بالتوازي مع أول أيام الانتخابات المصرية، عاشت إسرائيل حالة من الترقب المشوب بالحذر، في ظل مؤشرات أولية بفوز الإسلاميين وفي طليعتهم حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين. وفيما قال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز إن الصمت هو أفضل رد على ما يحدث في مصر، رأى يهودا يعرى المحلل السياسى بالتليفزيون الإسرائيلى أن الإخوان سيفوزون بأي انتخابات تجري في الشرق الأوسط. وذكر أن المشهد السياسى فى مصر يشير إلى فوز جماعة الإخوان المسلمين المتمثلة فى حزب الحرية والعدالة بالانتخابات المصرية، موضحا أنه بعد فوز الإسلاميين بالانتخابات البرلمانية فى تونس والمغرب، سيحققون فوزا آخر في مصر. و أشار يعري إلي أن العهد القادم فى مصر هو عهد الإخوان المسلمين، مؤكدا انه فى حالة إجراء انتخابات فى الأردن والجزائر وسوريا فإن تيار الإخوان ستكون له القوة وسيفوز بتلك الانتخابات، لعدة اعتبارات من أهمها أن الشعوب العربية عقب الربيع العربى أصبحت رافضة للشكل المدنى للدولة وأصبحت تميل للمرجعيات الدينية. وكان الكاتب تسفاي بارئيل، ذكر في بداية أول انتخابات مصرية بعد سقوط الرئيس السابق حسني مبارك انه من الصعب التكهن بمدى المكاسب التي سيحققها الاخوان المسلمون في الانتخابات التشريعية، مشيرا في مقال له بصحيفة "هاأرتس" الى أن الاخوان بكامل قوتهم في انتخابات عام 2005 لم يحققوا سوى 20% من المقاعد أما الأن فان هناك انقسامات وتشرذما في صفوف الجماعة، بالاضافة الى أن عامل الجذب الديني وشعار الاسلام هو الحل لم يعد يستأثر به الجماعة وحدها. وأشار الكاتب الى أن قرار الاخوان المسلمين عدم تقديم مرشح للرئاسة قد أثار انقسامات عميقة داخل الجماعة علاوة على الانقسامات الحادة القائمة أساسا بين شباب الجماعة وحرسها القديم، مؤكدا أن الحكومة القادمة سواء كانت بقيادة الاسلاميين الذين يتزعمهم الاخوان المسلمون أو غيرها من الفصائل والقوى الساسية ستكون في مواجهة خطر داهم يتمثل في ثورة جديدة قوامها الملايين من المصريين من كل الأطياف اذا لم تتعامل بكفاءة وسرعة مع ملف سوء الأحوال الاقتصادية في البلاد.