مقربة من الملكية خطة الحكومة لإصلاح قطاع التلفزيون الذي تديره، الدولة والذي ينظر إليه على نطاق واسع على أنه بوق للملكية. ومن غير المعتاد توجيه أية انتقادات للملكية في المغرب، خاصة من سياسي رفيع مثل بن كيران.