قال السفير محمد محمد الربيع الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، إن اقتصاديات الدول العربية، تعاني من مشكلات عديدة وعميقة الجذور سواء كانت هذه الدول وفيرة الموارد المالية أم ضئيلة الموارد، الأمر الذي تبدو معه أوضاع الاقتصاد العربي بأنه "هش"، ومجزأ، وتابع، فالهيكل الانتاجي لا يوفر قاعدة صناعية للنمو الذاتي، أو سلعاً كافية لتلبية الإحتياجات ولا يوفر انتاجًا زراعيًا يؤمن الكفاية من الغذاء. وتابع الربيع إن أمتنا العربية تمر بمرحلة دقيقة جداً وتعيش أحداثاً ضخمة لم يكن لها مثيل في التاريخ، وإن هذه الأحداث التى تعد زلزالاً بشرياً لا شك أنها ستقود إلى ميلاد نهضة عربية جددة تقوم على أكتاف الجيل الجديد من شباب هذه الأمة الذي يشكل أملها ومستقبلها. جاء ذلك خلال مؤتمر دور الاعلام الاقتصادي في التنمية الذي عقده مجلس الوحدة الاقتصادية العربية بحضور كل من "صلاح عبد المقصود، وزير الإعلام، وعمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، والدكتور محمد صبيح، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، ممثلاً عن الدكتور نبيل العربي الأمين العام. خصوصاً وأن العمل العربي المشترك ومنذ استقلال دول الوطن العربي، لم يعط دوراً لشبابها ولم يغتنم جهودهم للتنمية في كل مسارات النهضة العربية الجديدة التي يقودها، جيل الشباب بطاقاته الخلاقة لا بالفوضى الخلاقة. والتي تبرز قضية محورية، ما هو مستقبل مشروع التكامل الاقتصادي العربي، وكيف يمكن لدول الربيع العربي التغلب على آثار ونتائج ما أحدثته من خسائر إقتصادية، خصوصاً وأن العالم اليوم يمر بمرحلة تحول تاريخية هامة تتنافس فيها الدول وتتشكل في مجموعات، يُرسم فيها إطار عالم المستقبل ليكون لكل منها الدور الذي يضمن لها أكبر قدر من الرفاه الاقتصادي والإجتماعي. وأضاف الربيع أن المرحلة التي تمر بها أمتنا العربية تحتاج إلى الأخذ بالسياسات القائمة على البحث العلمي، إذ لم تعد السياسات المبنية على ردود الفعل مناسبة أو ذات فاعلية، والبحث العلمي الذي نقصده هو الذي يشمل مختلف النواحي الاقتصادية والإجتماعية، ومن بحوث في الصناعة والزراعة والمرافق إلى بحوث في التعليم والصحة والثقافة والاعلام الذي تتعدد وسائله من مكتوبة إلى "مسموعة ومرئية وإلكترونية وشبكات للتواصل الإجتماعي، وأساسها جميعا هو الكلمة، والصورة، والخبر، والمعلومة". كما أن الإعلام الإقتصادي يعد وسيلة هامة لجذب الاستثمارات ورؤوس الأموال اللازمة لتمويل الأموال للمشروعات الإقتصادية، والترويج للفرص الإستثمارية، والمنتجات والخدمات، والمشروعات السياحية، ودعم خطط التنمية ، وتعبئة وحشد طاقات المجتمع، وهو يهدف إلى نشر الثقافة الإقتصادية المتعمقة المستندة إلى الحقائق، والمعرفة المستمدة من المعلومات السليمة. وكشف الربيع أن واقع الحال يشهد بأن كثيرا من السياسات والأعمال الجيدة فشلت لسوء عملية الدعاية والترويج لها، فكم من القضايا لم يتم التعريف بجوانبها بشكل جيد فأسيْ فهم مقاصدها، وكم من السلع والخدمات فشل تسويقها لسوء أساليب الدعاية لها والتعريف بها. ولفت إلى أن الإعلامي المزود بخلفية معرفية إقتصادية هو الأقدر على التعامل مع الخبر والحدث الإقتصادي، وإذا ما توافرت لديه الخلفية المتعمقة والسليمة كانت قدرته أكبر على فهم المعلومة الإقتصادية ونقلها، وأصبح دوره أكثر فعالية، وهذا ما يجعل هناك حاجة إلى تدريب وتأهيل الكوادرالإعلامية في المجال الاقتصادي، لتيمكينهم من صياغة التحليلات الموضوعية للأخبار الإقتصادية، ونقل صورة واقعية عن ما يحدث في الواقع. وأكد أن الإعلاميون يواجهون بشكل عام بعض المشاكل والعوائق التي تصعب من مهامهم لعل أهمها: حجب المعلومات من قبل الجهات الحكومية والرقابية أو عدم دقتها، الأمر الذي لا يمكن الإعلامي من تقييم المعلومات المتعلقة بجوانب القوة والضعف في الاقتصاد الوطني والعربي ومتابعة وتقييم المشروعات. وقال إن المؤتمر يأتي استجابة للحاجة الملحة لتفعيل دور الإعلام الاقتصادي في دعم النمو الاقتصادي والاستثماري في العالم العربي، وبحث أساليب بلورة خطاب إعلامى اقتصادي يساهم في دعم جهود التكامل الإقتصادي العربي ورصد تأثير المناخ السياسي على اقتصادات الدول العربية ودعم قدراتها التنافسية بأمانة وشفافية.