فى صراع مجلس النواب الأحزاب: نريد برلمان قوى.. ونهاية لعصر مبارك نافعة: معظمها إنتهازية تريد الاستفادة من السيسي شكر: ظاهرة إيجابية لتقوية الأحزاب تحالف صباحى يسعى لتكوين جبهة معارضة لاختيار الحكومة "موافى": 3 تحالفات ستخوض الانتخابات المقبلة حالة من الترقب يشهدها الشارع المصري انتظارا للاستحقاق الثالث من خارطة المستقبل، حيث تتجه أنظار المصريين نحو قبة البرلمان، بعد انتهاء المارثون الرئاسي وتنصيب المشيرعبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر، تتزامن مع هذه الحالة، مشهد حراك على الساحة السياسية والحزبية استعدادا لخوض غمار معركة الانتخابات البرلمانية، حيث شهدت مجموعة من التحالفات الحزبية والتي أثارت التساؤلات حول شكل البرلمان القادم وطبيعة العلاقة بينه وبين الرئيس. وتكمن أهمية البرلمان القادم في أنه ليس فقط أول برلمان بعد ثورة 30 يونيو، ولا بسبب الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها مصر، ولكن لما سيتمتع به هذا البرلمان، بعكس كل البرلمانات السابقة، من صلاحيات تفوق صلاحيات الرئيس. ويرى مراقبون أنه أمام الخارطة الجديدة لبرلمان 2014 ، حيث أعطى الدستور الجديد صلاحيات أوسع للبرلمان، فإن الرئيس عبدالفتاح السيسي سيجد نفسه مجبرا على التنسيق مع القوى السياسية التي دعمته في انتخابات الرئاسة، تضمن على الاقل الحصول على الأكثرية في البرلمان، بما يمكنه بداية من الحصول على ثقة حكومته، ثم تمرير التشريعات اللازمة لانجاز برنامجه الانتخابي وخطته التنموية التي أعلن عنها وتحتاج الى بيئة تشريعية جديدة. كان الرئيس السيسي قد أعلن أثناء حملته الانتخابية أنه لن يشكل حزبا سياسيا ولن ينضم لأي من الأحزاب القائمة، وأنه سيعتمد على الظهير الفكري، وهو ما يعد مختلفا عن كل رؤساء مصر السابقين الذين اعتمدو على أحزاب تؤمن لهم ظهيرهم السياسي. في هذا السياق، ظهرت عدد من التحالفات المؤيدة للرئيس السيسي وأهما تحالف عمرو موسى، واللواء مراد موافي، وهو التحالف الأهم والأكثر إثارة للجدل في الوقت ذاته، نظرا لأن قادة هذا التحالف محسوبون على نظام الرئيس المخلوع مبارك، ويتشكل هذا التحالف من أحزاب أغلبها ذات توجه ليبرالي دعمت الرئيس السيسي في الانتخابات الرئاسية، بالإضافة إلي عدد من الكيانات الشبابية في مقدمتها "تمرد" و"تكتل القوى الثورية" وممثلين عن "التيار المدني". ويبدو أن هذا التحالف سيواجه مخاضا عسيرا قبل أن يولد وتتضح معالمه النهائية، حيث أنه تلقى ضربة قوية بعد إعلان حزب الوفد انسحابه منه وتدشين تحالف جديد تحت اسم "تحالف الوفد المصري" لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث أكد رئيس حزب الوفد الدكتور السيد البدوي، " أن تحالف الوفد المصري" هو الوحيد الذي يشارك فيه الوفد، ويتكون من أحزاب؛ المصري الديمقراطي الاجتماعي و الإصلاح والتنمية و المحافظين والكتلة الوطنية و الوعي". وقال البدوي إن هذا التحالف ليس فقط تحالفاً انتخابياً، ولكنه تحالف سياسي انتخابي مبني على وثيقة سياسية تحول الدستور إلى برنامج عمل وطني وتؤسس لدولة ديمقراطية حديثة وعادلة. وبمجرد إعلان حزب الوفد وعددا من الاحزاب انسحابهم من التحالف، أعلن اللواء موافي في بيان أصدره "أنه سيعيد النظر في المشهد السياسي الراهن لحين ترسيخ مفاهيم العمل الوطني". وأرجعت مصادر وثيقة الصلة بالتحالف الانتخابى لعمرو موسى ومراد موافي ، ما وصفته ب"تفكك التحالف" وانسحاب الوفد وبعض القوى الحزبية لمجموعة من الأسباب، منها الشعور برغبة "موافى وموسى"، فى قيادة الأحزاب والقوى السياسية دون تقديم شىء سوى اسميهما المعروفين، وعلاقتهما بالأجهزة بمختلف مستوياتها، فضلاً عن وجود فلول نظام الرئيس الأسبق مبارك، وتضمن التحالف شخصيات أمنية. وهناك ايضا "جبهة دعم الرئيس"، والتي يقودها المستشار أحمد الفضالى، منسق