«التعليم» تلوح ب «كارت» العقوبات لردع المخالفين    «المصريين الأحرار»: مشروع «مستقبل مصر» أمن قومي وتصحيح لأخطاء الماضي    بدء التشغيل التجريبي للتقاضى الإلكتروني بمحاكم مجلس الدولة .. قريبا    أمريكا تدافع عن إسرائيل بمزاعم جديدة: لم تحظر المساعدات أو تمنع دخولها    الزمالك يكشف حقيقة العرض السعودي ل«شيكابالا» للعب في دوري روشن    نائب محافظ الإسماعيلية يشارك المواطنين فرحتهم بكرنفال الربيع (صور)    طارق فهمي: فزع في إسرائيل بعد اعتزام مصر الانضمام لدعوى جنوب أفريقيا    بوتين يعقد أول اجتماع لمجلس الأمن الروسي بعد التغييرات في قيادته    أفغانستان: استمرار البحث عن مفقودين في أعقاب الفيضانات المدمرة    بنك التعمير والإسكان يرعى الملتقى التوظيفي ال15 بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة «MSA»    ساوثجيت عن تدريب يونايتد: شيء واحد فقط يهمني    إيسترن كومباني بطلًا لكأس مصر للشطرنج    منسق مؤتمر اتحاد القبائل العربية: كل الدعم لأهالي غزة في مواجهة الاحتلال    القبض على «سائق أوبر» المتهم بالتحرش بفتاة في التجمع الخامس    السيسي يؤمن مستقبل مصر .. الصحراء تتحول للأخضر    أشرف زكي: «اللي عايز يعرف تاريخ مصر يتفرج على أفلام عادل إمام»    رشا الجزار: "استخدمنا قوة مصر الناعمة لدعم أشقائنا الفلسطنيين"    ما الفرق بين الحج والعمرة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يدعو آل البيت لمن يزورهم؟.. الإفتاء تُجيب    مدرب توتنهام: لا أستمتع ببؤس الآخرين.. وأثق في رغبة المشجعين بالفوز على مانشستر سيتي    سينتقل إلى الدوري الأمريكي.. جيرو يعلن رحيله عن ميلان رسمياً    وزارة الهجرة تستعرض جهود دعم ورعاية شباب المصريين بالخارج    وزير التعليم يحضر مناقشة رسالة دكتوراه لمدير مدرسة في جنوب سيناء لتعميم المدارس التكنولوجية    كروس يتخذ قراره النهائي حول مصيره مع ريال مدريد    سيارات بايك الصينية تعود إلى مصر عبر بوابة وكيل جديد    وزير الصحة يبحث مع نظيره اليوناني فرص التعاون في تطوير وإنشاء مرافق السياحة العلاجية    الغموض يحيط بموقف رياض محرز من الانضمام للمنتخب الجزائري    سفير واشنطن لدى إسرائيل ينفي تغير العلاقة بين الجانبين    المصيلحي: مصر قدمت 80 ٪ من إجمالي الدعم المقدم لقطاع غزة    برلماني: السياسات المالية والضريبية تُسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية    المفتي للحجاج: ادعو لمصر وأولياء أمر البلاد ليعم الخير    مدير التأمين الصحي بالشرقية يعقد اجتماعا لمكافحة العدوى    «التعليم» تنبه على الطلاب المصريين في الخارج بسرعة تحميل ملفات التقييم    إطلاق مشروع تطوير "عواصم المحافظات" لتوفير وحدات سكنية حضرية بالتقسيط ودون فوائد    افتتاح أول فرع دائم لإصدارات الأزهر العلمية بمقر الجامع الأزهر    تنطلق السبت المقبل.. قصر ثقافة قنا يشهد 16 عرضا مسرحيا لمحافظات الصعيد    وزير الرى: احتياجات مصر المائية تبلغ 114 مليار متر مكعب سنويا    ما هو موعد عيد الاضحى 2024 في الجزائر؟    