يستعد منتجو الكبريت ممثلين فى شعبة الكيماويات المتنوعة بغرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات خلال الشهر الجارى، للتقدم لجهاز مكافحة الإغراق بوزارة الصناعة والتجارة الخارجية بدعوى إغراق ضد الشركات المصدرة لثقاب الكبريت فى الهند وباكستان، لتسببها فى إغراق السوق المحلية المصرية بمنتجاتها من ثقاب الكبريت، الأمر الذى أدى إلى استحواذها على السوق على حساب المنتج المحلى، وهو ما ألحق الضرر بالصناعة الوطنية للكبريت وتسبب فى خسائر كبيرة للصناع. وأكد شريف الزيات - رئيس الشعبة - خلال الاجتماع الطارئ الذى عقدته الشعبة مساء أمس – الأربعاء – أن الشكوى مقدمة من أكبر 6 شركات لصناعة ثقاب الكبريت بالسوق المحلية يمثل حجم إنتاجها النصيب الأكبر من إجمالى الإنتاج المحلى من ثقاب الكبريت، وهى شركة "صولو إيجيبت للكبريت" و"المصرية" و"المصرية الحديثة" و"الأهلية" و"الدولية" و"المتحدة للكبريت". وقال إن الشعبة تعتزم التحرك على عدة محاور لمواجهة المشكلة، المحور الأول تعديل المواصفة القياسية لجودة ثقاب الكبريت لتوفيقها مع المواصفة الأوروبية بهدف رفع مستويات الجودة الإنتاجية للمنتج المطروح بالأسواق، وهو ما سيؤدى إلى منع دخول واردات الكبريت من غالبية دول شرق آسيا لتدنى مستويات الجودة لمنتجاتها من الكبريت. وأضاف أن المحور الثانى المطالبة بإلغاء إجراء الفحص الظاهرى للمنتجات المستوردة، الذى جرت العادة على استخدامه فى فحص واردات ثقاب الكبريت وفقًا لقرار وزارى صدر خلال السنوات الماضية يمنح الحق لأى مستورد أن يتقدم بطلب بقصر الفحص على وارداته على الفحص الظاهرى فقط إذا كانت الرسائل الواردة معتمدة بأى شهادات جودة دولية، موضحًا أن هذا الإجراء يعد أحد أهم الأسباب وراء إغراق السوق المحلية بالبضائع المستوردة الرديئة والمتدنية الجودة. وقال إن المحور الثالث لمواجهة المشكلة هو تعديل السعر الحكمى على الكبريت الوارد من باكستان والهند، موضحًا أن السعر الحكمى عبارة عن نظام يستخدم بالجمارك يستهدف تحديد سقف سعرى للسلع المستوردة بحيث لا تقل أسعارها عنه لدخول السوق المحلية، وذلك كأحد أدوات حماية الصناعة الوطنية. وأشار إلى أن السعرالحكمى المتعامل به مع الكبريت المستورد غير صحيح ولابد من تعديله، وذلك لأنه يقل عن السعر الحقيقى للمنتج فى بلده الهند وباكستان، حيث يقدر السعر الحكمى له ب6.75 دولار للكرتون، فى حين يبلغ سعره فى بلده 11 دولارًا للكرتونة، وذلك وفقًا لما أثبته الملحق التجارى المصرى بالهند، وهو ما يمثل أحد أهم الأدلة على وقوع الإغراق من جانب الدولتين. من جانبه، أكد مدحت بكتاش - رئيس شركة "صولو إيجيبت لصناعة ثقاب الكبريت" وعضو الشعبة - أن إغراق الكبريت المستورد من كل من الهند وباكستان للسوق المحلية أدى إلى تراجع مبيعات مصانع الكبريت المحلية إلى أكثر من 40% وذلك على الرغم من انخفاض سعره مقارنة بسعر المنتج المحلى بنسبة تصل إلى 50%، موضحًا أن حجم السوق المحلية يقدر بمليون ونصف المليون كرتونة كبريت سنويًا بما تقدر قيمته ب150 مليون جنيه يستحوذ المستورد على 50% منه. وأشار إلى أن إغراق السوق بالكبريت المستورد يهدد بضياع استثمارات الصناعة الوطنية فى إنتاج الكبريت، والتى تقدر بنحو 100 مليون جنيه.