ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية في تقرير لها عن شبكة قنوات “الجزيرة” القطرية ومدى استقلاليتها عن أيدي حكام الدوحة، “إن هذا أمر مشكوك فيه، رغم أن مسئوليها والمتحدثين الرسميين أكدوا أكثر من مرة على استقلالية تحرير الشبكة التي تأسست عام 1996 وباتت تُبث باللغتين العربية والإنجليزية”. وقال التقرير: إنه لا شك في أن القناة حققت نجاحا كبيرا رغم صغر عمرها لتصبح “الجزيرة” محل اهتمام من الصين إلى مصر، وأثارت سياستها حفيظة الجميع من فلسطين إلى إسرائيل. وأشارت إلى أن بداية افتضاح أمر “الجزيرة” بدأ مع تسريب برقيات دبلوماسية من قبل “ويكيليكس” عام 2011، والتي شملت عددا من الاتصالات الداخلية لوزارة الخارجية الأمريكية، زاعمة أن الحكومة القطرية تتدخل من حين لآخر للتلاعب في تغطية الجزيرة. وفي يوليو 2009، قالت السفارة الأمريكية: إن القناة أثبتت أنها أداة مفيدة لأرباب القناة السياسيين، وبعد ذلك كتب السفير الأمريكي “جوزيف ليبارون” إلى قطر: “إن قدرة الجزيرة على التأثير في الرأي العام بجميع أنحاء المنطقة تعد ميزة وزيادة لنفوذ الدوحة، واعتقد أن حكامها لن يتخلوا أبدا عنها، فالجزيرة لا تزال واحدة من الأدوات السياسية والدبلوماسية الأكثر قيمة في قطر”. كشفت وثيقة تم نشرها، مؤخرا، أن رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أبلغ إسرائيل أن الدوحة تتبنى خطة لضرب استقرار مصر بعنف عن طريق التلاعب بمشاعر المصريين لإحداث الفوضى مستخدمًا قناة الجزيرة باعتبارها عنصرا محوريا لتنفيذ الخطة. وفي لقاء سري جمع بين ابن جاسم ومسئول إسرائيلي نافذ في السلطة أبلغه فيه بنيته تلك، ووصف مصر ب “الطبيب الذي لديه مريض واحد” ويفضل أن يستمر مرضه لفائدته الخاصة، مؤكدًا أن المريض الذي لدى مصر هو القضية الفلسطينية، في إشارة منه إلى أن مصر تريد إطالة أمد القضية الفلسطينية دون حل حتى لا تصبح بلا قضية تضعها في منصب القائد للمنطقة العربية. وأشار جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس إلى أن لديه 7 وثائق عن قطر نشر منها 5 وثائق وحجب وثيقتين، ويقال إن ذلك جاء بعدما تفاوضت قطر مع إدارة الموقع الذي طلب مبالغ ضخمة حتى لا يتم النشر لما تحويه من معلومات خطيرة عن لقاءات مع مسئولين إسرائيليين وأمريكيين كانت في مجملها للتحريض ضد مصر، ويتردد كذلك إن الموقع حصل على الثمن من قطر.