- القانون الجديد "سىء السمعة" وضع لفئات بعينها - أصحاب المال والنفوذ الأقرب لمجلس النواب - التحالفات الحالية "وقتية" ستنتهى بالخلافات - الحزب الوطنى سيحصل على الأغلبية - شباب الثورة لن يحصل على شىء أكد طارق الملط، القيادى المنسحب من التحالف الوطنى لدعم الشرعية، وأحد القيادات المستقيلة من حزب الوسط، وعضو مجلس الشورى السابق، أن قانون الانتخابات الجديد سيفرز برلمانا مختلفا عن سابقيه، بقيادة أصحاب المال والنفوذ، مؤكدا أن فلول الحزب الوطنى المنحل، سيحتلون البرلمان القادم، خاصة مع غياب الإخوان المسلمين، والإسلام السياسى، عن الخريطة السياسية. وقال الملط، خلال حواره مع "المشهد"، أن حزب النور لن يحصد مقاعد كافية، كما حدث فى الانتخابات الماضية، مشيرًا إلى أن شباب الثورة هم الطرف الخاسر فى معركة "النواب"القادمة، معللًا ذلك، أنهم لا يملكون المال الكافى لمواجهة أصحاب النفوذ، مضيفًا أن من كانوا يتعاملون ب"الزيت والسكر"، لحصد الأصوات فى السجون حاليًا، وسيحل مكانهم آخرين يملكون الكثير من المال.. وإلى نص الحوار: - هل يكون لقانون الانتخابات الدور الأكبر فى تشكيل ملامح البرلمان القادم ؟ بالطبع سيختلف تشكيل البرلمان، عن السابق من ناحية الشكل والموضوع، القانون السابق كان يعطى ثلثى المقاعد لنظام القائمة، والثلث للفردى، وهذه المرة حددت نسبة 20% فقط لنظام القائمة، و80% للفردى، ووتضم نسبة القائمة، الأقباط والشباب والمرأة وذوى الاحتياجات الخاصة، ما يسمى بالتمييز الإيجابى، وكأنها قوائم وضعت خصيصا لفئات بعينها لتميزها عن باقى الشعب. - كيف ترى قوة البرلمان القادم قياسا بالسابق ؟ اعتقد أن البرلمان السابق كان أقوى، ومثل فيه أطياف الشعب بشكل أكبر، ونظام الانتخابات الفردى يؤثر فيه عاملان، وهما الشعارات الدينية، والخدمات، أمثال "الزيت والسكر وخلافه"، وفلول الحزب الوطنى والعائلات الكبيرة فى الريف والصعيد. إذا نظرنا لنسبة ال80 %، فالعديد ممن كانوا يقدمون الخدمات "الزيت والسكر" فى السجون، وبالتالى سيتم تقديم "الزيت والسكر" أيضا، لكن من فئات أخرى وبطريقة مختلفة، أما الفردى فإنه يحتاج إلى أموال كثيرة للانفاق على الدعاية التى حدد سقفها المالى ب 2 مليون جنيه، وهو سقف عال جدًا، لا يقدر عليه سوى حفنة قليلة من رجال الأعمال وأغنياء القرى والصعيد. - هل تختلف خريطة البرلمان القادم قياسا على السابق؟ اؤكد أن الخريطة ستكون مختلفة تماما، برغم وجود مطالبات كثيرة من القوى السياسية المدنية، وشباب الثورة، المعترضين على قانون الانتخابات، هذا القانون سىء السمعة، ولن يفرز سوى أصحاب القدرات المالية، والعصبيات القبلية فى القرى والريف وسيتم تهميش الفقراء، ولن يكون للسياسين الحقيقيين الذين يستطيعون القيام بدور فاعل فى البرلمان من مراقبة وإقرار قوانين وتشريعات وخلافه، أى وجود يذكر وإنما وجود رمزى فقط. - ما تعلقيك على التحالفات بين الأحزاب المتباينة الرؤى؟ لا أعلم لماذا ؟، اعتقد أنهم يحاولون توحيد التيار المدنى حتى لا يحدث تشتيت له، والشىء المؤكد أنها تحالفات وقتية "لحد ما نعدى الانتخابات"، وبعدها تأتى الخلافات. - كيف تنظر إلى موقع الفلول فى البرلمان القادم ؟ أجزم أن موقفهم سيكون أقوى، وتمثيلهم داخل البرلمان أكبر، وخاصة بعد التشويه الذى تم للجماعات الدينية والإسلام السياسى، وهم جزء كبير منهم فى السجون والباقى، إما مشوهون من الإعلام، أو يتعرضون للإقصاء، والتهميش من السلطة والنظام الحالى. - ماذا عن حزب النور؟ فى اعتقادى أن شعبيتهم انخفضت كثيرًا عن قبل، ولن يحصلوا على النسبة التى حصلوا عليها فى البرلمان السابق، وقد يكون لهم جمهور فى بعض المناطق مثل الإسكندرية، بسبب وجود الجماعة السلفية، ولكن لا أعتقد أن تمثيلهم هذه المرة سيكون بنفس قوة البرلمان السابق. - كيف ترى فرص شباب الثورة ؟ أنا حزين من أجلهم، هم وحدهم بعد الله أصحاب الفضل فى ثورة يناير، وبعد مرور 3 سنوات لم يأخذوا حقهم، بالإضافة إلى أنه بعد "30 يونيو" سجن عدد كبير منهم وتم تشويه الثورة، ووصفهم بالخيانة رغم تضحياتهم، ولم يحصلوا على شىء، ولا أعتقد أن يكون لهم تمثيل قوى داخل البرلمان المقبل. - لماذا؟ هل يوجد أحد من الشباب يستطيع دفع مليون أو 2 مليون جنيه للدعاية الانتخابية؟ نحن بذلك نعطى الفرصة للأغنياء وأصحاب رؤوس الأموال فى مواجهة شباب، الثورة، وهم غير قادرين على مجاراتهم فى الانفاق على الدعاية الانتخابية.