أبلغ رئيس الوزراء اللبناني المستقيل نجيب ميقاتي الموفد الأممي الخاص بسوريا الأخضر الإبراهيمي أن لبنان متمسك بسياسة النأي بالنفس عن الأزمة السورية ، ولكن يؤيد عقد مؤتمر "جنيف 2" لحل الأزمة في سوريا. وقال ميقاتي للإبراهيمي إن لبنان سيتخذ قراره بالمشاركة أو عدمها في ضوء توجيه الدعوة إليه ليس بهدف التدخل في الشأن السوري الداخلي بل لاقتناعه بضرورة حضور أي اجتماع يناقش مستقبل سوريا لأنه من أكثر دول الجوار تأثرا بتداعيات النزاع السوري على كل المستويات ولا سيما موضوع النازحين السوريين إلى لبنان. وأضاف ميقاتي - وفقا لما ذكره تعميم إعلامي لمكتبه - أن الحكومة اللبنانية انتهجت سياسة النأي بالنفس عن الأحداث في سوريا ولا تزال متمسكة بها وقد شكل هذا الموقف محور تأييد عربي ودولي وأثبتت هذه السياسة جدواها في تخفيف انعكاسات واضرار الصراع في سوريا على لبنان. وأشار إلى أن بلاده تتمنى الخير لسوريا وأن يوفق الأشقاء السوريون في التوصل إلى حل ينهي أعمال القتل ويوقف دوامة العنف التي عاشها لبنان في مراحل أليمة سابقة. ولفت إلى انه رغم التزام لبنان قواعد الأخوة والإنسانية تجاه إخوانه السوريين والتعاطف مع مأساتهم إلا أن الأولوية لديه هي حماية شعبه ودرء الأخطار الداهمة نتيجة أزمة النزوح من سوريا وعلى هذا الأساس باشرت الحكومة اللبنانية تطبيق سلسلة من الإجراءات الجديدة. ونوه بتأكيد المجموعة الدولية لدعم لبنان التي عقدت اجتماعها أخيرا في مقر الأممالمتحدة في نيويورك الشهر الماضي على دعم استقرار لبنان في هذه المرحلة ونتمنى أن تتخذ سلسلة خطوات عملية لترجمة هذا الدعم عبر المساعدة على تحمل أعباء التحديات الاقتصادية والإنسانية الخطيرة الناتجة من أزمة النازحين السوريين في لبنان والتي أشار إليها بوضوح التقرير الأخير للبنك الدولي ولفت ميقاتي إلى أن الحكومة تتطلع لمساعدة الأشقاء السوريين من أجل معالجة تداعيات النزوح السوري إلى لبنان ليس فقط على الصعيدين المالي والاجتماعي بل للتصدي للتداعيات الكبيرة لهذا الملف على لبنان مستقبلا.