صدر حديثا عن مؤسسة شمس للنشر؛ المجموعة القصصية " جنائن الهستيريا" للفلسطيني سعيد الشيخ، وتقع المجموعة في 92 صفحة من القطع المتوسط، وتتضمن اثنتي عشرة قصة قصيرة. «جنائن الهستيريا» قصص ترصد مشاهد مشحونة بالألم والمعاناة في ظروف خارجة عن المألوف الاجتماعي، لا هي واقعية ولا هي تخيلية، بل هي مزيج من الاثنتيْن في نفس الوقت، تمضي بهما عملية السرد إلى حيث المصائر المتشابه عند نقطة الهستيريا. لا يوجد قصة بعنوان "جنائن الهستيريا" بين قصص الكتاب، ولكن مجموع القصص هي عبارة عن باقة قطفت من عالم الجنون الذي يتكوّن على إثر الصدمات التي تواجه الكائن الإنساني، تختلف الصدمات حسب اختلاف الأمكنة، واختلاف الوظائف الاجتماعية. من صدمات الحروب، إلى صدمات الحرمان والفقدان، صدمات تحيل الإنسان إلى حالات من التمزق حيث تتنازعه المشاعر والأفكار التي تفقده التوازن وتجعله يشعر بنفسه غريبا وضعيفا في لجّة بحر عميق تلاطمه الأمواج. الدرجة صفر للجنون، شكّلها الكاتب في تلك الفانتازيا التي لا تقوم على مسوغ منطقي، وهو الجنون الذي لا يعترف به الطب النفسي، ذلك المعجون بخلطة سحرية تجعل الكائن على اتصال بقوى غيبية تسد عليه منافذ الاتصال بالواقع. لا أبطال يقومون بأعمال شجاعة أو يتركون بصماتهم بالحكمة بين شخوص هذه القصص. الجنون هو البطل الوحيد الذي يتماهى مع مرايا الواقع الاجتماعي الذي يبدو غرائبيًا وخارجًا عن المألوف. نبضُ ذاتٍ وروح، يوميات محطمة، وسِيَر أفراد مشحونين بالألم والقلق والخيبة. لن يجد القارئ صعوبة في التعاطف مع شخصيات القصص، إنهم مجرد ضحايا جديرون بالتعاطف!. ومن قصص المجموعة: "عُريٌّ في ظلال الدبابات، عصفور النهار الأخضر، زهرة الجنون، اكتمال القمر، المرأة التي أشعلتْ الجحيم، جنون على كعبٍ عالٍ، طيف رامبو، جبهات منزلية، أنا الشيخ عبد الواحد، لوْعَة". وسعيد الشيخ شاعر وقاص وإعلامي فلسطيني، مقيم في السويد، عمل في عدة مؤسسات إعلامية فلسطينية وعربية في بيروت ودمشق، قبل هجرته إلى السويد عام 1990، يكتب في عدة صحف عربية ومواقع إلكترونية، أنشأ ويدير صحيفة "ألوان عربية" الإلكترونية منذ عام 2009، عضو في إتحاد الكتّاب السويديين. صدر له من المجموعة القصصية "دماء على الظلال"، والمجموعة " أقصى الحب.. أقصى الموت"، وكذلك "مملكة الرئيس" وهو كتاب إلكتروني، وديوان " كما تفكر صحراء" و ديوان " أرى صورتي في الغمام" وغيرها. مصدر الخبر : بوابة القاهرة - ثقافة وفنون