كشفت الأممالمتحدة أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب أثناء شنها هجمات على حركة حماس في قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل مئات الفلسطينيين المدنيين خلال الأسبوعين الماضيين. وفي مدينة جنيف، صوت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لصالح إجراء تحقيق دولي بشأن الجرائم التي ترتكبها تل أبيب في حق الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي عارضت فيه الولاياتالمتحدة تلك الخطوة، بينما امتنعت 17 دولة عن التصويت. ومن جانبها قالت نافي بيلاي، مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان، إنه "يبدو أن هناك إمكانية قوية أن يكون قد انتهك القانون الدولي، بطريقة قد ترقى إلى حد ارتكاب جرائم حرب". وفي صباح أمس (الخميس)، رفعت هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية US Federal Aviation Authority حظرها على تحليق الطائرات الأمريكية داخل وخارج مطار بن جوريون بتل أبيب. وكان قد فرض هذا الحظر منذ يوم الثلاثاء وسط مخاوف أمنية أثارتها الهجمات التي شنتها حركة حماس بالصواريخ من قطاع غزة. وكانت السبل قد تقطعت بآلاف السياح والمسافرين الآخرين نتيجة لفرض هذا الحظر. ومن جانبه قال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن الحركة تعتزم دراسة الموافقة على هدنة إنسانية في الصراع الذي استمر 16 يوما في قطاع غزة، إذا وافقت إسرائيل على رفع الحصار عن القطاع. وكانت الحكومة المصرية قد اقترحت أن يوقف الطرفان القتال أولا ثم الجلوس على مائدة المفاوضات. ومع ذلك، قال مشعل إن "الجميع يريدنا أن نقبل باقتراح وقف إطلاق النار ثم التفاوض بشأن حقوقنا. إننا رفضنا ذلك ونرفضه مرة أخرى وكان الكيان الصهيوني قد استمر في قصف قطاع غزة، في الوقت الذي حوصر فيه مئات الفلسطينيين في قرية خوزار، بالقرب من خان يونس، ولم يستطيعوا الهروب من القصف. وكانت قد تفاوضت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشأن وقفة قصيرة لإطلاق النار من أجل السماح لقوافل سيارات الإسعاف لإجلاء الجرحى والمصابين ووفقا لمنظمات الإغاثة والمساعدات الإنسانية، قتل طفل كل ساعة في المتوسط خلال اليومين الماضيين، وكان هناك ارتفاع حاد في حالات الولادة المبكرة. كما قال مسؤولون في قطاع غزة إن أكثر من 3 آلاف منزل قد تم تدميره أو تعرض لتلفيات، بينما قصفت نحو 46 مدرسة و56 مسجدا وسبعة مستشفيات. وتزعم إسرائيل أن المسلحين الفلسطينيين يطلقون صواريخ من مخازن أسلحة بمنازل المدنيين لهذا السبب تستهدفها. وفي الوقت الذي تخطى فيه عدد الشهداء في اليوم السادس عشر من الصراع 700 شهيدا، أخبرت بيلاي باجتماع طارئ لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي عقد في مدينة جنيف السويسرية، أن تل أبيب لم تتخذ إجراءات كافية لحماية المدنيين، مستشهدة بالهجمات الجوية والقصف الذي استهدف المنازل والمستشفيات. وتعتبر تصريحات مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان بمثابة تحذير لإسرائيل بشأن التزاماتها بموجب القانون الدولي. كما طالبت بيلاي بوقف حصار غزة، السبب الكامن لاندلاع الصراع، والقضية التي ينبغي مخاطبتها كي يستمر أي اتفاق لوقف إطلاق النار. وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد دعم قرارا يطالب بإرسال "لجنة تحقيقات دولية ومستقلة" بصورة عاجلة للتحقيق في تورط الكيان الصهيوني في انتهاكات لحقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني. وفي هذه الأثناء، ناشد رياض المالكي، وزير الخارجية الفلسطيني، المجتمع الدولي بمحاسبة إسرائيل على ممارساتها في غزة، متسائلا "كم من الشهداء يجب أن يموت قبل أن تضع إسرائيل حدا لعدوانها؟"