تباينت آراء عدد من قضاة مصر ما بين مؤيد ومعارض إزاء الدعوة إلى العصيان المدني، ففي الوقت الذي أعلن فيه البعض رفضهم دعاوي الإضراب والاعتصام في الوقت الحالى، معتبرين أنها "هوس ثوري" دعا لها البعض بغرض إشعال مصر، يري آخرون أنها مجرد أداة ضغط على المجلس العسكري لاستكمال أهداف الثورة، مشيرين إلي أن الإضراب لن يكون مفتوحاً ولن يستمر سوي ليوم واحد فقط.. يقول المستشار محمود حلمى الشريف، المتحدث الرسمى بإسم نادى قضاة مصر، إن فترة ما بعد 11 فبراير ستشهد تغيرات ايجابية وستجرى الانتخابات الرئاسية فى موعدها وسيكون هناك رئيس منتخب سيحاسب على الأخطاء الذى يرتكبها، ولكن العصيان فى حال استمراره سيؤدى الى انفلات أمنى وإسقاط الدولة.. ويرى الشريف أن العسكري سيسلم السلطة فى أقرب وقت ولم يستمر وإذا استمر هناك ثوار وميادين وحق الاعتصام السلمي مكفول للشعب المصرى.. موضحاً أن استمرار العصيان والإضراب يعنى إسقاط الدولة لأن هناك أيادى خفية تريد عدم الاستقرار لمصر.. يقول المستشار أحمد مكي، نائب رئيس محكمة النقض السابق وعضو مجلس القضاء الأعلى السابق إن مصر ستظل فى مسارها العادي ولن يحدث شيء، معتبراً أن دعوى العصيان من بدايتها تعتبر "حمق" و" هوس ثوري" دعا لها البعض بغرض إشعال مصر. وأوضح مكي أن مصر إذا حدث مكروه لها في الفترة المقبلة وراءه الفلول لأنهم ينوون هدم السلطة، معرباً عن اعتقاده بأن مصر أعز على المصريين من مثل هذه الدعوات. وتساءل عضو مجلس القضاء الأعلى السابق، بأن المجلس العسكري قرر تسليم السلطة فلماذا العصيان والإضراب؟، مؤكدا أنه لن يحدث عصيان خلال الفترة المقبلة وأن ما يفعلونه الآن مزايدات ولن يستجب أحد للعصيان، والسلطة ستسلم قريبا دون إضرابات. وقال المستشار هشام رءوف، الرئيس بمحكمة استئناف القاهرة، إن الإضراب مجرد ضغط على المجلس العسكرى حتى يحصل الشعب على حقوقه كاملة ودون العصيان لن تتحقق أهداف الثورة، مشيراً إلي أن الإضراب لن يكون مفتوحاً ولن يستمر سوي ليوم واحد فقط. وأوضح أن كل من دعوا إلى العصيان المدني يشعرون بأن ثورتهم سرقت منهم وأن هذا الشعور السائد بعدم تحقيق الإنجازات المطلوبة لثورتهم سيؤدى إلى فشلها، موضحاً أن الأيام المقبلة ستشهد تغيراً في مصر إلى الأفضل بعد تحقيق أهداف ومطالب الثورة ولن تسوء أحوال البلاد. وطمأن رئيس محكمة الاستئناف المصريين داعياً لعدم شعورهم بالخوف مما سيحدث، مؤكدا أنه لن يحدث مكروه لمصر وأن العصيان سيكون بصورة حضارية، آملا بأن يكون يوم واحد فقط وألا يحدث تخريب والتفاف على مطالب الثوار من قبل البلطجية والمخربين، متفائلا باستجابة المجلس العسكري للثورة والثوار ونقل السلطة في أسرع وقت. وقال المستشار هشام جنينة، الرئيس بمحكمة الاستئناف، ورمز لتيار الاستقلال بنادي القضاة، إن مصر ستشهد فترة انتقالية نزيهة بعد الإضراب متفائلا بالأيام المقبلة وتلبية مطالب الثوار من قبل المجلس العسكرى. وأكد جنينة أن العصيان حق من حقوق الإنسان، ولكن استخدامه فى هذا التوقيت سيكون ضار بالمصالح العليا للبلاد، مؤكدا ضرورة توحد آلامه لاجتياز الأزمة ومواجهة الثورة المضادة وعلينا ألا نعطي فرصة للمخربين بأن يفسدوا ثورة مصر العظيمة. وأوضح أنه لابد أن نستغل المناخ المناسب لعدم سطو المخربين بين الثوار، محذراً من توقف المصالح العليا للبلاد والتخريب والاعتداءات داعياً للتعامل بسلمية في كل الأحوال. وأضاف: هناك مواعيد محددة ومعلنة لتسليم السلطة، وهناك ميادين في أرجاء مصر سنتوجه إليها مرة أخرى فى حال عدم الاستجابة للمطالب، ولابد أن نهدأ ونراقب الفترة المقبلة لأن الأيادى الخفية ستلعب دورها فى ظل الإضرابات التي ستشهدها مصر..