اعتقل الإسرائيليون ستة من اليهود المشتبه بهم في حرق المراهق العربي انتقاما لقتل الإسرائيليين الثلاثة، وافترضت إسرائيل بذلك زيادة التطرف لديها. صدمت الاعتقالات الناس من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، في الجانب الفلسطيني لأن الكثير افترض أن الإسرائيليين لن يفعلوا شيئا ضد أنفسهم أبدا، وبين الإسرائيليين لأن لديهم شك عميق بأن يكون يهود ارتكبوا تلك الجريمة البشعة، جاء ذلك في تقرير لل"واشنطن بوست" الأمريكية. قد تساعد هذه الأعمال التي ارتكبت يوم الأحد – من اعتقال الاسرائيليين الستة - علي التخفيف من حدة ما رآه البعض غضبا فلسطينيا متضخما، مع وجود المتظاهرين "العنيفين" في شرق "أورشليم" والمدن العربية شمالي إسرائيل مما أثار الخوف من نشوء انتفاضة. شجب المتظاهرين الذين دعوا إلي ثورة ضد الاحتلال الإسرائيلي غياب العدل، وتوقعوا بمرارة ألا يواجه قاتلي محمد أبو خضير - 16 سنة - محاكمة. ولكن بالقبض علي المتهمين الذين قالت السلطات الأمنية أنهم قتلوا لأسباب "قومية"، يجب علي الحكومة الإسرائيلية مواجهة العناصر المتطرفة داخل مجتمعها. كان مناصري حقوق الإنسان قد حذروا طويلا من الارتفاع المنذر في التخريب ضد العرب وهجمات اقتصاص يقوم بها المتطرفين اليهود، وهذه الوقائع يشير اليها مقترفيها باعتبارها "قائمة أسعار" لما يرونه " تنازلات الحكومة الإسرائيلية للفلسطينيين". ولكن قتل "خضير" يوم الأربعاء كان أكبر بكثير من معظم تلك الهجمات في وحشيته، ورأي بعض المسئولين الإسرائليين أن هذا القتل كان بسبب "خلافات عائلية"، وسط عدم التصديق بأن ذلك انتقاما لقتل الإسرائيليين الثلاثة. تقول وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني :" إن هذه لصدمة لمعظم اليهود الإسرائيليين، اعتقد أن هذا نوع من نداء الاستيقاظ"، وتضيف: "هذا سيغير طريقة تفكير الناس، وسيؤدي إلي فهم جيد بأننا يجب أن نتصرف عندما نري أصغر إشارة للتحريض". وتقول ليفني أن الصراع "ليس فقط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولكنه أيضا بين المواطنين الإسرائيليين المختلفين، وهذا أكثر ما يقلقني". وفي زيارته لمنزل أحد المراهقين الإسرائيليين الذين قتلوا، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن قاتلي خضير "سيواجهوا الوزن الكامل للقانون". ويضيف "نتنياهو" :"أنا اعلم أنه في مجتمعنا ، المجتمع الإسرائيلي، لا مكان لهكذا قتلة، وهذا هو الفرق بيننا وبين جيراننا، فهم يعتبرون القتلة أبطالا".