العدل أساس الملك .... ستظل القضية الأهم لأغلبية المواطنين هى العدالة الإجتماعية وتوفير فرص عمل وتخفيض الأسعار ورفع الأجور ..ببساطة تحسين مستوى معيشة الفرد ! والحقيقة أن عملية تحميل الفقراء أسباب فقرهم أصبحت تتردد بشكل يدعو للخوف على مصر لأنها نفس اللغة التى كان يتبعها نظام مبارك عبر عقود متوالية! ...وكأن الفقراء وجدوا عملا وهم كسالى لا يرغبون فى العمل !!!وهو أمر غريب حقا لأن مصر لا تقدم إعانة إجتماعية للعاطلين فيصح معها مثلا أن تلوم العاطلين الرافضين للعمل لإقتراب الإعانة من الأجر الذى تقدمه الحكومة فى بعض الوظائف !كما يحدث فى دول أوروبا مثلا ...فالحكومة لا تقدم دعما للفقراء أو إعانة للعاطلين ولا توفر فرص عمل ولا تأمينا صحيا ثم بعد ذلك تحمل الفقراء أسباب فقرهم والعاطلين أسباب عدم توظفهم !!أن هذه النمط من التفكير المباركى حتما سيقود إلى ثورة مختلفة قد لا تبقى ولا تذر ..ثورة جياع وربما إلى إحتراب أهلى ....لم تنفذ الحكومة حتى الأن الحد الأدنى أوالأقصى ولا الضرائب التصاعدية ولا أى مشروعات تستوعب البطالة ثم يخرج المجلس القومى لحقوق الإنسان ليكرر نفس النغمة ......فى هذه الفقرة (يطالب المجلس المصريين» بالتعاون الهادئ والصبور مع الحكومة للوصول إلى أفضل الإجراءات التى يتم من خلالها احتواء وتخفيف أثر ارتفاع الأسعار. ثم تكرم بيان المجلس بترديد دفاع الحكم عن الرفع الجنونى للأسعار «بأن أزمة الأسعار ليست خاصة بمصر فقط، وإنما هى أزمة عالمية تشغل الدول الغنية والمتقدمة، كما تشغل الدول الفقيرة والنامية».) !!!
الحقيقة أن عدم وجود برنامج إقتصادى منحاز للفقراء سيؤدى إلى جملة كوارث وشرعية وحب الملايين لشخص السيسى لما قدمه للبلاد لا يمكن البناء عليه وحده دون وجود عدالة إجتماعية وإنحيازا واضحا للفقراء ..وفى هذا الصدد يحذر د.نادر فرجانى ، رئيس فريق تحرير تقرير التنمية العربي الصادر عن برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة:قائلا ( إن الشعب لم يعد قادرًا على تحمل الفقر والقهر، ما سيؤدي إلى اندلاع ثورة معيشية قادمة! ويحذر الفرجانى من عودة رموز النظام السابق وظهورهم العلنى والتبجح بالإنتماء للمرحلة الجديدة ! والإستعداد لحصد مقاعد البرلمان ..كما ينتقد حفاظ الحكومات السابقة كلها على حزمة السياسات ذاتها ..ويطالبا فرجانى بمراجعة قانون التظاهر وضرورة إستكمال بنية الدستور للحفاظ على النصوص الحامية للحريات والحقوق الاساسية والإ فأن الشعب المصرى لن يطيق أن يستبد به وبحقوقه وحرياته وقد تمرس فى كيفية إسقاط طغاته !) ...أن خطورة الثورة القادمة فى الفوضى التى ستخلفها وفى أن عناصر الإخوان سوف تستغلها لإشعال حرب أهلية مدمرة تقود إلى التقسيم على النمط السايكسبيكو الأمريكى الجديد المراد للمنطقة كما حدث فى ليبيا والسودان واليمن والعراق ويجرى فى سوريا الأن .........أعود الى الجملة الإفتتاحية (العدل أساس الملك ) ... فتأجيل أحلام الفقراء وتحميلهم مسئولية فقرهم أمورا لم تعد تقنع طفلا صغيرا ...أفيقوا قبل أن نضيع جميعا ...وأعدلوا هو خير لكم ولمصر كلها ..لم يعد مقبولا أن تحكمنا حكومات رجال أعمال بعد ثورتين!..... هذا فى حد ذاته منتهى الإستخفاف بمطالب وأهداف الثورة ومنتهى الإستخفاف بتضحيات ودماء الشهداء ..!!! فالشعب المصرى منح الفرصة لجماعة الإخوان ولمرسى ليس بسبب تدينهم الزائف ! ولكنه شعب ذكى أراد أن يرى هل سيحققوا العدل الإجتماعى كما أمرنا به الإسلام .؟.وهل سيقتلون الفقر كما طالب على بن أبى طالب رضى الله عنه ؟ فلما وجدهم يقتلون الفقراء بدلا من الفقر! ويزيدون من ثرواتهم وثروات الأغنياء لفظهم ...شرعية عبد الناصرنفسه لم تكن تستمر لو لم يقدم للفقراء الكثير ..وأغلبية البسطاء يرون فى السيسى ..ناصر جديد ..فهل سيدرك خطورة الأمال المعلقة عليه حال فوزه فى الإنتخابات القادمة ؟..وهل سيكون برنامجه الإنتخابى منحازا للفقراء ؟ هذا هو السؤال الجوهرى والمصيرى لمصر كلها . خبير إعلامى [email protected]