تراجعت حدة القصف عبر حدود قطاع غزة يوم الجمعة مع انهماك اسرائيل في الاستعداد لمواجهة تظاهرات عنيفة متوقعة من الفلسطينيين في القدس والضفة الغربيةالمحتلة اثناء تشييع جثمان فتى فلسطيني يعتقد أنه قتل على يد يهود من اليمين المتطرف. ووصلت موجة العداء -التي كانت تتصاعد منذ اختطاف ثلاثة مستوطنين يهود في 12 يونيو حزيران والاعتقالات التي نفذها على الاثر الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية- إلى مرحلة الغليان هذا الأسبوع بعد اكتشاف جثث الثلاثة ومقتل الشاب الفلسطيني بعد دفنهم. وشنت اسرائيل غارات جوية على قطاع غزة اثر اطلاق موجة من الصواريخ القصيرة المدى في الوقت الذي حذر فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من شن هجوم بري -بعد وضع الجيش الاسرائيلي على اهبة الاستعداد- اذا لم يتوقف اطلاق الصواريخ من القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وقالت اسرائيل إن ثلاثة صواريخ أطلقت يوم الجمعة على اراضيها اعترضت أحداها القبة الحديدية في حين لم يتسبب الاثنان الآخران في أي ضرر. ولم تشن اسرائيل أي غارات مضادة على الاثر. وقالت حماس التي نفذت عددا من الهجمات الصاروخية هذا الاسبوع إنها اجرت اتصالات بالوسطاء المصريين لمنع المزيد من العمليات. وقال الناطق باسم حماس سامي ابو زهري إن حماس اكدت للمصريين انها غير معنية بحصول مواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي المسؤول عن التصعيد ضد شعبهم وأن عليهم إيقافه. ونشرت اسرائيل قوات اضافية في القدس قبل تشييع جثمان الفتى الفلسطيني محمد ابو خضير (16 عاما) بعد ظهر يوم الجمعة كما منعت دخول الرجال الذين تقل أعمارهم عن الخمسين عاما إلى حرم المسجد لأداء صلاة الجمعة. وحثت القاهرة والقوى الغربية اسرائيل على ضبط النفس اثر مقتل الاسرائيليين الثلاثة وهم طلاب في المعهد الديني اليهودي في الوقت الذي اتهم فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عناصر من حماس بالضفة الغربية بتنفيذ الجريمة. ولم تؤكد حماس أو تنف تورطها في الموضوع. واستفز مقتل اليهود الثلاثة مشاعر الاسرائيليين ما أدى إلى قيام عشرات من اليهود المتطرفين باعمال شغب ضد العرب واشتبكوا على الأثر مع الشرطة. وبعد ساعات على دفن اليهود الثلاثة الذي بث على الهواء مباشرة يوم الثلاثاء خطف ابو خضير من حي عربي في القدس وعثر على جثته المتفحمة يوم الاربعاء في غابة قريبة. وقالت عائلة ابو خضير والرئيس الفسطيني محمود عباس إن الفتى كان ضحية عمل انتقامي يهودي وحملوا حكومة نتنياهو اليمينية المسؤولية. في حين وصف نتنياهو الجريمة بأنها "شنعاء" ودعا الشرطة إلى فتح تحقيق سريع للعثور على منفذيها. ولكن في الوقت الذي قالت فيه السلطات الاسرائيلية إنها لا تعرف بعد ما إذا كان أبو خضير بالفعل ضحية جريمة كراهية اشتبك المتظاهرون الفلسطينيون تحت الشمس الحارقة في القدس مع الشرطة الإسرائيلية يومي الأربعاء والخميس. في حين قال الجيش الاسرائيلي إنه احتجز أربعة جنود لنشرهم رسائل معادية للعرب على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال ناطق باسم الشرطة إن وحدة مكافحة الجريمة الإلكترونية تشن حملة على التحريض العنصري عبر الانترنت سواء من اليهود أو المواطنين العرب. ورغم تعهده بضرب حماس إثر مقتل اليهود الثلاثة غير أن نتنياهو لا يزال مترددا في شن هجوم واسع على غزة قد يؤدي إلى تقويض العلاقة المتوترة مع عباس إثر انهيار مفاوضات السلام ذات الرعاية الأمريكية في أبريل نيسان الماضي بعدما أبرم الرئيس الفلطسيني بشكل مفاجئ اتفاق مصالحة وتقاسم السلطة مع حماس. وقال يوفال شتاينتز الوزير المقرب من نتنياهو في حديث إلى الإذاعة الاسرائيلية يوم الجمعة إن التصعيد قد يؤدي إلى تقويض الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق يكبح برنامج ايران النووي في مهلة تنتهي في 20 يوليو تموز. وقال "ربما لا نريد تحويل انظار العالم الآن أكثر من اي وقت مضى عن البرنامج النووي الايراني الذي يعتبر خطرا واقعيا على اسرائيل أكثر من الإرهاب وأكثر من اعمال الشغب."