مازال انفصاليون مسلحون مؤيدون لروسيا يحتلون مبان عامة في شرق أوكرانيا اليوم الجمعة وقالوا انهم يحتاجون الى مزيد من الضمانات بشأن الامن قبل ان يلتزموا باتفاق دولي يأمرهم بنزع سلاحهم. ويقدم الاتفاق الذي تم التوصل اليه بوساطة من الولايات المتحدة وروسياوأوكرانيا والاتحاد الاوروبي في جنيف يوم الخميس أفضل أمل حتى الان لتهدئة الأزمة الأوكرانية التي تسببت في تراجع علاقات الشرق والغرب الى أدنى مستوى منذ الحرب الباردة. غير ان تفعيل الاتفاق على الارض سيكون مسألة صعبة بسبب انعدام الثقة البالغ بين المجموعات المؤيدة لروسيا والحكومة المدعومة من الغرب في كييف والذي تسبب في تفجر اشتباكات عنيفة هذا الاسبوع قتل فيها عدة أشخاص. وجاء التوصل الى اتفاق بمثابة مفاجأة ولم يتضح على الفور ما الذي حدث وراء الستار لاقناع الكرملين -الذي لم يظهر حتى تلك المرحلة أي مؤشر على تقديم تنازل- للانضمام الى مطالبة الميليشيات بنزع اسلحتها. وفي سلافيانسك - وهي مدينة أصبحت نقطة ساخنة في الازمة بعد ان سيطر عليها رجال مسلحون ببنادق كلاشنيكوف في مطلع الاسبوع - بدأ قادة مسلحون موالون لروسيا اجتماعا في وقت مبكر صباح الجمعة داخل أحد المباني التي احتلوها للرد على اتفاق جنيف. وفي الشارع لم يحدث تغير يذكر. ووقف رجال يحملون بنادق كلاشنيكوف أمام مكتب رئيس بلدية سلافيانسك وراء أجولة من الرمال. واستمر الانفصاليون في السيطرة على الشوارع الرئيسية في المدينة وفي تفتيش السيارات عند نقاط تفتيش أقاموها في أنحاء المدينة. وقال رجل يحرس الطريق المؤدي الى مكتب الامن وهو مبنى ثان احتله الانفصاليون عرف نفسه باسم اليكسي "هل نترك المباني حتى يمكنهم الحضور والقاء القبض علينا؟ لا أعتقد ذلك." لكنه أقر بأن محادثات جنيف غيرت الوضع. وقال اليكسي "تبين ان فوفا لا يحبنا بقدر ما كنا نعتقد" مستخدما الوصف الذي يطلق على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ينظر اليه كثير من أفراد الميليشيات الانفصالية في شرق أوكرانيا على انه بطلهم وحاميهم. وأنهى بوتين الشهر الماضي عقودا من دبلوماسية ما بعد الحرب الباردة باعلانه ان لروسيا الحق في التدخل في الدول المجاورة وضم شبه جزيرة القرم. وفي العاصمة كييف قال اشخاص في الميدان - وهو الوصف الذي أطلق محليا على ميدان الاستقلال الذي شهد الاحتجاجات التي أطاحت في نهاية الامر بالرئيس الاوكراني المؤيد لروسيا فيكتور يانوكوفيتش - ان الحواجز ستبقى حتى انتخابات الرئاسة التي ستجري يوم 25 مايو ايار. وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما ان الاجتماع في جنيف بين روسيا والقوى الغربية كان واعدا لكن الولايات المتحدة وحلفاءها مستعدون لفرض مزيد من العقوبات على روسيا اذا لم يتحسن الموقف. وقال أوباما للصحفيين "هناك إمكانية .. احتمال .. ان تؤدي الدبلوماسية الى تهدئة الوضع." وأضاف أوباما في البيت الابيض "ويصبح السؤال الان هل سيستخدمون نفوذهم -الذي مارسوه بطريقة مدمرة- لاستعادة بعض النظام حتى يتمكن الاوكرانيون من اجراء انتخابات والمضي قدما نحو اصلاحات مقترحة تبتعد عن المركزية." ويقضي اتفاق جنيف بنزع سلاح جميع الجماعات المسلحة ونهاية الاحتلال غير الشرعي للمباني العامة والشوارع والميادين ويعطي دورا بارزا في الاشراف على الاتفاق لمراقبين من منظمة الامن والتعاون في أوروبا. وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري للصحفيين في جنيف انه بحلول مطلع الاسبوع اذا لم يظهر مؤشر على ان الجماعات المؤيدة لروسيا بدأت تنسحب فانه سيكون هناك ثمن تدفعه موسكو في اشارة الى مزيد من عقوبات الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.