أكد الخبراء العسكريون والاستراتيجيون، أن تأثير الضربة العسكرية الأمريكية الموجهة لسوريا على ليس على الأمن القومي المصري فقط إنما على الأمن القومي العربي، وعلى الرغم من هذا إلا انهم أيدوا عدم تدخل مصر عسكريا مع سوريا فالمرحلة التي نمر بها تجعلنا لا تستطيع القيام بأي عمليات خارجية لأن الشأن الداخلي أهم. كما هاجم بعض الخبراء موقف جامعة الدول العربية، وبيانها الذي اصدرته وأكدت فيه استخدام نظام الاسد الاسلحة الكيماوية، مما اعتبروه تشجيعا وإشارة خضراء لأمريكا لتوجيه ضربتها لسوريا. قال اللواء دكتور نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع الأسبق والخبير العسكري والاستراتيجي، إن احتمالات توجيه توجيه ضربة عسكرية لسوريا، بات معلقا، وأن هذه العملية اصبحت متوقفة على قرار اللجنة الدولية، التي كانت تبحث وتحقق في استخدام الاسلحة الكيماوية في سوريا من عدمه، وسوف يصدر قرارها خلال أيام، مضيفًا أن لو حصل ووجهة أمريكا الضربة العسكرية لسوريا سوف تكون محدودة ولن يكون اجتياحا، مثل العراق. وعن تأثير ضب سوريا على الأمن القومي المصري، قال مساعد وزير الدفاع الأسبق، إن الأمن القومي العربي وحدة واحدة وأي ضربة توجه لوحدة من او جزء منه، تؤثر عليه. وعن الموقف المصري وقواتنا المسلحة، أكد رفض مصر بكل مؤسساتها، لتوجيه أي ضربة عسكرية لسوريا، لأنها دولة عربية، وتربطنا بها علاقات تاريخية وتعاون سياسي وعسكري على مدار العقود السابقة لحرب أكتوبر وبعدها ايضًا، مضيفًا أنه رغم علاقتنا التاريخية بسوريا، ولكننا لا نستطيع التدخل لأنه ليس لدينا الوقت ولا ظروف البلد الداخلية تسمح بذلك، كما اننا ليس لدينا الرفاهية التي تمكننا من خوض الحروب. وفي سياق آخر قال اللواء محمود متولي عضو الصالون البحري المصري والخبير العسكري والاستراتيجي، إن توجيه امريكا ضربة عسكرية لسوريا له أبعاده العميقة ويقع فى إطار استراتيجيتها لإعادة رسم خريطة المنطقة ودعم فكرة الشرق الأوسط الجديد. لذا فإن ما تدعيه وتنتويه الولاياتالمتحدة من ضرب أهداف عسكرية محددة داخل سوريا، ليس مجرد تدمير لمنشآت ومعدات بقدر ماهو تدمير لجوهر القوة المسلحة السورية وهو القادة والكوادر الموجودة داخل هذه الأهداف العسكرية، الأمر الذى من شأنه أضعافها وتأخير استعادة بنائها لعقود مما يخل بالتوازن الاستراتيجى بالمنطقة ويعود بالنفع مباشرةً على أسرائيل وينعكس سلبياً على مصر وعلى الأمن القومى العربى. وقال: هل من المنطق أن يتم الرد على قتل بعض الأبرياء المدنيين بأن يتم قتل أبرياء آخرين من العسكريين والمدنيين لمجرد وجودهم داخل وحداتهم العسكرية أو منشآتهم التى اعتبرتها الولاياتالمتحدة أهدافاً لضرباتها، فالقاتل أمريكي والمقتولون عرب كل مرة. وأكد ان جوهر قوة القوات المسلحة هو الكوادر والتى يحتاج بناؤها لزمن طويل فالرائد يحتاج لمدة 8 سنوات واللواء يحتاج 30 سنة على الأقل فى رحلة شاقة من الدراسات التى تمزج بخبرات عملية وتفاعل مع كل مرحلة فى السلم الوظيفى، مشكلةً خبرات تراكمية فى ظل تقييم مستمر لاختيار الأصلح بمعايير علمية ونفسية وصحية. ووصف اللواء حمدي بخيت الخبير العسكري والاستراتيجى توجيه الولاياتالمتحدة ضربة عسكرية لسوريا ب "البلطجة السياسية والدولية"، مشيرًا إلى أن هذا النوع من البلطجة يشكل نموذجًا للتدخل السافر في شئون أية دولة عربية، بعد أن أصبح الأمر حقًا مكتسبًا للأمريكان أن يفعلوا ما يشاءون تجاه العرب بغرض تفتيتهم. وأكد الخبير العسكري والاستراتيجي في تصريحاته ل "المشهد" أن الولاياتالمتحدة لن تحظى بدعم دولي لضربتها على سوريا، ولاحتى بدعم الشعب الأمريكى نفسه الذي يرفض هذه الضربة، مضيفًا أن أمريكا لم تعرض الأمر على مجلس الأمن لأنها تعلم جيدًا أنه لن يوافق على ضرب سوريا، ولذلك اتخذت قراراها منفردة. وعن سؤاله حول دور قواتنا المسلحة وموقفها من ضرب سوريا أكد بخيت، ان الجيش المصري لن يتدخل عسكريًا في سوريا لأي من طرفي النزاع، وهو رافض تمامًا للضربة، لافتًا أنه على الجميع إدراك أن الشعب المصري الخارج لتوه من تداعيات "ثورة" هو في أمس الحاجة لكل الإمكانات المتاحة للحفاظ على مؤسساته الرئيسية وفي القلب منها الجيش الذي يدافع عن مصر وأرضها وشعبها. وتابع بخيت أن المؤامرة الدولية ضد مصر مازالت مستمرة خاصة أن الغرض من ضرب سوريا، هو التخلص من جيشها وإحكام السيطرة عليها لكي يتفرغوا بعد ذلك لمصر، لأنه لا يوجد غيرها الأن في الدول العربية لديها جيش وطني متماسك.