كشفت صحيفة "الدايلي تليجراف" البريطانية، في تقرير لها اليوم الاثنين، عن شقة ضيقة فوق محل كباب مهجور بشمال لندن تحولت لمركز تجمع جهود جماعة الإخوان ببريطانيا، بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي من الحكم في يوليو الماضي. وقالت الصحيفة البريطانية إن من بقي خارج السجن من رموز جماعة الإخوان، التي وصفتها الصحيفة بأنها تواجه أعتى موجة قمع في البلاد، قد هربوا للخارج واختاروا بريطانيا كقاعدة لإعادة بناء التنظيم مرة أخرى. وكشفت الصحيفة عن أن مقر مكتب الإخوان بلندن بضاحية كريكلوود، يديره اثنان من أقارب مساعدي الرئيس المعزول محمد مرسي، وقالت إن هذين المساعدين محبوسين الآن، بعد أن تم التحفظ عليهما مع مرسي في الثالث من يوليو. ونقلت الصحيفة عن أحد هذين الشخصين الذي تحدث للصحيفة بشرط عدم ذكر اسمه، إن الإخوان اختاروا لندن كمدينة آمنة لأنها عاصمة الديمقراطية الحرة التي تقدر حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، على حد قوله. وقال الآخر للصحيفة إنهم يتطلعون لرؤية تلك القيم تعود مرة أخرى لمصر، وأن تستعيد البلاد الديمقراطية، التي فقدتها وأن تتحرر من الديكتاتورية والقمع. وقالت الصحيفة إن المصريين سيذهبون إلى التصويت علي الدستور يومي الثلاثاء والأربعاء، وأشارت إلي أن الدعاية ضد الدستور ممنوعة، وأن الدستور سيمرر يقينًا، لكن إبراهيم منير، أحد رموز التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، قال للصحيفة من مقره بلندن إن هذا النظام القائم الآن بمصر لن يكتب له الاستمرار، وأضاف قائلا: "كل الانقلابات العسكرية تأتى إلى نهايتها، أنظروا إلى تشيلى وباكستان". وقالت الصحيفة إن قدرة جماعة الإخوان المسلمين علي العمل بالقاهرة أصبحت فى أدني معدلاتها. واعترف منير للصحية بأن قدرة الإخوان علي العمل في القاهرة أعيقت بشكل كبير، ولكنه أضاف بأن الجماعة معتادة علي العمل في تزليل تلك الظروف عبر الستين عامًا الماضية خلال حكم عبد الناصر ومبارك، وهذا لم يمنع التنظيم مع العمل، "نحن معتادون على هذا القمع منذ 60 عامًا، وكنا ولازلنا قادرين علي العمل". وقال منير إن الفريق عبد الفتاح السيسي سيواجه عقوبة الإعدام وأضاف: "هدفنا هو محاسبة القائمين علي الانقلاب ومحاسبتهم لأجل الفظائع التي قاموا بها، سنعمل علي إنفاذ القانون لإعادة الدولة إلي قدرتها الكاملة". لكن منير كشف عن أن الأوامر العليا للجماعة لاتزال تأتي من القاهرة، وأن مكتب لندن هو مقر التجمع الرئيسي، حيث يتقابل الأعضاء به ويقومون بوضع استراتيجية للبقاء في أمان نسبيًا. واستخدمت الشقة في ديسمبر الماضي، لأجل اجتماع عدد من قادة التنظيم الدولي، والذي يربط الإخوان ببعضهم البعض في الدول المختلفة. ويقوم جمعة أمين عضو التنظيم بتنسيق عمل الحركة بلندن، وقد انضم إليه عدد من القياديين الذين كانوا موجودين بالقاهرة منذ يوليو الماضي. وقالت الصحيفة إن إعادة تمركز الجماعة في لندن علي بعد آلاف الأميال من القاهرة، يمثل تحولاً دراميًا للجماعة التي تولت حكم القاهرة قبل 18 شهرًا فقط من الآن.