تيار الاستقلال، والتي أعلنت عن مجموعة من المبادئ كوثيقة لعمل الجبهة، أهمها: "الإيمان بمبادئ ثورتى 25 يناير و30 يونيو، الاشتراكية الديمقراطية لتحقيق العدالة الانتقالية، عدم السماح لتجار الدين والفاسدين بالتسلل للبرلمان، عدم المساس بالوحدة الوطنية، مطاردة الفساد أيا كان مصدره". وشنت جبهة دعم الرئيس هجوما حادا على تحالف عمرو موسى ومراد موافي، ووصفتهما بالفلول الذين يهدفان الى إعادة إنتاج الحزب الوطني مرة اخري. وهناك أيضا "تحالف النقابات المهنية" الذي دعا له سامح عشور نقيب المحامين، وأيضا التحالف الذي دعا له الدكتور عفت السادات رئيس حزب السادات الديمقراطي. من جانبه، قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن معظم هذه التحالفات إنتهازية تريد الاستفادة من شعبية الرئيس السيسي للحصول على مقاعد في البرلمان. وأضاف نافعة في تصريحه ل"المشهد"، أن هذه التحالفات لا تربطها علاقات أيديولوجية أو سياسية مستقيمة، كما أن بعضها متناقض الى أقصى حد، مؤكدا ان السبب في هذا هو قانون مجلس النواب الذي يضعف الأحزاب الفردية بشكل كبير. وأشار نافعة الي أن هناك من يزين للرئيس أن البرلمان القادم يشكل خطرا عليه، وبالتالي فإن قانون البرلمان صاغته عقلية أمنية أكثر منها سياسية، حتى نجد في النهاية برلمان مفتت لايوجد به حزب حاصل على الأكثرية، ومن ثم يستطيع الرئيس السيطرة عليه، محذرا من أن المناخ السياسي غير صحي ويمهد الطريق الى العودة الى الوراء، مؤكدا في الوقت نفسه على أن الرئيس السيسي لديه من الشعبية ما يمكنه من التعامل مع البرلمان القادم. من جانبه، قال عبدالغفار شكر رئيس حزب التحالف الاشتراكي أن ظاهرة التحالفات الانتخابية إيجابية، تلجأ لها الاحزاب لتقوي بعضها البعض وتكمل بعضها البعض ومن ثم تقوي المنافسة الانتخابية. وأضاف شكر في تصريحات ل"المشهد" أن تحالف عمرو موسى اتخذ من البداية موقف المساندة لرئيس الجمهورية وهذا ليس عيبا في حد ذاته، إلا أن المعارضة أوالتأييد يجب أن تتشكل وفقا للسياسات، ويرى أنه اذا تمت الانتخابات وفقا للقانون الذي صدر فإن نائب الخدمات سيسيطر على البرلمان القادم، وسيؤدي الى إضعاف التعددية الحزبية والعودة الي ماقبل 25 يناير. في المقابل، يقف تحالف حمدين صباحي وحيدا على جبهة المعارضة، وهو الذي يضم الاحزاب التي دعمت حمدين صباحي في الانتخابات الرئاسية وهي حزب التحالف الشعبي والدستور والكرامة والعدل والتيار الشعبي وتيار الشركة الوطنية، حيث تسعى الى تكوين تحالف إنتخابي يخوض الانتخابات البرلمانية لتكوين تيار معارض داخل البرلمان يكون له دور في اختيار الحكومة. وأكد محمود عادل، أمين محافظة الجيزة لحزب الدستور، أن الحزب لم يحسم أمره فى الدخول ضمن أيا تحالفات، موضحا أنه فى حالة الدخول سيكون هناك شروط لذلك، مضيفًا أن الحزب سيظل متمسكا بسياسته وسيكون معارضا فى البرلمان. وقال عادل، أن التحالفات ستكون إعتبارية "شكلية" ولكن داخل المجلس كل حزب يتحدث عن ذاته، وهو ما يدل على التنوع والتعدد، مشيرًا إلى أنه "بدون ذلك سنعود إلى برلمان مبارك فى 2010. كما أكد صموئيل العشاى، مدير المكتب الإعلامى للواء مراد موافى، أنه لم ينضم إلى أي تحالف حتى الآن، مشيرًا إلى أنه فى هذه المرحلة لابد أن يتم ترسيخ مفاهيم العمل الوطنى وسيادة روح العمل الجماعى أولا، وذلك يتم بعيدا عن السعى وراء المناصب أو السلطة. وتوقع مدير المكتب الإعلامى للواء موافى، أن يكون هناك 3 تحالفات ستخوض الانتخابات المقبلة، ولكن معظمها لم تتبلور حتى الآن. من جانبه توقع شهاب وجيه، المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار، أن يخوض حزبه الجولة الانتخابية بشكل منفرد، دون الدخول فى أى تحالف، وهو ما لم يستقر عليه حتى الآن، كما أكد على أن التحالفات الحزبية بعيدة كل البعد عن المقارنة بالحزب الوطنى.