"كمل جميلك": تضر السيسى أكثر مما تنفعه هل يعود زمن صناعة "الفرعون" ؟، لم تكن ثورة يناير، وما تلاها من مظاهرات، مجرد مطالب "عيش وحرية"، بل إنها تعدت إلى ما يوفر كل ذلك، وهو سقوط الفرعون وعرشه، وأن يكون الرئيس هو خادم للوطن فى الاساس، لا أن يقوم الوطن بخدمته وتبجيله، وجعله فرعونًا يجلس أعلى قبة الوطن، ولكن كان للمنتفعين، وأصحاب المصالح الخاصة رأى آخر، فهم يروا أن فسادهم لن يستمر، سوى بصناعة "الفرعون"، هم يفعلون ذلك وهم يعلمون جيدًا أنهم فقط المستفيدون، والنهاية الحتمية لصاحب السمو، تكون السقوط وحمل أوزارهم، سواء كان عاجلًا أم آجلاً. عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسى، من الحكم فى 3 يوليو، وبزوغ نجم المشير عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع حينها، وكسب تعاطف الملايين من الشعب وتقديرهم، إلا أن الأبواق الإعلامية، والسياسية، وأغلبهم المنتفعين، خرجوا حالمين بصناعة "فرعون" جديد على هواهم ونفعًا لمصالحهم الشخصية، للدرجة التى جعلت العديد من الوسط الثورى، وأيضا محبى المشير، والطامحين لكسر أسطورة "الفرعنة" ينفرون من حبهم، وفعاليات تأييد السيسى. تعالت الأبواق الإعلامية، وسًنت أقلام الكتاب، وحلل السياسين، واصفين السيسى بأنه القائد الوحيد لثورة 25 يناير، و"30 يونيو"، وهو المنقذ الوحيد للشعب المصرى من "الإخوان" وبدونه ربما هلكت مصر، تناسوا الشباب، تجاهلوا الشعب، أصحاب الدور الأبرز فى سقوط الأنظمة الحاكمة. نبدأ هنا بأحد فقرات مقالة الكاتب أكرم السعدنى، بجريدة الأخبار، قائلا: "أما أنت سيدى السيسى فأسمح لى أن أعيد على أسماعك ما قاله أحد الشعراء للخليفة الحافظ وكانت البلاد تمر بظروف دقيقة ما شئت أنت.. لا ما شاءت الأقدار فأحكم فأنت الواحد القهار فكأنما أنت النبى محمد وكأنما أنصارك الأنصار". كما وجهت الصحفية غادة الشريف الدعوة إلى السيسى ليختارها أو من يشاء من بنات مصر للزواج فى مقال بعنوان "يا سيسى أنت تغمز بعينك بس"، قائلة "بصراحة هو مش محتاج يدعو أو يأمر.. يكفيه أن يغمز بعينه بس.. أو حتى يبربش"، مضيفة: "ولو عايز يقفل الأربع زوجات، إحنا تحت الطلب.. ولو عايزنا ملك اليمين، ما نغلاش عليه والله، ووصفت شعورها تجاه السيسي بالقول: "نعشق متحدثه العسكرى القيمة السيما ويخرب بيت أى حد يزعله". كان للفنانين نصيبهم فى المدح المبالغ فيه بل تستطيع وصفه بأنه النفاق المقزز، حيث خرجت المطربة الشعبية بوسى والتي اشتركت فى أوبريت "تسلم الأيادى" عن النص لتثير الجدل، قائلة: "اللى بيقول إن الرسول أشرف خلق الله.. أكيد ما شافش السيسى"، كما تداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى، لتخرج بعدها تنفى إنها قالت ذلك، مؤكدة إنها تعشق السيسى، ولكنها لم تتفوه بتلك الكلمات. كان من أبرز الحملات التى ترأسها الإعلاميين والسياسين "نعم للدستور" التى أدت إلى إعلان البعض مقاطعته للاستفتاء، وعزوف الشباب، بعد ربط التأييد للدستور بأنه تأييد للسيسى، ورفضه يعد رفض صريح لوزير الدفاع حينها. وصفه البعض بأنه الأجدر والأحق بمنصب الرئيس دون خوضه الانتخابات، لأنه لا يوجد من يستحق الترشح للانتخابات والسيسى على قيد الحياة، "هكذا يصنعوا الفرعون". من الغرابة هنا أن تجد أن المسؤولين عن الحملات المؤيدة للسيسى مثل حملة ''كمل جميلك'' الداعمة لترشح وزير الدفاع السابق للرئاسة، يعربون عن استيائها من تأليه البعض للمشير، موضحة أنها تضره أكثر مما تنفعه، مؤكدين أن المشير نفسه يرفض ذلك. وقال رفاعى نصر الله مؤسس الحملة، نحن نؤيد ترشح المشير عبد الفتاح السيسى للرئاسة، لأننا نؤمن أنه الوحيد القادر على قيادة البلاد في هذه الفترة الحرجة، لكننا فى الوقت نفسه نؤكد أنه عندما يصل الحكم سيتم التعامل معه وفق القانون، فإذا أخطأ يحاسب ، وبالتالي لا نقبل أن يتم تأليهه أو ذكره بما ليس فيه.