البلطجة لم تكن ظاهرة معتادة فى الأقصر. الانفلات الأمنى بعد الثورة قد يحول هذه المدينة الهادئة إلى بؤرة ساخنة فى أثناء فترة الانتخابات. انتخابات 2010 لم تخل من أعمال شغب من أنصار المرشح رضوان أبو قرين ابن مدينة الزينية، ولكنها كانت المرة الأولى التى يقوم فيها ما يزيد على «30 شخصا من أنصاره، بأحداث شغب، وأحرقوا سيارتين واتلفوا ثلاثا أخرى من سيارات الأهالى، التى كانت موجودة فى شارع المدينةالمنورة، القريب من لجنة الفرز، ومن مديرية أمن الأقصر، وهى منطقة حيوية ومأهولة بالسكان. أنصار أبو قرين قاموا بقذف قوات الشرطة بالطوب والحجارة، فتم إلقاء القبض عليهم، وبعدها أخلت النيابة سبيلهم. أحداث الشغب تلك حدثت بعد أن خرجت تسريبات من لجان الفرز بخسارة مرشحهم المستقل، ودخول مرشحى الوطنى «المنحل» على مقعد العمال عبد النبى الرشيدى، وبهاء الدين أبو الحمد، مرحلة الإعادة. أما أبو قرين نفسه، فكانت لعائلته علاقة ثأر مع عائلة «المحاريك»، ويرجع تاريخ هذه الخصومة إلى نحو 30 عاما، فقد فيها أبو قرين ابنه منذ ثلاث سنوات، ويتوقع عديد من شباب الأقصر أن تعود الخلافات مجددا، نظرا لوساطة أبو قرين بين الحمبولى «خط الصعيد» والشرطة الدائمة، وسط تكهنات باستخدام هذه العلاقة فى الانتخابات، حيث كان آخر هذه الوساطات حين اختطف ياسر الحمبولى بالونا طائرا ينتمى إلى إحدى شركات السياحة وطلبه فدية. التاريخ السياسى فى الأقصر لم ينس مقتل مرشحة حزب العمل نعمات محمد حسن فى أواخر الثمانينيات، على يد أحد أنصار منافسها الذى فاز فى الانتخابات البرلمانية وقتها. أما الخلافات الأخيرة «المسلحة»، التى شهدها البر الغربى للأقصر بين عائلات «قامولا» و«أسمنت»، والتى توسط فيها فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وشقيقه الأكبر الشيخ محمد الطيب، فتوقع أحد شباب اتحاد شباب الأقصر، والذى ينتمى إلى قرية «قامولا» أن تتكرر تلك الخلافات، لأن قريتهم منها مرشح للشعب، وتوقع أن تزداد المعركة سخونة وقد تتطور لاستخدام أنابيب، أو وسائل عنف أخرى. فى «إسنا»، المدينة ذات أكبر كتلة تصويتية فى المحافظة، فمن الممكن وبعد هذا الانفلات الأمنى أن يظهر بلطجية فى لجانها، لأن بها عائلات كثيرة، ومن العائلة الواحدة أكثر من مرشح، مما قد يثير الحفيظة القبلية عند تلك العائلات. محافظ الأقصر، الدكتور عزت سعد، توقع أن انتخابات الشعب القادمة ستكون محط أنظار العالم لقياس الديمقراطية التى وصلت إليها مصر، وذلك خلال آخر اجتماع عقده مع أمانات الأحزاب الفرعية فى الأقصر والذى يعقده بشكل دورى. كما عقد اجتماع منذ شهر تقريبا مع قيادات القوات المسلحة والشرطة، ورؤساء المدن والإدارات المختلفة، وذلك بهدف مناقشة تأمين لجان انتخابات مجلسى الشعب والشورى، والتنسيق بين الهيئات القضائية المشرفة على الانتخابات، ورجال الشرطة فى هذا الشأن. مشيرا إلى أنه لا بد من توفير جميع احتياجات القضاة القائمين على العملية الانتخابية، بما فى ذلك توفير مكان الإقامة والمواصلات، كما ستقوم لجنة مكونة من القوات المسلحة، والشرطة، والقضاء بالمرور على اللجان الانتخابية لتقييمها. كما أكد محافظ الأقصر فرض الاستقرار والأمن خارج اللجان الانتخابية، وضبط أى شخص أو جماعة تسول لها نفسها تعكير صفو العملية الانتخابية أو ارتكاب أعمال عنف وبلطجة وتوفير الحماية للمواطنين لتمكينهم من الإدلاء بأصواتهم فى أول انتخابات ديمقراطية حرة تشهدها مصر بعد ثورة يناير.