يحتفل موقع الشهير ومحرك البحث جوجل اليوم الأربعاء 21 مايو، بالعالمة الإنجليزية "ماري آننغ"، بوضع صورة لحفريات قديمة تقوم ببحثها سيدة، حيث أن "آننغ" هى عالمة بريطانية في علم الحفريات من مواليد عام 21 مايو 1799، واهتمت مارى بالحفريات المستحاثات بعد وفاة والدها الذى طالبها بالاهتمام في البحث بعلم الحفريات، حيث عثر والدها قبل وفاته على رأس إكتيوصور يبلغ طولها أربعة أقدام، وطلب منها والدها بالبحث والحفر عن بقية الهيكل الخاص باكتشافه ومن هنا بدأت مسيرة مارى مع الحفريات. ويعود لمارى الفضل فى التعرف على عدد كبير من أسماك وحيوانات العصور الجيولوجية القديمة، فلها العديد من النظريات والكتب، ولكن أهم اكتشافات لماري هو الهكيل العضمى الكامل لحيوان "إكتيوصور"، حيث عثرت آننج عام 1819 على أحجام مختلفة من حفريات "الأكتيوصور" شبه المكتملة وتوصل الباحثين إلى أنه نوع من الزواحف البحرية، فهذا الاكتشاف هو الأشهر لها، والذى جعل اسمها يلمع في عالم الحفريات. بالإضافة إلى "إكتيوصور"، اكتشفت العالمة البريطانية ماري عدد كبير من الحفريات السمكية، مثل "البلصور، تيروصور"، وغيرها من الحفريات التى تعود إلى آلاف السنين، وكانت مارى معروفة بحبها للعمل ومثابرتها في الحصول على الحفريات النادرة التى لم تكتشف بعد، وكانت بعدها تقوم ببيع هذه الحفريات في مزاد عام، لذلك ذاع سيطها في عالم تجارة الحفريات. كان الكثير من علماء الجيولوجيا يزورون ماري، ليس فقط من أجل شراء الحفريات، ولكن أيضًا للخروج معها في رحلات جمع الحفريات، وكذلك لمناقشة أمور التشريح. فعلى سبيل المثال كانت ماري و"هنري ديلابيك" أصدقاء، حين أصبح هنري أحد أبرز علماء الجيولوجيا في المملكة كلها. حيث كتب تشارلز ديكنز عام 1865 كتابًا عن قصة حياة ماري قائلًا فيه:"لقد صنعت ابنة النجار البسيط لها اسم وشهرة عظيمين"، وإيضًا كتب تورانس العالم الشهير متحدثًا عن مارى: "أن الظلم والتجاهل الذين تعرضت لهما ماري كانا جزءًا من منظومة أكبر من التجاهل الذي تعرضت له الإسهامات العلمية المقدمة من الطبقة العاملة في أوائل القرن التاسع عشر، فغالبًا ما كان الحجار، أو عامل الطرق، أو عامل البناء يجمع الحفريات ثم يبيعها لجامع الحفريات الثري، فإذا كانت المستحاثات التي اكتشفت ذات قيمة علمية، فإن الأخير كان يحصل على كل الامتيازات والتقدير". من القصص الطريفة عن العالمة ماري آننغ، أنها كانت تنهمك في عملها لدرجة أنها تنسى كل شئ حولها وربما قد تعرض نفسها للأخطار لكى تصل إلى الحفرية التى تبحث عنها، وحتى ولو كلفها ذلك الأمر حياتها، وبالفعل فى أحد المرات كانت تبحث عن حفرية معينة في منطقة زلازل وكانت تصطحب معها كلبها الذى يدعى "تراي"، إلى أن لاقى حدفة بسبب انزلاق أرضى قوى. وبعد وفاتها منذ مايقرب من 163 حيث توفت عام 1847 وقامت الجمعية الملكية البريطانية في عام 2010 بإدراج اسمها بقائمة أكثر عشر نساء أسهمن في تاريخ العلم. ورغم أنها ولدت في أسرة فقيرة، وعانت كثيرًا في حياتها ولم تحصل على الكثير من الألقاب والجوائز، إلا أنها ستظل عالقة في ذاكرة ووجدان علماء الحفريات بالمملكة المتحدة وخارجها.