طارق الزمر في أول حوار لصحيفة مصرية بعد هروبه للخارج: لا أنوي الهجرة لبريطانيا وسأعود لمصر قريبًا - المجلس العسكرى نجح في تفكيك المشهد السياسى - لن تستعيد مصر عافيتها إلا باستعادة الحريات - توحيد قوى 25 يناير ونشر روح التسامح مطلبًا ملحًا - "النور" فقد مصداقيته وأصبح ضئيلًا - المشروع الإسلامى لم يأخذ فرصته - عدم ترتيبت مرسي للأولويات وراء اخفاقه - مرسي لم يصارح الشعب على حساب الاقتصاد - من يتحدى إرادة الشعوب سيرحل قريبًا - أى رئيس منتخب غير مرسي كان سيتعرض لذات المؤامرة - الإخوان لم تتفق مع المجلس العسكري - اطمئنان الجماعة للجيش جاء بعد تعيين مدير مخابرات مبارك - لا يمكن الوثوق فى أى انتخابات تجرى فى الأوضاع الراهنة أكد الدكتور طارق الزمر- الهارب حاليا في قطر ورئيس حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية،واحد القياديين في تنظيم الجهاد والذي شارك في اغتيال الرئيس الاسبق محمد انور السادات مع ابن عمه عبود الزمر - أن جوهر الاخفاق الذي شاب فترة حكم الاخوان يرجع الى عدم ترتيبت الرئيس المخلوع محمد مرسي للأولويات بشكل صحيح، مشيرا الى أن الرئيس مرسي لم يصارح الشعب بحجم المؤامرة التي يواجهها . ومنبها الى أن المشروع الإسلامى لم يعط الفرصة الكاملة ليباشر التعامل مع كل مشكلات المجتمع. وشدد الزمر في حوار خاص ل"المشهد" على أن أى رئيس منتخب غير مرسي كان سيتعرض لذات المؤامرة طالما أنه رئيس وطنى، نافيا أن يكون الاخوان عقدوا صفقات مع المجلس العسكري وأن ما حدث هو نتيجة سوء تقدير للموقف، مشيرا في الوقت ذاته الى أن اطمئنان الاخوان للمؤسسة العسكرية بلغ درجاته القصوى لحد تعيين مدير المخابرات الحربية وزيرا للدفاع. ولفت الزمر الى أن المجلس العسكرى نجح في تفكيك المشهد السياسى على مدى 3 سنوات، مشددا على أن عصر الانتخابات النزيهة ذهب دون رجعة، وأن أى انتخابات في ضوء الأوضاع الراهنة لا يمكن الوثوق بنتائجها، مؤكدا أن توحيد قوى 25 يناير والعمل على نشر روح التسامح والمصالحة بات مطلبا ملحا. وأوضح ل(المشهد) أن حزب النور فقد مصداقيته بشكل خطير، معتبرا أن الحزب لا يمثل سوى جزء ضئيل من المشهد الاسلامى، مؤكدا أن مستقبل التيارات الاسلامية أصبح مرتبطا بعودة الحريات المختطفة. ورفض الزمر الاجابة علي الاسئلة الخاصة بكيفية خروجه من البلاد رغم ان السلطات المصرية تضعه علي قائمة المطلوبين كما رفض الاجابة عن علاقته بالتفجيرات التي تندلع في مصر منذ ثورة 30 يونيو كما رفض التعليق علي طلبهم لمحاكمة رموز النظام الحالي دوليا . والي نص الحوار: *بداية نريد الاطلاع على رأيكم في حالة الاستقطاب الشديدة التي تشهدها الساحة المصرية؟ أستطيع أن أقول أن مخطط الاستقطاب قديم فى مصر وربما أول من فكر فيه كان هو السادات الذى لعب على الخلاق بين الاسلاميين واليساريين ووظفه لصالح ترسيخ حكمه ثم انتقل بعد أن تمكن من التوجه نحو تسليم أمريكا وإسرائيل مفاتيح المنطقة ابتداءا من كامب ديفيد.. لهذا لما وجد فى نهايات حكمة أن الطرفان قد اتفقا على رفض استبداده وسياساته الخارجية قال كلمته المشهورة" دى مسخرة!!" ومن ثمّ ألقى بالجميع فى المعتقلات فى قرار التحفظ الأخير. ثم جاء مبارك ليصحح الخطأ الذى