يشكو عدد من أهالي حي دار السلام والبساتين من عدم الحصول على رغيف الخبز المدعم، والانتظار طويلاً في طابور العيش فضلاً عن سوء حالته. ويؤكد الأهالي أن هناك تقاعسًا من قبل الأجهزة المسؤولة لمنع تسرب الدقيق وتحجج أصحاب المخابز بتعطلها لتنقضي عدد ساعات عمل المخبز دون طرح إنتاجه للجمهور.. "المشهد" استمعت لشكاوى الأهالي وواجهت مسؤولي الأحياء. تقول هبه عبد الرحمن: أقيم في العمارة المقابلة لأحد المخابز وأرى "شكاير الدقيق" وهى يتم تهريبها يوميًا في السادسة صباحًا حيث يقوم العمال بتوزيعه على المخابز السياحية بينما يراقب عمال آخرون الطريق وهناك سيارة تأتي يوميًا وتأخذ 3 شكاير من الدقيق. وتضيف: نرى رجال التموين يوميًا مع صاحب المخبز الذي يقدم لهم الإفطار والشاي والشيشة كرشوة. وتؤكد أن صاحب المخبز يقوم يوميًا بتوصيل أفضل ما ينتج من الخبز إلى منازل سكان الشارع الموجود به المخبز للتستر على مخالفاته حيث لا يقف أي منهم في طابور العيش. وتضيف: إنه تم إغلاق هذا المخبز قبل قيام الثورة بعدة شهور ولكنه عاد للعمل مرة أخرى بمخالفات أسوأ من ذي قبل. ويكشف أحمد محمد سعيد عامل بأحد المخابز ألاعيب أصحاب المخابر لدفع المواطنين للعزوف عنه قائلاً: المخبز يقوم بإنتاج 4 أو 5 شكاير من الدقيق يوميًا ويقوم بتهريب باقي حصته إلى المخابز السياحية، حيث نتحجج للمواطنين بأن "الجاز خلص" و"انتظروا ربع ساعة" ثم نقوم بإخراج قفصين من العيش ونخبرهم أن الفرن تعطل وهكذا إلى أن ينتهي الوقت المخصص لإنتاج الخبز. ويضيف: صاحب المخبز يمنع إخراج رغيف جيد حتى لا يكون هناك إقبال على المخبز وتزاحم، وفي الوقت نفسه يتمكن من تسريب الدقيق ، وهذه الحيلة كان لها مردود كبير حيث عزف كثيرون عن التردد على المخبز ونحن العمال نمضي ساعات العمل في اللهو والحديث فقط. وتقول نعيمة محمد: إنها تقف في طابور العيش لما يقرب من 3 ساعات لأن العيش يخرج على فترات متباعدة كبيرة موضحة أنها في بعض الأحيان قد تقف في الطابور وتعود إلى بيتها دون أن تحصل على العيش. أما سهام نصر فتقول إنها تتنقل بين المخابز يوميًا لكي تحصل على العيش حيث إنها تجد المخبز القريب منها لم يبدأ إلا في وقت متأخر.. والآخر معطل. وتضيف: إنها مضطرة إلى شراء العيش المدعم لأنها لا تستطيع شراء ما يكفيها هى وأسرتها من العيش السياحي يوميًا بسبب غلائه والذي قد يكلفها 5 جنيهات يوميًا. من جهته يؤكد عادل عباس -رئيس حي البساتين- ل "المشهد" أن المخابز مسؤولية وزارة التموين ووزارة التضامن وعند تضرر المواطن تقوم رئاسة الحي بمخاطبة هاتين الجهتين إلى جانب الشركة المشرفة على أكشاك البيع. ويضيف: لم ترد إلينا أية شكاوي من المواطنين بتسريب الدقيق أو عدم جودة رغيف الخبز، موضحًا أن مساعدي رئيس الحي يمرون على المخابز بشكل دوري ولا يسجلون أية مخالفات لأن أصحاب المخابز عادة ما تكون لهم أعين حول المخبز وعندما يمر مشرفو الحي عليهم يأخذون حذرهم. ويؤكد محمد أنور -سكرتير رئيس حي دار السلام- أن المخابز في منطقة دار السلام تعمل بشكل جيد ولا توجد أية شكاوي من المواطنين متعلقة بتسريب الدقيق أو جودة الخبز. ويقول ل "المشهد": إصدار التراخيص للمخابز من أولويات الحي، والتفتيش يخص وزارة التموين، وكل مخبز له حصة معينة من الدقيق حسب عدد الساعات المصرح له بها وعندما يكون هناك أية مخالفات في تجاوز الوقت المحدد أو غير مطابقة الخبز للمواصفات يقوم مفتش التموين بعمل محضر وقضية تموين وتكون هناك عقوبات كالحبس وإغلاق المخبز عدة أشهر ولكن عندما يغلق المخبر ثلاث مرات يتم سحب الترخيص نهائيًا.