من على الحق، ومن على الباطل؟! الناس في حيرة.. المصري يقاتل المصري.. من ينتصر؟! ومن يخسر؟! الجواب: الجميع يخسرون.. ويربح أعداء مصر، وأعداء الدين.. ماذا إذن لو استمعنا لصوت العقل.. واستطلعنا آراء علماء الدين والخبراء ؟! لاشك أننا حينها سنلحظ الفرق بين صوت الحكمة والضمير، وبين نفير الشيطان، وتحريض المضللين. هذا ما فعلته "المشهد" في التحقيق التالي.. الدكتور عبدالغفار هلال - عميد كلية اللغة العربية الاسبق - قال: لابد أن نكون إخوة لنعلو بالوطن، لا نريد أن يكره أحد أخاه، يجب أن يتعاملوا معنا ونتعامل معهم، ولكن ليس بغضب أو انفعال أو أى شئ من الكراهية.. ليس هناك خطأ في التظاهر وإبداء الآراء، لكن الخطأ في تعصب كل فريق لرأيه. الدكتور سامح حبيب – أستاذ الطب النفسى وخبير التنمية البشرية – يرى أن خلط الدين بالسياسة – من الأساس – خطأ.. وقاد أتباع التيار الإسلامي للكذب على رسول الله "صلى الله عليه وسلم" للتأثير في مشاعر الأتباع، والقول بأن أحدهم رأى النبي يقدم د. محمد مرسي للصلاة به وبالمسلمين "المعتصمين".. فما هو الوضع الآن بعد عزل مرسي؟! هل الرؤيا كاذبة أم راويها هو الكاذب؟! الخطأ الحقيقي يكمن في الفكر المتعامل مع الدين. الداعية الإسلامي الشيخ محمد أحمد قطب – رئيس مجلس إدارة الجمعية الشرعية بالسيدة زينب – يقول: "ربنا جاب لمصر النصر، وانكشفت الغمة عن الأمة.. كلهم ولادنا، هما أخطأوا وسوف يحاسبون.. الكلمة الفصل بيننا وبينهم لله.. أنا خايف عليهم كلهم، الثورة بينت الوجه الحقيقي الجميل لمصر". ويفتح قلبه قائلا: "أنا محرج أقول أنا كرهت الملتحين.. معنى ملتحى والمنتقبات.. وكل المنابر اللى بتتكلم وبتقلب الأمة، أنا شخصيا لعنت اليوم اللى انا اتولدت فيه.. دورى ودور كل شيخ أن ندعوا لأولادنا أولاد مصر أن يسلموا وتسلم مصر.. سيدنا محمد دخل مكة، وقال اذهبوا فأنتم الطلقاء، إسلامنا إسلام محمد.. جميع البلاد الإسلامية سودوا الدنيا فى وجوهنا.. أنا كنت ماشى فى شارع القصر العينى حسيت انى في دنيا تانية.. أنا كرهت الدنيا.. احنا بعيد عن الإسلام". الدكتور شحاتة الشيخ - أستاذ الفلسفة الإسلامية – لم يفكر كثيرا في سؤالنا حول خطأ وخطر التعصب من أجل الرأي، والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد، وانطلق يعبر عن رأيه بمنتهى الحماس، مؤكدا أنه يؤيد أنصار الرئيس المعزول في تصرفاتهم، قائلا: "اللى حصل يخالف الدستور والشرعية، ويمثل دعوة كبيرة جدا للفوضى.. لو افترضنا أن محمد مرسى أخطأ، فالأمر لا يحتاج إلى انقلاب عسكرى على الشرعية.. وأخشى أن نتحول قريبا إلى ما يشبه الصومال.. الشعب كاد يتعود على الديمقراطية، ولهذا كنت أتمنى أن يتم إجراء استفتاء بدلا من الانقلاب". ويضيف: كلا الفريقين يدعون أنهم أغلبية وهذه ليست سياسة.. "مش شايف إن هناك أخطاء.. شايف ناس معتصمة من أجل الشرعية واللى فى رابعة مش إسلاميين بس.. ولكن معاهم ناس عادية.. وفى رأيي أن هذا الأمر لا يستدعى العنف فى التيار الاسلامى لايجوز ان نأخذ حق الغير ونخالف الدستور".