هل اسرائيل في طريقها لشن حربا جديدة على قطاع غزة؟ سؤال يفرض نفسه في اعقاب حالة التصعيد التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي ضد الفلسطينين بعد مقتل المستوطنين الثلاثة الذين اختطفوا في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، حيث قامت بشن عدة غارات على قطاع غزة، وحملت اسرائيل حركة حماس المسؤولية عن الحادث، مؤكدة ان لديها مايكفي من معلومات عن ذلك. وشهدت الاوساط الاسرائيلية حالة من الجدل بشأن الرد المناسب على عملية مقتل الشبان الثلاثة، حيث تباينت الآراء داخل المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية حول مستوى الرد الاسرائيلي على مقتل المستوطنين الثلاثة، اذ اقترح وزير الخارجية افيغدور ليبرمان شن حرب شاملة على قطاع غزة واعادة احتلالها بالكامل واجتثاث حركة حماس في عملية أسماها" عملية السور الواقي 2"، فيما دعا وزير الاقتصاد نفتالي بينيت الى اطلاق مشاريع استيطان واسعة في الضفة الغربية. أما وزيرة العدل تسيبي ليفني، فدعت الى ردود غير انتقامية ولا تثير ردود فعل في الحلبة الدولية، رافضة اقتراحات ليبرمان وبينيت، وحذرت من ان "مثل هذه الخطوة ستحول مأساة قتل الشبان قضية سياسية وحزبية وستنال ايضا من الدعم الدولي للرد الاسرائيلي على العملية. من جانبه قال بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي أن الجيش سيعمل في هذه الايام ضد اهداف لحماس في قطاع غزة قائلا"إذا لزم الامر منا التوجه بعمليات عسكرية موسعة فلن نتأخر عن ذلك" وفي رد مباشر وانتقامي على مقتل المستوطنين قام ثلاثة مستوطنين يستقلون سيارة باختطاف الفتى محمد حسين ابو خضير - والذي يبلغ من العمر 17 عاما - من أمام محل والده ببلدة شعفاط بمدينة القدسالمحتلة واتجهوا في طريق "كركشيان" باتجاه تل أبيب دون التمكن من اللحاق بهم واغتالوه انتقاما لمقتل المستوطنين الشباب الثلاثة ، وقد عثر علي جثة الفتي محروقة بدير ياسين. من جانبه طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإدانة خطف وقتل الفتى الفلسطينى محمد أبو خضير، قائلا "كما أدنا نحن خطف وقتل المستوطنين الثلاثة". وطالب عباس - في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" - إسرائيل باتخاذ إجراءات حقيقية على الأرض لوقف اعتداءات المستوطنين وحالة الفوضى التي خلفتها الأعمال التصعيدية الإسرائيلية وما نتج عنها من أجواء خطرة أدت إلى استشهاد خمسة عشر مواطنا منذ بداية شهر يونيو الماضي. من جانبها، رأت صحيفة "تايمز أوف اسرائيل" أن الخيارات المطروحة أمام إسرائيل والسلطة الفلسطينية وحماس عقب العثور على جثث الفتيان الإسرائيليين المختطفين الثلاثة تتراوح بين سئ الى أسوأ، وقالت الصحيفة الإسرائيلية -في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- كما كان الحال في صباح اليوم الذي تلا عملية اختطاف الثلاثة فتيان نفسها، فإن هذا الحدث يمكن أن يجر كل الأطراف إلى تصعيد إستراتيجي من شأنه أن يؤدي إلى تغيير الوضع الراهن. في المقابل، ومع مواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عمليات قصف ضد أهداف في قطاع غزة دعا قادة وشخصيات فلسطينية لتشكيل غرفة عمليات عسكرية موحدة تشمل كافة الأجنحة المسلحة لفصائل المقاومة الفلسطينية لمواجهة عمليات التصعيد الإسرائيلي ضد القطاع وعدم الانجرار لاستفزازات قادة دولة الاحتلال لجرّ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لحرب طاحنة وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول : إن "جيش الاحتلال من خلال عمليات التصعيد المتواصلة ضد قطاع غزة منذ عدة أيام يسعى لخلط الأوراق على الساحة الفلسطينية لتحقيق عدة أهداف أهمها حل حكومة التوافق الوطني الفلسطيني وإحراجها أمام الشعب الفلسطيني وكذلك تصدير الأزمات الداخلية التي تعاني منها حكومة نتنياهو في ظل إخفاقها في العثور على المستوطنين الثلاثة المختطفين منذ نحو ثلاثة أسابيع ". والسؤال الذي يطرح نفسه الان هل تسعى اسرائيل لاستغلال مقتل الشبان الثلاثة لتصفية حساباتها مع حماس ومعاقبة الفلسطينين على حكومة التوافق، والتي سببت لها حرجا دوليا لها خاصة بعد اعتراف الولاياتالمتحدة بهذه الحكومة، والسؤال الاخرهو كيف تواجه حكومة التوافق هذا التصعيد الذي يعد بمثابة الاختبار الحقيقي لها؟