أكد علماء الأزهر والأوقاف المشاركون في القافلة الدعوية بمحافظة مطروح في خطبة الجمعة والتي جاءت تحت عنوان الحفاظ على البيئة ودوره في التنمية أن الدين الإسلامي جاء لبناء مجتمع إنساني مثالي متكامل في جميع النواحي الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والصحية لحماية حياة الإنسانية جمعاء أكد العلماء أن الشريعة الإسلامية سبقت كل المنظمات العالمية في الدعوة إلى الاهتمام بالبيئة والحفاظ عليها فأرست مجموعة من المبادئ التي تعتبر من أهم الإجراءات الوقائية للحفاظ على البيئة البشرية ويتمثل ذلك في عنايته بطهارة الإنسان ونظافته من خلال الدعوة إلى تنظيف الجسد والثياب فشرع الوضوء للصلوات الخمس في اليوم والليلة وجه العلماء الدعوة للمصريين إلى استغلال الثروات الطبيعية التي منحها الله لمصر فالصحراء تدعو إلى إعمارها واستصلاحها والجبال مليئة بمناجم الخير التي تدعو من يكتشفها من هنا وجب على العلماء العمل ليل نهار ودراسة ما ميز الله به تلك الأماكن من ثروات طبيعية لاستغلالها من أجل نهضة مصر وألمح العلماء إلى أن تعاليم الإسلام بدعوتها إلى النظافة وتحريم الضرر والإضرار فاقت كل الأنظمة في الوقاية والحماية من كل الأمراض كأنفلونزا الخنازير وغيرها من الأوبئة الفتاكة قال الشيخ محمد عز الدين وكيل وزارة الأوقاف في خطبة الجمعة بسيوة إن الشريعة الإسلامية اهتمت بصحة الإنسان اهتمامًا عظيمًا فحثثّتهُ على النظافة وأمرته بها لأنها من أسباب صحة الأبدان قال تعالى إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ والطهارة التي يريدها الله من عباده ليست مقصورة على الجوانب المادية فقط من طهارة البدن والثوب وغير ذلك من المظاهر المادية وإنما هي عامة تشمل المظاهر المعنوية أيضًا فالإنسان الذي لا يكذب يُوصَف بأنه نظيف اللسان والذي لا تمتد يده إلى حق غيره يُوصَف بأنه نظيف اليد أضاف عز الدين أن اهتمام الإسلام بالنظافة لا يدانيه اهتمام في الشرائع الأخرى فلم يعد ينظر إليها على أنها مجرد سلوك إنساني مرغوب فيه أو متعارف عليه اجتماعيًا يحظى صاحبه بالقبول الاجتماعي فقط بل جعلها الإسلام قضيةً إيمانيةً تتصل بالعقيدة يُثاب فاعلها ويأثم تاركها قال الدكتور سيف رجب فزامل عميد كلية الشريعة والقانون في خطبة الجمعة من مدينة مطروح إن الإسلام يأخذ بيد أتباعه إلى العيش في بيئة طاهرة نقية ويدعوهم إلى الحفاظ على البيئة التي يعيش فيها الإنسان إيمانًا منه بما للبيئة من أثر خطير على صحة الإنسان ومعاشه وأخلاقه أوضح أن الشريعة الإسلامية سبقت كل المنظمات العالمية في الدعوة إلى الاهتمام بالبيئة والحفاظ عليها فأرست مجموعة من المبادئ التي تعتبر من أهم الإجراءات الوقائية للحفاظ على البيئة البشرية ويتمثل ذلك في عنايته بطهارة الإنسان ونظافته من خلال الدعوة إلى تنظيف الجسد والثياب فشرع الوضوء للصلوات الخمس في اليوم والليلة وأوجب الغسل من الجنابة كما سبق الإسلام كل المنظمات العالمية في الدعوة إلى النظافة فقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على استخدام السواك وتطهير الفم من بقايا الطعام فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاَةٍ أكد الدكتور محمد عبدالعاطي رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بجامعة الأزهر أن حماية البيئة لا تقتصر على شخص دون آخر إنما هي مسئولية مشتركة بين الجميع أفراداً وجماعاتٍ وحكوماتٍ فالمجتمع الراقي هو الذي يحافظ علي بيئته ويحميها من أي تلوث أو أذى لأنه جزء منها ولأنها مقر سكناه وفيها مأواه ولأنها عنوان هويته ودليل سلوكه وحضارته و إن التوجيهات الدينية جاءت حاملة بين طياتها الدعوة المؤكدة للحفاظ على البيئة برًا وبحرًا وجوًا وإنسانًا وحيوانًا ونباتًا إلى غير ذلك من مفردات البيئة لأنها جميعًا منظومة واحدة لكيان واحد فدعا الإسلام إلى الحفاظ على نظافتها وطهارتها وجمالها وقوتها وسلامتها وتنحية الأذى عنها ففي الحديث عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ وكلمة الأذى تشتمل على كل ما يضر ويؤذي مثل الشوك والحجر في الطريق والنجاسة وغير ذلك من كل ما هو مؤذ ومستقذر شدد على أن توجيهات القرآن الكريم جاءت لحماية البيئة والمحافظة عليها والنهي عن الفساد والإفساد في الأرض بأي صورة من صور الفساد المعنوي أو المادي فقال تعالى كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ فقد نهى الإسلام المسلمين عن أن يحرقوا زرعًا أو يقطعوا شجرًا حتى مع الأعداء فعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ في خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ في سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَلاَ تَغُلُّوا وَلاَ تَغْدِرُوا وَلاَ تُمَثِّلُوا لاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا أكد الشيخ رفعت جابر مدير إدارة المساجد الحكومية بوزارة الأوقاف أن من عنايةِ الإسلام بالكونِ والبيئةِ الحثُّ علَى الزراعةِ وجعْلُهَا مِنْ أبوابِ الصدقاتِ كما حثنا النبيِ صلى الله عليه وسلم على عمارة الأرض ونشر الخير في جنباتها وبذل ثمراتها للإنسان والطير والحيوان ففي الحديث عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا إِلاَّ كَانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةٌ وَمَا سُرِقَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةٌ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ مِنْهُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ وَمَا أَكَلَتِ الطَّيْرُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ وَلاَ يَرْزَؤُهُ أي لا ينقصه ويأخذ منه أَحَدٌ إِلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقَةٌ شدد جابر على ضرورة المحافظةُ علَى الثروةِ الزراعيةِ وحمايتها محذرا من خطورة الاعتداء على الأرض الزراعية وتجريفها لأن هذا إهدار للثروة الزراعية وتضييع لمورد من أهم موارد الإنتاج وإهلاك لأقوات العباد ذلك و يؤدي إلى إضعاف الرقعة الزراعية مما يضطرنا لاستيراد السلع ألأساسية كالقمح مثلا وكذلك يؤدي الاعتداء على الرقعة الزراعية إلى الإسهام بنصيب كبير في تلوث البيئة فمن المعلوم أن المساحاتِ الخضراءَ لها دور مهم في عملية تنقية الهواء من غاز ثاني أكسيد الكربون والذي قد يتسبب في العديد من الأمراض ومن ثَمَّ فإن أي اعتداء بأي صورة من الصور على المساحات المزروعة والحدائق المنتشرة يؤدي بنا إلى أمرين خطيرين يهددان أمن وسلامة المجتمع صحيًا ألا وهما قلة الغذاء وتلوث الهواء فالأرض نعمة من نعم الله فيها أقوات العباد فوجب علينا أن نشكره عليها وأن نحسن استعمالها فيما خلقت له حذر الدكتور إبراهيم عبد الجواد بالمركز الإعلامي بوزارة الأوقاف من محاولات إفساد البيئة بما نقترفه في حقها من ممارسات غير سليمة في قوله تعالى ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ففي الوقت الذي نجد فيه من ينظف ويجمل الشوارع والمجتمع نجد من يتعمد أن يلقي بالقمامة وبمخلفات الحفر والبناء في الطرقات العامة دون حرمة أو مراعاة لحقوق الطريق فيجب الحفاظ على الطريق العام الذي يمر الناس فيه وعلى نظافته وألّا يلقي الناس فيه أذي بل عليهم أن يمنعوا الأذى شدد على أن العناية بالطريق واجب ديني لأن الناس جميعًا يرتادونه وينشدون السلامة من وراء السير في الطرقات وما نراه كل يوم من الحوادث المفجعة على الطرقات التي جعلت لتيسير الوصول إلى المنافع وقضاء المصالح ما هو إلا لون بشع من ألوان العدوان على البيئة فلابد أن يكون الإنسان على وعي تام بقضايا البيئة وأهمية الحفاظ عليها وخطورة تلوثها التي تعود بالضرر عليه وعلى الآخرين ولابد أن نُعَلِّمَ ذلك أولادنا في المدارس والنوادي وجميع صروح التعليم منذ نعومة أظفارهم حتى ينشئوا عليه ويتعودوه ويمارسوه فالحفاظ على البيئة أمر مكتسب نتعلمه ونتربى عليه ولابد أن يكون الكبار قدوة حسنة للصغار فماذا ننتظر من طفل يرى والديه أو أحدهما يرمي بالقمامة من شرفة المنزل في طريق الناس أو على سطح جاره وماذا نتوقع من طفل يرى الكبار يبصقون في الطريق أو يكتبون على الجدران أو غير ذلك من جرائم التلوث السمعي والبصري واللفظي التي نراها يوميًا لاشك أنه سينشأ على هذا السلوك فالولد صنعة أبيه كما يقولون لذا لابد من إعادة البناء ولهذا فإن شريعة الإسلام ترفض مثل هذا السلوك وهذه الممارسات لمجافاتها لأخلاق المسلمين دعا الشيخ حمد الله الصفتي من الرابطة العالمية لخريجي الأزهر في خطبة الجمعة من مطروح إلى ضرورة الحفاظ على نعمة الماء لأنها عصب الحياة ولا يمكن أن تقوم حياة بدونه، كما أخبرنا ربنا في قوله تعالى وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُون فقد حرص الإسلام على وقاية مصادره من التلوث حماية لصحة الإنسان وهذه وقاية للمجتمع عامة إذ حماية مصدر المياه وينابيعه هي حماية للمجتمع كافة قال الشيخ علاء الدين شعلان في خطبة الجمعة بسيوة إن من أهم وسائل الحفاظ على البيئة الحفاظ على المياه والتعاون في منع الاعتداء عليها أو إهدارها فإن الماء نعمة ينبغي أن نحافظ عليها وأن نرشد استخدامها وأن نتعاون في الانتفاع بها فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وذكر منهم رَجُلٌ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ فَيَقُولُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْيَوْمَ أَمْنَعُكَ فَضْلِي كَمَا مَنَعْتَ فَضْلَ مَا لَمْ تَعْمَلْ يَدَاكَ