قالت مسؤولة كبيرة في الأممالمتحدة إنه لا يمكن لجنوب السودان تجنب المجاعة إلا إذا تماسك الوقف الهش لإطلاق النار وتمكن الذين شردهم القتال المستمر منذ أكثر من خمسة أشهر من العودة إلى بيوتهم خلال الأسابيع القليلة القادمة لزراعة محاصيلهم قبل موسم الأمطار. وتعهد مانحون في مايو أيار بتقديم أكثر من 600 مليون دولار للمساعدة في تفادي أزمة قالت وكالات المساعدات إنها قد تكون الأكبر منذ المجاعة في اثيوبيا في 1984 حيث يعاني 3.5 مليون شخص بالفعل من نقص حاد أو نقص يصل إلى مستوى الطوارئ في الغذاء بينهم مليون شخص غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية. وقالت سو لاوتسيه رئيسة بعثة منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة إن هذا يعني أن الوضع بائس بالفعل حتى برغم أنه لا ينطبق عليه التعريف الرسمي للمجاعة. وأضافت في تصريح لرويترز "لو كنت شخصا غير متخصص وذهبت إلى المجتمع .. فسوف تقول .. يا إلهي هذا يبدو بالنسبة لي كمجاعة." ووافقت القوات الحكومية والمتمردون الذين يخوضون معارك منذ منتصف ديسمبر كانون الأول على اتفاق ثان لوقف إطلاق النار في مايو أيار بعد انهيار الاتفاق الأول الذي أبرم في يناير كانون الثاني. وذكر متحدث باسم جيش جنوب السودان أن اشتباكات جديدة وقعت بين الجانبين يوم الاثنين في ولايتي الوحدة وأعالي النيل المنتجتين للنفط. وأدت المعارك إلى مقتل الآلاف وتشريد أكثر من 1.3 مليون شخص. وقالت لاوتسيه إنه ينبغي أن يتمكن الناس من استعادة ماشيتهم المتناثرة وإعادة بناء أسواقهم المنهوبة في حين أن منظمات المساعدات تحتاج إلى الحصول سريعا على الأموال التي تعهد المانحون بتقديمها الشهر الماضي. وقالت الأممالمتحدة إنه إذا لم تتم تلبية تلك الشروط فإن ما يصل إلى أربعة ملايين شخص قد يواجهون المجاعة. وقالت لاوتسيه "سيحتاج الأمر إلى موارد هائلة وكثير من الحظ وبالتأكيد سيحتاج وقفا دائما للأعمال القتالية." وأضافت أن الأمطار في الشهور القليلة القادمة ستوفر بعض الغذاء مثل الأسماك والنباتات البرية وهو ما يعد تكملة لإمدادات المساعدات الطارئة لكن هذا قد يتغير في سبتمبر أيلول على أقرب تقدير عندما يبدأ نفاد مخزون الطعام لدى الناس وبينما يستمر تعذر سير شاحنات المساعدات على كثير من الطرق في البلاد. وقالت لاوتسيه "أمام السكان شهور طويلة عليهم قضاؤها وبعضها سيكون بالغ الصعوبة." ويعرقل القتال حاليا توزيع المساعدات. وقالت لاوتسيه "في ظل الفراغ في السلطة ... أي شخص معه بندقية يقرر فعلا إقامة عمل يقوم على توقيف الشاحنات لدى مرورها عليه وينتزع رشاوى." وأضافت أن النقص في الأغذية جاء عقب واحد من أفضل الأعوام الزراعية في البلاد منذ استقلالها في 2011 حيث أنتج المزارعون نحو ثلاثة أرباع ما يحتاجه جنوب السودان لإطعام سكانه ويبلغ 1.3 مليون طن من الأغذية في حين جرى سد الفجوة بواسطة المساعدات أو الغذاء من البلدان المجاورة.