انتهى عام 2011 وبرز على ساحة الأحداث فيه شخصيتان عربيتان بنكهة فرنسية هما "المرزوقى وغليون" ولكل منهما وجوده فى السياسة الدولية وعام 2012 هو بمثابة الاختبار الحقيقى لهما، فالاثنان يشتركان فى أن الثقافة الفرنسية هى الغالبة عليهما وأنهما مهتمان بحقوق الإنسان وظلا معارضين للنظام فى بلديهما سوريا وتونس، وفى هذا التقرير نضع أيدينا على عدة نقاط مهمة حول حياتهما ومستقبلهما السياسى. برهان غليون: أكاديمي وسياسي سوري معارض مقيم في فرنسا، برز خلال الاحتجاجات السورية المطالبة بإسقاط نظام الأسد ووقع عليه الاختيار رئيسًا للمجلس الوطني الانتقالي السوري الذي تشكل في الخارج. ولد "برهان غليون" بمدينة حمص عام 1945، حيث أنهى مرحلتى تعليمه الإعدادية والثانوية، قبل أن ينتقل إلى دمشق دارسا للفلسفة وعلم الاجتماع. توجه سنة 1969 إلى فرنسا لإكمال تعليمه العالي، فكان أن حصل على دكتوراه دولة في علم الاجتماع السياسي، من جامعة باريس الثامنة سنة 1974 ثم دكتوراه الدولة في الفلسفة والعلوم الإنسانية، جامعة باريس الأولى "السوربون" 1982. عمل "غليون" أستاذًا لمادة علم الاجتماعي السياسي بجامعة الجزائر، ثم عاد لفرنسا ليعمل لاحقا أستاذا لعلم الاجتماع السياسي ثم أستاذا للحضارة والمجتمع العربي بجامعة السوربون، ورئيسا لمركز دراسات الشرق المعاصر فيها. وينشط الأكاديمي السوري -المقيم بباريس- بالعديد من المؤسسات الفكرية على رأسها الرابطة الفرنسية للدراسات العربية، و"الجمعية الدولية لعلم الاجتماع"، كما أنه عضو بكل من هيئة تحرير مجلة "الشعوب المتوسطية"، و"الدراسات الشرقية". ورغم اختيار "غليون" رئيسًا للمجلس الوطني الانتقالي السوري الذي شكلته مجموعة من الشخصيات السورية المعارضة اجتمعت في أنقرة في نهاية اغسطس 2011، فإن المعارضين للحكم في سوريا لم يتفقوا على هذا الاختيار، كما أنهم لم يتفقوا على هذا المجلس أيضا. في أواسط سبتمبر أعلنت الخارجية الفرنسية أن مكتب الوزير استقبل غليون بوصفه معارضا سوريا للتباحث بشأن الأوضاع في سوريا، وهو ما أثار تكهنات حول جهود قد تبذلها باريس لتقديم المفكر السوري كزعيم سياسي مستقبلي في بلاده في حال سقوط النظام الحالي. المنصف المرزوقى: مفكر وسياسي تونسي، ورئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية.. يحمل شهادة الدكتوراه في الطب، ويكتب في الحقوق والسياسة والطب. هذا ويذكر بأن المنصف المرزوقي نشأ في تونس والتحق سنة1957 حتى 1961 بالمدرسة الصادقية بالعاصمة تونس، ثم غادر تونس للالتحاق بوالده سنة.1961 سافر إلى فرنسا و تزوج هناك فأنجب مريم و نادية، وبالتالي مكث لمدة 15 سنة بفرنسا.
سافر المرزوقي إلى فرنسا ليدرس في جامعة ستراسبورج، كلية علم النفس ثم الطب. سنة 1970، شارك المرزوقي في مسابقة عالمية للشبان بمناسبة مئوية المهاتما غاندي لتقديم نص عن حياة الرجل وفكره. فازت مشاركة منصف ليحل ضيفا على الحكومة الهندية لمدة شهر وليتجول فيها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. سنة 1975، سافر إلى الصين ضمن وفد لمعاينة تجربة الطب في خدمة الشعب في الصين.. وعاد المرزوقي إلى تونس سنة 1979 رغم إلحاح أقربائه على بقائه في فرنسا، وعمل أستاذا مساعدا في قسم الأعصاب في جامعة تونس. شارك في تجربة الطب الشعبي الجماعي في تونس قبل وقف المشروع. هذا واعتقل في مارس 1994، ثم أطلق بعد أربعة أشهر من الاعتقال في زنزانة انفرادية، وقد أفرج عنه على خلفية حملة دولية وتدخل من نيلسون مانديلا. أسس مع ثلة من رفاقه المجلس الوطني للحريات في 10 ديسمبر 1997 بمناسبة الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان. و قد اختير أول رئيس للجنة العربية لحقوق الإنسان من سنة 1997 حتى 2000 وعاد إلى تونس .