الكردي: محاولة فاشلة لتحسين صورتهم دشنت قيادات من الدعوة السلفية بمصر والمعروفة إعلامياً بسلفية أسكندرية بإصدار عدد من البيانات والدراسات التي تُبيين موقفها الشرعي من الأحداث الجارية منذ اندلاع ثورة 30 يونية الشعبية وما أعقبها من خطوات في 3 يوليو أطاحت بالرئيس السابق ذو الخلفية الإخوانية محمد مرسي، وذلك بهدف استيعاب غضبة الشباب داخل حزب "النور" والدعوة السلفية، بعد تأيدهم لما حدث. كان حزب "النور" قد شهد في أعقاب تأيده لخارطة المستقبل التي وضعها "الجيش" في 3 يوليو موجة غضب داخلية وصلت إلى حد الانشقاقات، ففي حين أعلن الحزب والدعوة السلفية عدم المشاركة في أي فاعليات قد يشهدها الشارع، خالف أعضاء من الحزب وقيادات من الدعوة القرار وشاركوا في كافة الفاعليات الخاصة بأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، بما فيها اعتصامي أنصار الرئيس المعزول في (رابعة العدوية والنهضة) قبل فضه من قبل قوات الأمن في 14 أغسطس الماضي، وعلى رأسهم النائب الثاني للدعوة السلفية سعيد عبدالعظيم، ما اعتُبر مخالفة لقرارات الحزب الداخلية وأن صاحبه يتحمل وحده مسؤوليته. من جانبه أوضح المتحدث الرسمي "للدعوة السلفية" عبدالمنعم الشحات في دراسة أصدرها الأسبوع الماضي أن المواقف التي اتخذتها الدعوة خلال الأحداث التي وقعت في 30 يونية و 3 يوليو جميعها متوافقه مع صحيح الشرع، إلى جانب وجود الكثير من العلماء المؤيدين لمواقف الدعوة، مثل راغب السرجاني وصلاح الصاوي وعبود الزمر، رغم انتقادهم للدعوة وحزبها "النور". تابع الشحات قائلاً: الواقعية تقتضي التعامل مع الأمر الواقع ومحاولة تقليل الخسائر، فجماعة الإخوان حاولة الاستئثار بالسلطة وإقصاء المخالف لها، إلى جانب عدم الاعتراف بفشل الحكومة، والدفاع عن تلك الأخطاء يخل بمصداقية الإسلاميين، مؤكداً أن تصوير ما حدث في 30 يونية معركة بين معسكري (الإيمان والكفر) خطأ، فالأمر كان بخصوص إصلاحات سياسية، من جانبه، قال عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية المنشق محمد الكردي أن الدعوة السلفية تعمل بعيداً عن أرض الواقع، وأنها فضلت المكوث في معسكر الانقلابيين على حد قوله، حتى تبرر ما يقوم به من جرائم قتل ضد المعارضين لسياساته، موضحاً "للمشهد" أن الدعوة السلفية أصبحت وحيدة بعدما انشق عليها الكثير، وأنها تصدر مثل هذه البيانات لتجميل وجهها كي تحتفظ لما تبقا لها من قواعد، مستبعداً أن يكون لمثل هذه البيانات أي تأثير إيجابي لتحسين صورتهم، مؤكداً أن حزب "النور" سيكون أول من يًطيح به الجيش وقت استقرار الأوضاع له. بينما قال المتخصص في الحركات الإسلامية كمال حبيب أن حزب "النور" يعيش حالياً عزلة من جانب التيارات الإسلامية الآخرى، بسبب موافقته على خارطة المستقبل التي وضعها الجيش في 3 يوليو، مؤكداً "للمشهد" أن لجوء الدعوة السلفية لمثل هذه الدراسات هو محاولة منهم لشرح موقفهم لقواعدهم الشبابية، مشيراً إلى أن الدعوة السلفية تعاملت مع الامور بواقعية أكثر لتجنب المزيد من الخسائر.