محافظ سوهاج ورئيس هيئة النيابة الإدارية يوقعان بروتوكول تعاون    مناظرة بين إسلام بحيري وعبد الله رشدي يديرها عمرو أديب.. قريبا    ما حكم عدم الوفاء بالنذر؟.. الإفتاء توضح    رئيس جامعة قناة السويس يتفقد كلية طب الأسنان (صور)    الرعاية الصحية: لدينا 13 ألف كادر تمريضي بمحافظات التأمين الصحي الشامل    معهد الاقتصاد الزراعي ينظم ورشة للتعريف بمفهوم "الزراعة بدون تربة"    بدءا من 10 يونيو.. السكة الحديد تشغل قطارات إضافية استعدادا لعيد الأضحى    خلال 12 يوم عرض بالسينمات.. فيلم السرب يتجاوز ال24 مليون جنيه    توقعات برج العقرب من يوم 13 إلى 18 مايو 2024: أرباح مالية غير متوقعة    الرئيس السيسي: الدولار كان وما زال تحديا.. وتجاوز المشكلة عبر زيادة الإنتاج    تحرير 92 مخالفة متنوعة خلال حملات رقابية على المخابز البلدية والأسواق    شعبة الأدوية توجه نداء عاجلا لمجلس الوزراء: نقص غير مسبوق في الأدوية وزيادة المهربة    محافظ القليوبية يستقبل رئيس جامعة بنها (تفاصيل)    هل يحق للمطلقة أكثر من مرة الحصول على معاش والدها؟.. «التأمينات» توضح الشروط    وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمشروع سد «جوليوس نيريري» الكهرومائية بتنزانيا    هيئة التنمية الصناعية تستعرض مع وفد البنك الدولى موقف تطور الأعمال بالمناطق الصناعية بقنا وسوهاج    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية في ديرمواس ضمن «حياة كريمة»    تعرف على الحالة المرورية بالقاهرة والجيزة    الأقصر تتسلم شارة وعلم عاصمة الثقافة الرياضية العربية للعام 2024    "أوتشا": مقتل 27 مدنيًا وإصابة 130 في إقليم دارفور بغربي السودان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللجان الشعبية نذير حرب أهلية مقبلة
نشر في المشهد يوم 17 - 10 - 2011

لا يغيب عن الجميع أن أهم عنصر فى إجراء انتخابات برلمانية نزيهة وشفافة هو توفير الأمن فى مناخ مستقر، فتحقيق النزاهة وعدم تزوير صناديق الانتخابات يستلزم قاضيًا عادلاً، ولكى يقوم القاضى بمهامه على أكمل وجه لابد من توفير عنصر حماية شرطية تقيه شر البلطجة، ومن دون تلك الحماية فتحقيق انتخابات نزيهة صعب، وفى الانفلات الأمنى غير المسبوق الذى تعيش فيه البلاد والذى أوشك أن نعتاده وصار جزءًا من حياتنا اليومية، قرر المجلس العسكرى إجراء الانتخابات قبل إقرار الأمن، ووافقت قوى جاهزة وطامعة فى السلطة على هذا الوضع دونما سؤال عن كيفية تحقيق الأمن؟ ولم تطالب باستكمال مطالب الثورة قبل إجراء الانتخابات، المهم مقاعد البرلمان ولو فوق تلال من جثث الشهداء.
وإدراكًا لهذه المشكلة المعضلة أعلن السيد وزير التنمية الإدارية تشكيل لجان شعبية من شباب الثورة لمساعدة قوات الأمن فى حماية الانتخابات، وافترض فيهم الحيادية، كيف والانتخابات صراع وتنافس وانحياز؟ وقرر منح مكافأة مالية لهؤلاء الشباب، ونحن ندرك خطورة تلك الخطوة، نحذر من استخدامها، فما فشلت فيه الدولة يصعب أن يقيمه أفراد، ولو كانت عقيدة السلطة أنه بالإمكان إحلال اللجان الشعبية محل الشرطة وإقرار الأمن، فعلى الدولة أن تقر بهذا وتحل جهاز الشرطة ويقوم هؤلاء الشباب بتشكيل جهاز الأمن الواقى للدولة.
