السؤال: كنت في الماضي قبل أن يرزقني الله الطريق الصحيح أعلم فتاة، وبعد هدايتي طلبت الزواج منها فرفضت، فتركتها، ومنَّ الله عليه بزوجة صالحة، وكانت أم الفتاة تتصل بي لتطمئن على حالي، حيث كانت تحبني من أجل الصلاح، حتى تزوجت الفتاة بشاب فاسق، مثَّل عليهم بالصلاح في البداية حتى تزوجها، وقد كنت سببا في حجاب هذه الفتاة، وكان زوجها هذا سببا في خلعها الحجاب، وهي الآن تشتكي منه هي وأمها، وهي تريد الهدى، ولكنه صدها عن الطريق، فطلبت مني النصيحة، فماذا أفعل مع أنني أحب هذه الفتاة جدا، وأستطيع أن أجعلها تطلق منه وأتزوجها، وأمها تحبني جدا. أفيدونا، بارك الله فيكم. الفتوى: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد فهمنا من سؤالك أن هذه الفتاة كان زوجها سببا في خلعها الحجاب، وأنه يصدها عن سبيل الهداية، فإذا كان الأمر كذلك، فيجب عليها أن تلتزم الحجاب، وإن منعها زوجها إياه، ومن المنكر أن تطيع زوجها إذا أمرها بنزعه، فلا طاعة لمخلوق في معصية الله، فينبغي أن تناصحه وتذكره بالله تعالى، فإن تاب واستقام أمره فذاك، وإلا فلتفارقه ولو في مقابل عوض تدفعه إليه، فلا خير لها في البقاء في عصمته، قال البهوتي الحنبلي رحمه الله: وإذا ترك الزوج حقا لله تعالى، فالمرأة في ذلك مثله، فيستحب لها أن تختلع منه لتركه حقوق الله تعالى. اه وهذا أسوأ لكونه يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف، وتراجع الفتوى رقم: 37112. ولا يجوز أن تحثها على الطلاق منه لتتزوجها، لما فيه من التخبيب، وانظر الفتوى رقم: 193691. ولا بأس بأن تتزوجها لو قدر له أن طلقها بغير تسبب منك، ويشترط للتعدد العدل، كما هو مبين في الفتوى رقم: 1342. فمن خشي أن لا يعدل، فلا يجوز له الإقدام عليه. والله أعلم. مصدر الخبر : اسلام ويب - فتاوى