وقع فيه السادات بوضع كل الأطراف فى خندق واحد واستطاع أن يستأنس القطاع الأكبر من اليساريين ويواصل الحرب على الاسلاميين. ولما توحدت توجهات غالبية التيارات نجحت الثورة وكان لزاما على المجلس العسكرى أن يعيد الأمور لحالة الاستقطاب فعمل على تفكيك المشهد السياسى على مدى 3 سنوات وقد نجح بالفعل فى ذلك.. ولم يقم بالانقلاب- الذى هو حقيقته استعادة لنظام مبارك - إلا بعد أن تعمق الخلاف بين التيارين وبين ما أسموه شعبين وبشكل حاد.. وهكذا نجح "الانقلاب". اعادة اللحمة *وكيف يمكن علاج تلك الحالة من وجهة نظركم؟ لا أتصور أن تستعيد مصر عافيتها وأن ننجح فى استعادة الحريات والحياة السياسية مرة أخرى ما لم ننجح فى الانتصار على أنفسنا ونعمل على اعادة اللحمة لكل القوى السياسية الحية ونرمم الخلاف الذى يسعى "الانقلاب" لتكريسه بين أبناء الشعب المصرى.. والمدخل الرئيس من وجهة نظرى يكون بتوحيد قوى 25 يناير والعمل على نشر روح التسامح والمصالحة بين أطياف الشعب في مواجهة اعلام الانقلاب الذى يعمل على تحريض طوائف الشعب على بعضها البعض. صدع العلاقة *تشير الكثير من الآراء الى وجود صدع في علاقة التيارات الاسلامية في مصر ببعضها، فكيف حدث ذلك ؟ غير صحيح.. فكل الحركات الاسلامية الرئيسة متفقة على الوقوف فى جانب الشعب المصرى فى الدفاع عن حريته وخاصة حريته فى انتخاب من يحكمه. بل لم يحدث فى تاريخ الحركة الاسلامية أن توحدت مثل توحدها الحالى أما إذا كنت تقصد موقف حزب النور فإننا نعتبره جزءا ضئيلا من المشهد الاسلامى ولا نتصور إلا أنه قد فقد مصداقيته بشكل خطير كفصيل كان محسوبا يوما ما على التيار الاسلامى.. عودة الحريات *وما تأثير ذلك على شكل المستقبل السياسي للتيارات الاسلامية؟ مستقبل التيارات الاسلامية ومصر كلها أصبح مرتبطا بعودة الحريات التى اختطفها الانقلاب، ولا يمكن تصور أى تقدم لمصر فى أى مجال إذا تمكن الانقلاب من رقابها لأن كل المؤشرات والدلائل تؤكد أنه لن يخرج عن سياسات نظام مبارك فى كل المجالات بما فى ذلك المجالات الاقتصادية التى ستزيد الفقراء فقرا وستتواصل عمليات نهب ما تبقى من ثروات مصر وستغلق كل منافذ التعبير إلا عن منافذ الطبل والزمر وستعود مصر كنزا استراتيجيا لكل أعداء مصر!!
*هل فشل المشروع الاسلامي بالاطاحة بنظام الاخوان في مصر؟ برغم قناعتى بأن المشروع الإسلامى لم يعط الفرصة لكى يباشر التعامل مع كل مشكلات المجتمع والتى فى نظرى يتفوق فيها عن غيره من كل المشاريع المطروحة فى منطقتنا .. إلا أننى أرى فى مصر خاصة أن جوهر الاخفاق يرجع إلى عدم ترتيبت الأولويات بشكل صحيح، بمعنى أن الرئيس مرسى كان مطالبا منذ اليوم الأول أن يعمل على تطهير المؤسسات الملغومة بمفسدى النظام السابق، فإذا وجد مقاومة فليتوجه إلى الشعب الذى انتخبه لينزل الميادين وتصدر قرارات تطهير المؤسسات واعادة هيكلتها من داخل الميادين.. فإذا لم ينجح الرئيس المنتخب فى ذلك فليصارح شعبه ويرد إليه الأمانه التى ائتمنه عليها. لكن الرئيس لم يفعل ذلك وانشغل مباشرة بعمليات اصلاح اقتصادى واجتماعى عميق كان متصورا أن تنجح لكن بعد أربع أو خمس سنوات وهو ما لم يرد الانقلابيون أن يتركوه حتى يفعله لأنهم كما قالوا: لو نجح في ذلك فلن ينتخب المصريون بعد ذلك غير الإسلاميين!! ترشيح السيسي *وما رأيكم في ترشيح المشير عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية؟ الترشيح من أهم الأدلة على أن كل انقلاب لابد وأن يكون له رأس، وأن رأس كل انقلاب لابد وأن يقطف ثمرة انقلابه وهو كرسى الحكم، الذى تسبب فى بحور من الدماء على مدى التاريخ والذى وجدت الحضارة المعاصرة ألا تتركة للمغامرين بسبب ذلك وأوكلت المهمة لأصحاب الحق فى ذلك وهو الشعب عبر صناديق الانتخاب، وفى ضوء ذلك فإن العالم ينظر إلى الانقلابات العسكرية باعتبارها رمزا للتخلف ومصدر الاستبداد. *كيف ترى المستقبل في ظل الأحداث المتلاحقة على الساحة المصرية ولمن ستكون الغلبة في نهاية الأمر؟ الغلبة كما علمنا التاريخ هى لإرادة الشعوب وكل من تحداها أو وقف فى وجهها فلابد راحل مهما تاخر الرحيل. *هناك جدل حاليا يدور حول شكل الدولة في مصر هل هي مدنية أم عسكرية فما رأيك في هذا الجدل؟ هذا الجدل يعبر عن حقيقة ماثلة فى عقل كل المفكرين والبسطاء فى مصر اليوم فالجميع يدرك أننا أمام محاولة عنيفة لاستئناف حكم العسكر وتأكيد وجوده فى بلادنا.. وأننا شعب لا يصلح أن يختار من يحكمه لأن اختياره الأول فى تاريخه كان اختيارا فاشلا!! كما أن تولي الرئاسة من قبل ضابط من القوات المسلحة ولاسيما لو كان هو قائد الانقلاب وكذلك نصوص دستور عمرو موسى.. كل ذلك يؤكد أننا أمام دولة عسكرية أخطر من الدولة التى حكمت مصر خلال 60 عاما، والتى فشلت فى كل مناحىى الحياة وأوصلتنا إلى أدنى شعوب العالم فى كل المجالات وخاصة فى مجال كرامة الانسان فضلا عن الصحة والتعليم والثقافة والفقر الذى جعل أهلنا يأكلون من القمامة!! دور المحلل *وبصراحة هل لعب التيار الاسلامي دور المحلل بعد ثورات الربيع العربي، بمعنى أن التيار الاسلامي وصل الى سدة الحكم لفترة ما تمهيدا لعودة الدولة العسكرية البوليسية ؟ الحقيقة أن بعض القوى الدولية وبقايا النظم السابقة قد تآمرت ولا تزال تتآمر على الثورات العربية وأنها لم تستهدف التيار الاسلامى لذاته وإنما لأنه يمثل الشعب بشكل حقيقى وهذا ما لا يريدونه لأنه سيغلب مصلحة من انتخبوه على مصالح تلك القوى الاستعمارية. لهذا فإن أى رئيس منتخب أخر كان سيتعرض لذات المؤامرة طالما أنه رئيس وطنى وهذا ما يذكرنا بالانقلابات التى تم تدبيرها فى العالم الثالث فى مواجهة الرؤساء الوطنيين وهى كثيرة ابتداء من الخمسينات. سوء تقدير *واذا لم يكن ذلك، فبما تفسر الاتفاق مع المجلس العسكري ثم الاختلاف معه مجددا؟ لم يكن هناك اتفاق مع المجلس العسكري وإنما كان هناك عدم تقدير جيد للموقف من قبل الاخوان، وخاصة فيما يتعلق بالتعامل مع المؤسسة العسكرية ومن ثم الاطمئنان إليها والذى وصل في درجاته القصوى لحد تعيين مدير مخابرات مبارك وزيرا للدفاع. لا نزاهة *هل ستكون الانتحابات الرئاسية في مصر نزيهة ؟ كل المؤشرات تؤكد أن عصر الانتخابات النزيهة قد ولى وأن أى انتخابات في ضوء هذه الأوضاع لا يمكن الوثوق في نتيجتها. *هل تفكر في العودة الي مصر قريبا وما هي صحة المعلومات حول تفكيرك للهجره الي بريطانيا؟ - استعد للعودة الي مصر في اقرب فرصة وكل ما تردد حول طلب لجوئي السياسي الي بريطانيا عار تماما من الصحة