رغم دخول تامر عبد الرؤوف - بطل مصر والعالم في الكاراتية - مجال هذه اللعبة العنيفة وهو في سن السابعة عشر من عمره إلا أنه استطاع أن يحصد العديد من البطولات والألقاب العالمية، ومع ذلك لم يحصل على التقدير الكافي من الإعلام المصري مقارنةً بالإعلام الأجنبي كما أن تكريمه محلياً كبطل عالم لم لم يختلف قبل وبعد ثورة 25 يناير. وأوضح عبد الرؤوف في حواره مع "المشهد" أن ثقافة الشعب المصري جعلته ينظر إلى لعبة الكاراتية على أنها رياضة غير أساسية على عكس الدول بالخارج التي تتخذ من الأبطال في هذه الألعاب الفردية نموذجاً لتربية الأجيال. * كيف كانت بداية تامر عبد الرؤوف مع لعبة الكاراتية؟ من المعروف أن الفرد الذي يمارس لعبة الكاراتية غالباً ما يبدأ في سن ما بين 3 إلى 4 أعوام ، ولكني اختلفت كثيراً في ذلك فقد بدأت اللعب وعمري 17 عاماً، بسبب ظروف معينة أبرزها أنني الابن الوحيد لوالدتي وكانت تخشى علي من ممارسة رياضة عنيف مثل الكاراتية فضلاً عن أنني من أبناء محافظة مطروح والتي يعتبر المجتمع بها مغلقاً إلى حدٍ ما. * وهل السن له دور في إتقان اللعبة ؟ نعم له تأثير قوى جداً.. فكلما بدأ الفرد في ممارسة اللعب وهو في سن أصغر يكون لديه قدرة أكبر على التعلم والاعتياد على ممارسة اللعبة مع الوقت بشكل سهل وبما أننى بدأت اللعب وأنا في سن أكبر فكان لإراداتي الدور الأكبر فى تخطى عقبات كثيرة إضافة إلى وقوف أحد المدربين بجانبي ولا أنكر أن الصدفة لعبت دوراً كبيرا فلم أكن أعرف ماذا يعنى قطاع بطولة ولكن من خلال المدربين اكتشفوا أنني أختلف عن غيري وذلك طبعاً بتوفيق من الله * يقال أنك حصلت على كل ألقاب البطولات فى الكاراتية؟ بالفعل لقد حصلت على جيع ألقاب البطولات والتى بدأت ببطولة الجامعة عندما كنت أدرس بجامعة الإسكندرية وبعدها بطولة الإسكندرية ثم الدوري بنادى سموحة وكذلك بطولة الجمهورية ثم بطولة المنتخب إلى أن وصلت إلى بطولة عرب وبطولة أفريقيا وأخيراً بطولة العالم فالأمر جاء معى بشكل تدريجي. * هل تعتقد أن وسائل الإعلام المصري غفلت عنك؟ نعم الإعلام المصري مقصر فى حقي رغم أننى أمارس لعبة فردية وأحمل من خلالها اسم مصر وأحصل على ميدالية قد تكون فضية أو ذهبية فى حين أن فريق كرة القدم مكون من عدد كبير من اللاعبين وهم بمثابة مجموعة تلعب باسم مصر وعندما تحقق بطولة تلقى اهتماماً كبيراً لم أحظ به من قبل بلدى . * لم يلقَ تامر التكريم المعنوى من الإعلام .. فماذا عن التكريم المادى؟ أنا دخلت فى لعبة الكاراتية كنوع من الممارسة ومع الوقت أصبحت ممارستي بموجب عقد وتعاقد مثل لاعبي كرة القدم وحالياً الكاراتية هو مصدر دخلى برغم إنى خريج كلية التجارة قسم علوم سياسية وأعلى عقد كاراتيه في مصر 30 ألف جنيه فى السنة وأنا بذلك وصلت لأعلى راتب. * وماذا عن مكافأة بطولة العالم ؟ حصلت على 45 الف جنيه وذلك يختلف عن بعض المكافآت التى تصرف لبعض اللاعيبن عند ممارسة أنواع رياضية اخرى والتى قد تصل إلى مليون جنيه ولكن "فى الأول وفى الاخر" هذا رزق بالإضافة إلى أن حبى للعبة وتحقيقى لذاتى يغلب على الجانب المادى ومع الأسف هناك بعض التكريمات التى أستحقها ولن آخذها إلا بعد إلحاح طويل مع تقديمى للحجج وغيرها وقد تكون الأحداث شبيهة لما حدث مع لاعب كرة القدم محمد جدو لكن إلى حدٍ ما بدأت الأوضاع تختلف مع تولى اللواء طه محمد السيد محافظ مطروح والذى قام بتكريمى مؤخراً بعد حصولى على الميدالية الذهبية . * هل ذلك يعنى أن الكاراتية البعض يغفل عنه ؟ السبب هو ثقافة الشعب ومستوى التفكير فالبعض ينظر إلى الرياضة على أنها ليست شيئاً أساسياً أو من مقومات الحياة بمعنى أنها قد تكون شيئا ترفيهيًا على العكس تماماً فى بعض الدول الأجنبية ففي انجلترا ينظر إلى الفرد الرياضى على أنه قدوة ولابد من الاحتذاء به لذلك عندما كنت متواجداً بانجلترا كان يتم أخذى وعمل زيارات إلى المدارس وكذلك عمل دورات من أجل تحفيز الشباب فهم ينظرون إلى اللاعب أنه وسيلة فعالة لتحفيز الأجيال على ممارسة الرياضة أى كان نوعها وذلك مختلف تماماً عن ما يحدث داخل مصر . * ماذا عن تكريم الدول بالخارج لك ؟ لقد تم تكريمى من قبل بعض الدول من بينها انجلترا والبرتغال وكذلك الدنمارك ومن خلال ذلك التكريم عرضت على بعض الفرص من أجل الاستقرار بالخارج ونقل الخبرة إليهم ومنذ عامين قامت انجلترا بدعوتى من أجل إصدار كتاب من تأليفى حول لعبة الكاراتية كان من المفترض أن يتضمن أقسام الكاراتية كاتا- كوميتية وأهم طرق الدفاع والهجوم فضلاً عن نبذة من حياتى ولكن حدثت بعض الظروف التى أجلت إصدار الكتاب وحالياً أفكر فى إصدار سى دى قد يحتوى على تلك النقاط السابق ذكرها . * هل اختلفت نظرة التكريم فى مصر قبل وبعد الثورة ؟ لا يوجد اختلاف، فالوضع كما هو فلم نحظ إلا باهتمام قليل جداً لدرجة أننا نرجع من الخارج بعد اللعب وتحقيق بطولة ولا نجد أحداً فى استقبالنا على عكس كرة القدم تجد على الأقل فى الاستقبال المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة وكان قبل ثورة 25 يناير تجد الرئيس أو أبناءه فى الاستقبال وغيرهم من كبار مسؤولى الرياضة وعلى العكس فى الدول الأخرى نجد استقبالاً كبيراً. * من هم منافسو تامر عبدالرؤف ؟ على مستوى مصر هانى قشطة وهو معى فى المنتخب أما خارج مصر رافيل اجين أحسن لاعب فى العالم فهو لاعب ذو مكانة كبيرة فعندما بدأت أنا ممارسة الكاراتية بالحزام الأبيض كان هو وقتها بطل أوربا الفرق بينى وبينه عشرة أعوام إلى أن لعبت معه نهائى العالم . * هل كنت تخشى من مواجهته؟ لم أكن أخشى من اللعب أمامه لكن قبل المباراة كان لدى قلق من أن أخسر وأحصل على نتيجة غير جيدة وعلى الرغم من ذلك أثناء مواجهته شعرت أننى لو لعبت أمامه أكثر من مرة سوف أتمكن من التغلب عليه فالقلق يجعل الفرد يشعر بالمسؤولية ومن ثم يدفعه للاجتهاد وتقديم الأفضل . * ماذا عن المساؤى التى يتعرض لها لاعب الكاراتية؟ من الوارد أن يتعرض أى لاعب كاراتية للإصابة سواء بكسر فى الأنف أو ضلع أو ذراع فضلاً عن الجروح التى تحدث بالقدم رغم أن هناك محاولات لتفادى تلك الإصابات من بينها ارتداء الأقنعة الواقية فى القدم والأيدى وبالرغم من ذلك إلا أن لحظة الوقوف على المنصة واللعب باسم الدولة لها طعم اخر . * وهل بذلك لا تشجع الكاراتية كلعبة نسائية ؟ لن أنكر أن منتخب البنات أستطاع أن يحقق أيضاً بطولات وإن كانت قليلة مقارنة بما يحصله الرجال ولكن لعبة الكاراتية لا أفضل أن تمارسها النساء خاصة أن هناك بعض الحركات والأوضاع التى يطلب عملها أثناء اللعب أو التدريب لذلك أنا فى حياتى لن أجعل ابنتى تمارس الكاراتية بعد سن 12 عاماً.