كشف رئيس وزراء حكومة غزة إسماعيل هنية عن أن هناك بعض الدول التي لا ترغب في التعامل مع "حماس" بالعلن، فتقوم بإجراء اتصالات معها في الخفاء، مشيراً إلي أن حماس لا يمكن لأحد أن يتجاوزها، فهي تشكل حضورا قويا في الساحة الإقليمية والدولية. ودعا إلى تشكيل "جيش القدس" في عواصم البلاد العربية التي شهدت ثورات من أجل العمل لتحرير القدس والأقصى في أقرب وقت، لتنتقل الثورات للاهتمام بالقضية المحورية ومواجهة مخططات العدو في القدسالمحتلة، معربا عن تأييد حركته تحركات الشعبية في جميع الدول العربية. وقال إن حكومته تجرى اتصالات مع الثوار والقيادة المنتخبة في بلاد الثورات العربية لتسمع منهم ما يثلج الصدر، وإن هؤلاء الثوار يتكلمون عن غزة وصمودها التي أصبحت مصدر إلهام في تفجير الثورات العربية في مختلف الدول العربية. وأشار إلي أن الربيع العربي أعاد علاقة الدول العربية مع الاحتلال لطبيعتها كعدو محتل، وأن القضية الفلسطينية عادت إلى امتدادها العربي الإسلامي. وأضاف قائلا: إن حماس اليوم ومن خلال مسيرتها على مدى "24" عاما من التضحية والنضال أكدت أنها الحارس الأمين على حقوق الشعب الفلسطيني وثوابت هذه الأمة على أرض فلسطين الحبيبة. جاء ذلك خلال كلمته في المهرجان المركزي الذي نظمته الحركة لإحياء ذكرى انطلاقتها الرابعة والعشرين بمدينة "غزة" بمشاركة حشود كبيرة من أنصارها تحت شعار "وفاء الأحرار.. يا قدس إنا قادمون". وقال :" كل من يريد الدخول إلي الساحة الفلسطينية عليه أن يتعاون مع عناوينها الرئيسية وحماس هي أحد العناوين الظاهرة ولم تعد الحركة كما يعتبرها البعض فوزا عابرا في الانتخابات وأن أي انتخابات مقبلة يمكن بها تغيير قواعد اللعبة، موضحاً أن هذا لن يتم". وتابع: المقاومة المسلحة والكفاح المسلح هما الطريق والخيار الاستراتيجي لتحرير الأراضي الفلسطينية من البحر إلي النهر وطرد الغزاة الغاصبين من فلسطين. وأشار إلي أن الشعب الفلسطيني الذي وقف مع حماس في أحلك الظروف وأشدها يؤكد اليوم أن الحركة أضحت رقما مهما وصعبا وواقعا لا يمكن لأحد أن يتجاوزه. ولم يُخف "هنية" أن المصالحة الفلسطينية لا يمكن أن تقوم على حساب الثوابت والمقاومة والاعتراض لإرادة الشعب الفلسطيني في أي انتخابات مقبلة، معربا عن تمسك حركته بإنجاز المصالحة والعمل بجدية لإنجازها. واعتبر أن المصالحة تحتاج إلى مناخ لتهيئة أجواء المصالحة، مثل الإفراج عن المعتقلين والقناعة بالشراكة السياسية والمرجعيات السياسية والتوافق على برنامج وطني وحماية المقاومة الشعبية والمسلحة، داعيا للإفراج عن المعتقلين السياسيين . واعتبر "هنية" مشاركة فرقة الوعد في مهرجان "الانطلاقة قادمة" من مخيمات اللجوء في لبنان واحدة من مبشرات النصر وأول العودة، مؤكدا أن قضية اللاجئين على سلم أولويات حركة حماس وعملها الجهادي. وشدد هنية على أن حق العودة مقدس، لا تنازل عنه ولا تفريط به، داعيا الحكومة اللبنانية إلى أن تستجيب للمطالب الإنسانية لأبناء الفلسطيني في مخيمات لبنان. وأشار إلى أن قضية فلسطين عادت إلى امتدادها العربي والإسلامي، وأضحت الأعلام الفلسطينية حاضرة وبقوة في جميع عواصمنا العربية، موضحا أن الربيع العربي زاد من مساحة احتضان حماس والقضية الفلسطينية. وكشف النقاب عن مؤتمر دولي من أجل القدس سيعقد في ذكرى يوم الأرض المقبل في قطاع غزة، مؤكدا أن القدس عاصمة فلسطين الأبدية. ورفض هنية الالتفاف على الثورات وإرادة الشعوب العربية التي بدأت تختار الطريق وتقدم الأطهر والأنسب لقيادة الأمة وتحريرها من الغرب وأمريكا، مشيرا إلى أن الأمن القومي المصري هو جزء من الأمن الفلسطيني وحمايته هو مسئولية مشتركة. وأوضح أن فلسطين من البحر إلي النهر لا يمكن التنازل عن شبر واحد منها .. مبينا أن تعاطي حماس في مرحلة من المراحل في تحرير مرحلي ليس على حساب رؤيتها الاستراتيجية بالنسبة لفلسطين وأرض فلسطين. وقال:" نعمل مع أبناء شعبنا ونشحن كل طاقتنا من أجل هذا الهدف المشترك وهو تحرير فلسطين، محتفظين بشرطين وهما عدم التنازل عن شبر واحد من فلسطين وعدم الاعتراف بإسرائيل".