يحتفل محرك البحث العالمي "جوجل" بالذكرى ال215 لميلاد عالمة الحفريات البريطانية ماري آننغ التي عملت في جمع وتجارة الحفريات التي اكتشفتها بنفسها. ولدت ماري آننغ في الحادي والعشرين من مايو عام 1799 وتوفيت في التاسع من مارس لعام 1847، وترجع شهرة ماري للطبقات الحفرية البحرية التي ترجع للعصر الجوراسي، والتي اكتشفتها في لايم ريجس بدورست، حيث كانت تعيش هناك. ويرجع تفوق ماري في عملها لبعض التغييرات الجوهرية التي طرأت على التفكير العلمي في تاريخ الأرض وحقبات ما قبل التاريخ، أثناء حياتها. وكانت ماري آننغ غالباً ما تبحث عن الحفريات في جروف بلولايز خلال أشهر الشتاء، حيث كانت الانزلاقات الأرضية تلفظ الحفريات التي يجب أن تجمع سريعاً قبل أن تضيع في البحر. وقد كان هذا العمل خطيراً للغاية بحيث أنها كادت أن تفقد حياتها في أحد تلك الانزلاقات عام 1833 عندما استطاعت أن تنفد بأعجوبة من أحد تلك الانهيارات التي دفنت رفيقها الوفي (كلبها تراي). و كتبت ماري في خطاب لصديقتها تشارلوت ميرتشسون في نوفمبر من نفس العام: “ربما تسخري مني إذا ما قلت أن موت كلبي الوفي قد أثر بي كثيرا، ولكن الجرف الذي قتله سقط في لحظة خاطفة أمام عيني بالقرب من قدمي، فقد كان يفصلني عن المصير نفسه دقيقة واحدة فقط". وبدأت شهرة ماري تزداد مع كل اكتشاف تقوم به؛ ففي عام 1828 عثرت على أول زواحف طائرة في بريطانيا "تيروصور" والذي عرض بالمتحف البريطاني بوصفه تنين طائر، وكذلك بعض مستحاثات الأسماك المهمة. وساعدت نظريات ماري الجيولوجية العلماء فيما بعد على اكتشاف المزيد من الحفريات، فعلى سبيل المثال، تعتبر نظرية ماري في البازهر الأساس الذي اعتمد عليه "ويليام بكلاند" في نظريته أن حجر الكوبراليت هو في الأساس روث متجفف، بينما يرجع الفضل للحفريات التي اكتشفتها ماري في إبداع هنري ديلابيك لرسمته التصويرية الشهيرة دوريا أنتيكوير؛ والتي تعتبر أوسع الرسمات التصويرية لمشهد من عصور ما قبل التاريخ انتشارا، بالإضافة إلى اكتشافها أن السهميات تحوي أكياس حبرية متحفرة. وبالرغم من الإسهامات العلمية الكبيرة لها ، فقد حالت جنسية ماري وطبقتها الاجتماعية دون قبولها في الجمعية العلمية البريطانية في القرن التاسع عشر، والتي كانت ذات أغلبية من أغنياء النبلاء الذين يعتنقون الأنجليكية. عانت ماري معظم حياتها من الفقر والاضطهاد لكونها، وأسرتها، خارجين عن ديانة الدولة، وتوفي والدها، الذي كان يعمل نجار، وهي في الحادي عشر من عمرها وكان عليها أن تتولى أمر أسرتها. واشتهرت ماري في آخر حياتها في الأوساط العلمية الجيولوجية البريطانية والأوروبية والأمريكية، فأصبحت تستشار في أمور جمع الحفريات والتشريح إلا أنها بصفتها امرأة، ظلت غير جديرة بالالتحاق بالجمعية الجيولوجية البريطانية وغير خليقة بالحصول على حقها المالي نظير إسهاماتها العلمية، حتى أنها كتبت في أحد خطاباتها "لقد استغلتني الدنيا بلا رحمة وأخشى أن يصبني هذا بالشك في كل الناس". وأما عن كتاباتها العلمية، فلم يصدر لها، وهي في قيد الحياة، سوى منشور واحد في مجلة ناتشورال هيستوري في عام 1839، وكان عبارة عن اقتباس من خطاب أرسلته ماري إلى محرر المجلة تستفسر منه عن بعض آرائه. وفي عام 1847، ظهر اهتمام بالغ بقصة حياة ماري، فكتب تشارلز ديكنز عنها في عام 1865 قائلا:"لقد صنعت ابنة النجار البسيط لها اسم وشهرة عظيمين، وهي بالفعل تستحقهما". وفي عام 2010، أي بعد وفاتها ب163 سنة، أدرجت الجمعيه الملكيه البريطانية اسمها في قائمة أكثر عشر نساء أسهمن في تاريخ العلم.