بدأ الإعلامي يسري فودة حلقة برنامج آخر كلام على فضائية أون تي في بكلمات شعرية في حب مصر، حيث قال.. لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم، كان زمان، / تماثيل من قرون جاموسة بلدي في البحيرة، / تطرح على إيدينا حياة تانية من جديد./ في بلد المعز يصبح نحاسك بعد صنعة لطافة دهب، / و خوصك جدايل صعيدي تعلم الصبر الأدب، / خشب القناوي على كل لون حرفة نبي، / و عروسة من بطن الجبل مشتاقة لليلة الكبيرة إشي، / على صدر سجادة من مطروح و العِرق نافر عجب، / معقودة بالأنوال في حضن شال بالشفتشي، / يا إبرة صاغت كل منحنى، / في حب سينا أموت أنا، / وارجع واجدد منيتي في ضل واحة مؤمنة، / خرز الأسايطة يلتئم و يطيب بعُقده ما انجرح، / أخميم تجمّع عروقها من حبة حبة، / و شويتين يا دين محمد ع الفرَح. / من طينة مسقية، من أرض جنيّة / من نبْت واشي في العيون المستحبة. الله عليكي يا بلد، إيه الحلاوة دي؟! أهلاً بكم. من الصعب أن تجد أحداً يجادل في أن للعولمة سلبياتها بقدر ما لها من إيجابيات، و لا في أن لها ضحاياها بقدر ما لها من نجوم. و من الصعب أن تجد أحداً يجادل في أن في مصر أياديَ و أصابع "تُلف في حرير" من فرط الموهبة و روعة الإبداع. بفضلها، على مدار الزمن، ازدانت بفنها حضارات و تباهت بجهودها طبقات و تخايل ببنات أيديها أناسٌ من الشرق و من الغرب. على مدار الزمن جاءوا و راحوا ثم جاءوا ثم راحوا و بقي أثر الإبداع و رائحة العَرَق في كل ضربة مطرقة أو حفرة إزميل أو وخزة إبرة. أن يروحوا هم أنفسهم طي النسيان أمرٌ تعودوه ألماً نفسياً فوق غيره من ألم. لكنّ الجديد في عالم اليوم هو أن أثر الإبداع مهدد هو نفسه بأن يروح في عالمٍ جُنّت خطاه و كثر إنتاجه و قلت جودته. أين يذهب أحفاد هؤلاء و قد وقع العالم في تلابيب امبراطورياتٍ صناعية عابرة للقارات تجرفهم في طريق قضبانها جرف السيل؟ و كيف، و هم جزءٌ لا يتجزأ من هوية أي أمة، تستطيع الأمة أن تمد لنفسها أولاً يد العون حين تمد لهم يداً من العون؟