منع متظاهرون غاضبون الدكتور محمد البلتاجي -القيادي في حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين- من دخول ميدان التحرير مساء اليوم الاثنين، حيث أوقفوه عند مدخل الميدان من شارع طلعت حرب وقذفوه بالزجاجات والأحذية، عندما كان يحاول تهدئة المتظاهرين المعتصمين في الميدان والشوارع المحيطة به تفاديًا لحدوث المزيد من العنف والخسائر البشرية، مما دفعه لمغادرة المنطقة بأسرها وقد انقسم المتظاهرون إلى فريقين، الأول رحب بالبلتاجي بل وحملوه على الأعناق مرددين هتافات تدعو لتوحيد الصف بين جميع التيارات، في حين عبر الفريق الآخر عن غضب عارم تجاهه وقاموا بقذف الزجاجات والأحذية نحوه كنوع من التعبير عن غضبهم إزاء ما نسبوه إليه من وصفه للكثير من المتظاهرين أمس في إحدى القنوات التليفزيونية بأنهم "ليسوا من الثوار الحقيقيين وإنما هم من البلطجية". واتهم المتظاهرون الغاضبون، البلتاجي بأن وجوده في الميدان لاعتبارات انتخابية ولمحاولة تبرير موقف حزبه وموقف جماعة الإخوان المسلمين غير المشارك في هذه المظاهرات. وأكد البلتاجي في تصريح للمشهد صحة الواقعة موضحا أنه آثر الانسحاب لمنع الاحتكاك الذي حدث بين مؤيدي دخوله الميدان ومعارضيه ، وأوضح أنه كان متوجها الى الميدان تنفيذا لاتفاق القوى السياسية التي اجتمعت اليوم وقررت التوجه الى الميدان لتشكيل حائط بشري بين المتظاهرين وقوات الشرطة في شارع محمد محمود .
وأعلن البلتاجي تفهمه غضب الشباب وحرصه على استمرار التواصل معهم وتوضيح موقفه الشخصي وموقف الإخوان لهم ، مشيرا أنه سيعود إلى الميدان هذه الليلة. وفى أول رد فعل على واقعة طرد البلتاجى من ميدان التحرير ، نفى محمد ممدوح - عضو المكتب التنفيذى لتحالف ثوار مصر- أن يكون أحد من المعتصمين فى الميدان ضد تواجد جماعة الاخوان المسلمين وحزبها بين صفوف المعتصمين. وقال ممدوح إن رموز حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين والدكتور البلتاجى شخصيا كانوا فى طليعة القيادات التى ساهمت مع غيرهم من الاتجاهات السياسية المصرية والثوار المستقلين فى إنجاح ثورة 25 يناير، مرجحا ان تكون واقعة التهجم على الدكتور البلتاجى من تدبير قوى لا ترغب فى وحدة الصف داخل ميدان التحرير. وفيما لم يحدد ممدوح هوية تلك القوى التى يقصدها، أكد عمر الحضرى - القيادى فى اتحاد شباب الثورة - أهمية تجاوب السلطات الحاكمة فى مصر مع مطالب الشباب التى يتم بلورتها حاليا، مؤكدا ان سقف المطالب يتصاعد بمرور الوقت واستمرار اراقة الدماء ووقوع المزيد من الضحايا والمصابين بين صفوف المعتصمين. وأكد الحضرى ان كافة القوى الثورية وشباب الثوار المستقلين سوف يستمرون فى تنظيم هذا الاعتصام المفتوح فى ميدان التحرير لحين الاستجابة لمطالبها، مهما كلفهم ذلك من تضحيات.