فى تصعيد جديد للأزمة بين جماعة الاخوان المسلمين ودولة الامارات، هاجم الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، الاخوان والشيخ يوسف القرضاوى ووصفهم ب"خوارج البيعات الخارجية" و"أحزاب البدع" التي تسعى إلى التغرير بشباب الإمارات خدمةً لأجندات خارجية. ونقلت شبكة "مفكرة الاسلام" عن القاسمى قوله "كل من يسيء لدولتنا يعاقب، ويتخذ ضده الإجراء اللازم؛ حسمًا ودرءًا للعبث والفوضى.وقال في إشارة إلى الدكتور يوسف القرضاوي الأمين العام لاتحاد العلماء المسلمين: «في الأمس القريب قام أحد الأشخاص الذي تصور نفسه أنه الحاكم بأمر الله وسب دولة الإمارات العربية المتحدة، فكان لزامًا علينا أن نرد ونرد بكل قوة ولن نسكت ولن نتنازل عن حقنا أبدًا؛ لأن هذا الأمر غاية في الأهمية والخطورة ولن نسمح به، كما أن العبث الذي يحدث لا يشعر به الإنسان العادي بل نشعر به نحن.. وأقول له: خذهم عندك ولا تفرض علينا أحدًا». وتابع: «أقول لهذا الشخص: "خليك في حالك وخلي الناس في حالها"، فالأولى أن تصلح بيتك أولاً ومن تستطيع أن تأمر عليهم، ولا تستطيع أن تأمر على الناس الآخرين أو تصححهم بالسيف». واضاف : "دولتنا سخَّرت خيراتها ومرافقها وقدراتها لخدمة مواطنيها، ثم نجد من يسيء للبلد، ويتنكر النعم"... دولتنا تسودها أجواء التفاهم والمحبة والتعاون بين الحاكم والمحكوم، والمشاكل تعالج بينهم داخليًّا. ورأى حاكم الشارقة أن تنظيم الإخوان العالمي يستهدف الشباب الإماراتيين على وجه الخصوص قائلاً: "نحذر شباب الإمارات من الاغترار بالمسارات الحزبية، والأجندات الخارجية" مشيرًا إلى خطر "استغلال الشعارات الإسلامية لترويج المناهج الحزبية وهذا مرفوض، إذ ينبغي الرجوع للعلماء الراسخين". وقال القاسمى: "دولتنا لها طبيعتها وتركيبتها وقانونها وأهلها، ولا تحتاج لأجندات خارجية مغرضة" معبرًا عن امتعاضه الشديد ممن "يتكلم ويتهجم على دولتنا" الذي "لابد أن نرد عليه، ولا ينبغي السكوت، ولا يرضينا هذا التهجم". وتوجه حاكم الشارقة إلى الأسرة الإماراتية بالقول: "نصيحة للآباء أن يحافظوا على أبنائهم من الأفكار الحزبية، والتوجهات الجهادية المتطرفة"، على حد قوله. وحذر من خطر ما أسماه "الإسلام السياسي" على التعليم وقال: "لقد تفاقم خطر الجماعات الحزبية، حتى وصلوا للجامعات والمدارس ومراكز الناشئة؛ فيجب الحذر". وأثار الشيخ سلطان موضوع الحجج التي تطلقها جماعات الإخوان حول "أسلمة" الدول كوسيلة لوصولهم للحكم بالقول: "نحن لا نعادي الإسلام والتعبد والإصلاح، تَعَبَّدْ لربك، وأصلح نفسك وأهلك ومنطقتك بالتي هي أحسن". وذكَّر حاكم الشارقة بأن أبواب المسئولين في بلاده مفتوحة، وأن من لديه نقدًا أو شكوى أو مظلمة فليأتِ إلينا، وسيجد الحضن الدافئ. وقال في إشارة واضحة إلى ما صار يعرف بازدواجية الولاء: "يجب الحذر من البيعات الخارجية، والولاء لأحزاب بدعية، فمن التناقض أن توالي الأجندات ضد دولتك". واعتبر أن الدعوات التي تطلقها حركات الإسلام السياسي سلمية اليوم كما تبدو لكنها سرعان ما تتحول إلى العنف، وقال: "الحذر من منهج الخوارج؛ فهم ينكرون اليوم بالقول وغدًا بالسيف!"، كما قال. وأضاف حاكم الشارقة في مداخلة إذاعية مع برنامج "الخط المباشر" الذي يذاع عبر أثير إذاعة وتليفزيون الشارقة: «كثيرون يدَّعون الإسلام ويفرضون التشريعات والفتاوى ولكن ليس لهم الحق في هذا الأمر أو في المزايدة على الإماراتيين في الدين والتشريعات، إذ إن هذه الشئون لها أهلها من ذوي العلم والخبرة»، رافضًا أن يفرض هؤلاء على الشعب الإماراتي أجنداتهم وأفكارهم.