ومما هو لافت للنظر أن المجلس العسكرى ومجلس وزرائه لم يحققا شيئًا من مطالب الثورة للشباب، وأراداهم عبيدًا يقومون بعبء التغيير لصالح مجموعة مختبئة خلف زى عسكرى، ثم أراداهم خفرًا وحرسًا لحماية انتخابات البهوات والباشوات البرلمانية، والشباب خارج المعادلة السياسية، هذا تفكير سلطوى جهنمى له مغزى وهو التخلص من الشباب الثورى من خلال الوقيعة بينه وبين الشعب ومواجهته مع بلطجية المرشحين، بلطجية عجزت أجهزة الدولة من شرطة وقوات مسلحة عن مطاردتهم وإيقاف نشاطهم والقبض عليهم، فكيف يمكن أن تقوم لجان شعبية سلمية بأداء هذا الدور لإيقاف البلطجية؟ إنها طريقة للتخلص من الشباب الثورى لينتهى الصراع بين القوى الثورية والقوى الرجعية الحاكمة والساعية للانتخابات البرلمانية دونما ضمانات أمنية، ومن الطبيعى لن تسمح السلطة الحاكمة بتسليح اللجان الشعبية لمواجهة البلطجية بينما يُسلح ضباط الشرطة وعساكرها وعساكر الجيش للدفاع عن أنفسهم، الدولة بحاجة إلى عبيد يقومون بالمهمات الانتحارية والمسؤولون يتفرجون ويحملون المصائب للجان الشعبية، يا سادة هذا عبث بمستقبل الوطن ولعب بالنار، وضع لجان شعبية غير مسلحة يسهل قضاء البلطجية عليهم، ونحن لا نطالب بتسليحهم بل نطالب بالرحمة فى التعامل مع شباب الوطن وعدم دفعه إلى الهاوية، وهذا ما يريده المجلس العسكرى لتكون لديه الحجة على تبعثر الدولة ويقوم بإحكام السيطرة على الدولة، كل من يشارك فى انتخابات غير مضمونة التأمين هو مشارك فى حرق الوطن وقيام حرب قبلية، من يقتنع باللجان الشعبية عليه بأن يضمها إلى وزارة الداخلية ويعينها فيها حتى يصبح لهم حق التأمين الصحى والمواجهة وحق الدفاع عن النفس بشرط أن يُقال كل المدعوين رجال الداخلية، وتوفير رواتب للجان الشعبية ما دمنا نعترف بأهمية دور اللجان الشعبية فما المشكلة فى تحويل دور اللجان من هواة إلى محترفين فى جهاز وظيفته أمن الوطن؟
ما زلتُ أحذر من استغلال حب الوطن عند الشباب واستعدادهم للتضحية من أجله فى تحقيق مصالح شخصية، إنهم يضحون من أجل وطن عشقوه وحماية ثورة صنعوها بدمائهم، وليس من أجل الحفاظ على جهاز الشرطة المتراخى بأمر المجلس العسكرى، ولا منح المجلس العسكرى شرعية أبدية.
شباب ثار واختطفت ثورته بالقوة والتواطؤ، ولم يتحقق له شيء مما ثار من أجله، ويضحكون عليه باسم الوطنية لحماية انتخابات السادة الذين لم يدفعوا ثمن الوطن من دمائهم، يا شباب مصر دفعتم الثمن ولا تسمحوا لأحد أن يضحك عليكم، ورأيتم كيف تم القبض عليكم وحوكمتم عسكريًا، بينما اللصوص والبلطجية فى ملاعبهم يمرحون، أرجو التريث وكفانا ضحكًا على الشباب ودفعهم إلى محرقة معدودة إعدادًا جيدًا بالاتفاق مع المجلس العسكرى وكل من يدخل الانتخابات، أين حقوق الشباب الذى ثار؟ أم أنه ثار من أجل تقنين أوضاع الفاسدين بشرعية الثورة وإعادتهم إلى أماكنهم بطريقة شرعية؟ وتمكين قوى عجزت عن الدفاع عن نفسها أيام البطش وها هى تستغل الظرف لتحقق مقاعد على أشلاء الشهداء؟.. والله العظيم عيب وألف عيب على من يقودون البلاد ومن يستغلون الظرف لإجراء انتخابات على دماء الشباب، أحذّر من بحر الدماء المقبل، وما تعجز عنه مؤسسة احترافية لا يمكن ينجح فيه شباب عُزل، وإلا كان المقصود التخلص من هؤلاء الشباب والوقيعة بين اللجان الشعبية وقوى أخرى وتصير فتنة وحربًا أهلية.
وفى النهاية هناك فرق بين حماية ثورة وتأمينها وحماية انتخابات أنتم مبعدون عنها، وأين القوى الحزبية المحترمة التى أفردت لكم مقاعد على قوائمها؟ وكم مقعدًا وفى أى ترتيب؟ ساعتها تتأكدون أن الجميع يضحك عليكم، قاتلهم الله، وعلينا أن ندافع عن الثورة حتى النصر، وهذه الانتخابات هى أضغاث أحلام وسراب للظمآن بمقاعد برلمانية وسلطة كاذبة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.