لن تستقر مصر ..دون القصاص لدماء كل الشهداء ..دون محاسبة لكل القتلة لا أمل ...العدالة الإنتقالية والعدالة الإجتماعية جناحان دونهما لن يحلق أى رئيس قادم وسيسقط حتما ....مصر تعانى فجوة متزايدة بين الفقراء والأثرياء ..فقر مدقع وثراء فاحش ...مجتمع المدن المغلقة والنوادى الخاصة ومجتمعات العشوائيات وأطفال الشوارع ...مصر فى المرتبة الثانية فى عدد الأغنياء 15 مليونير ثروتهم تجاوزت المليار جنية !.. أغنى 50 شخص فى العالم منهم 8 فى مصر و60%من الشعب المصرى يعيشون بلا صرف صحى يوجد فى العالم مليار شخص يعيشون بدولار واحد يوميا وأكثر من 50% من أبناء الشعب المصرى يعيش بدولارواحد يوميا ! وفى الجهاز الإدارى لدولة موظفين يحصلون شهريا على أكثر من 200 ألف جنية شهريا !لم تطبق حكومات ما بعد الثورة الحد الأقصى ولا الأدنى ! ولن تطبقه الحكومة الحالية ولا القادمة ببساطة لأنها حكومات تنتمى لما قبل 25 يناير ..حكومات رجال أعمال ...التسول أتسع نطاقه حتى بين من يعمل داخل المصالح الحكومية والأندية وغيرها ومعدلات الجرائم والسرقات يرتفع !..الجوع يجتاح القاهرة فما بالنا بالمحافظات والصعيد وسيناء المحرومة من المياه النظيفة !..الوضع خطير ودون تطبيق الحد الأقصى على الشركات ورجال الأعمال والأفراد ستحدث كارثة مدمرة ..الحكومة تدعم شركات رجال الأعمال ومصانعهم بالمياة والكهرباء والغاز ..ومع ذلك يبيعون سلعهم بالسعر العالمى ! وعندما فكرت الحكومة فى رفع هذا الدعم ..قررت شركات الأسمنت مثلا أن تستخدم الفحم بديلا ! وطالبوا بكل بجاحة بدعم الصادرات مقابل رفع الدعم !! الرأسمالية التى لدينا ليست فقط متوحشة ولكنها غبية أيضا ..وأغلب الظن أن وجهها القبيح سيتضح عندما تتضح إنحيازات السيسى الإجتماعية وقتها سيكون على السيسى أن يختار بين أن يكون ناصر جديد أو نغمة محسنة من ( السادات- مبارك ! ) ..ولكن ماذا سيحدث أذا أنفجر الوضع ..ستخرج الجماهير هذه المرة فى ثورة مختلفة أو فى موجة ثورية مختلفة موجة دموية ثورة جياع ..وكما أنبهر العالم كله بحضارية وسلمية الموجة الأولى للثورة فى 25 يناير ..وكما أبهر العالم بسرقة الثورة ووصول الإخوان للحكم ..ثم أنبهر أكثر بسرعة إسقاط الشعب لهم ..سيدهش العالم أكثر بدموية وفوضوية الموجة الثالثة من الثورة ..لأنها لن ترحم أحدا !والشهداء سيكونون بعشرات الألاف والخسائر ستكون مريعة ..وسينقض الإخوان هذه المرة فوق تل الخراب ليحولوا الموجة الثالثة من مجرد موجة دموية إلى حرب أهلية تقود لتقسيم البلاد على غرار النموذج السورى أو الليبى أو السودانى ..الحل فى تقديرى يكمن فى تحقيق ثلاثة أشياء بشكل فورى عدالة إنتقالية وقصاص لكل الشهداء وعدالة إجتماعية بتحديد الحد الادنى وألاقصى للأجور على الأ يكون الحد الأقصى أكثر من 30 ضعف الحد الأدنى أو 40 ضعف لابد من فرض الضرائب التصاعدية فالمواطن السويدى يدفع نحو 57 %من دخله للضرائب وفى فرنسا تصل الضرائب إلى 75% وفى أمريكا تصل إلى 40% على الشركات . أوباما نفسه وقف يخطب قائلا أذا لم نفرض ضرائب أعلى على الأثرياء فلن نستطيع الإستثمار فى مجالات الزراعة والتعليم والصناعة ! لابد من إطلاق سراح من قبض عليهم بشكل عشوائى ولم تثبت عليه أى تهمة وحماية كل أنواع الحريات والحفاظ عليها وإلغاء كل القوانيين المقيدة للحريات ولابد من تحقيق مطلب الإستقلال الوطنى بطرد أكثر من 30 ألف خبير أمريكى تابعين لجهاز المعونة الأمريكية والإستغناء عن هذه المعونة المهينة والمذلة لمصر والتى قادت إلى تبعية كاملة لأمريكا فى القرار السياسى لعقود طويلة لابد من تغيير الوجوه والسياسات فى الجهاز الإدارى للدولة وإصلاح القضاء ..ولابد أن يعلن السيسى إنحيازه واضحا فلا توجد منطقة وسطى بين الفقراء وبين الأثرياء..وأقيموا العدل ...العدل أساس الملك . خبير إعلامى [email protected]