أزمة حقيقية تواجه المصانع المحلية لمنتجي الكبريت والتي يبلغ حجم استثماراتها أكثر من مليار جنيه بسبب إغراق السوق المصرية بواردات كثيفة من اثقاب الكبريت الباكستاني والهندي واستحواذهما علي السوق علي حساب المنتج المحلي مما اضر الشركات الوطنية وأحدث خسائر فادحة. وكشف الصناع أن الكبريت الذي يتم استيراده غير مطابق للمواصفات القياسية ويفتقد إلي الجودة حيث تم تصنيعه من أسوأ الخامات الرخيصة مما انعكس بالتالي علي السعر النهائي للمنتج والذي بطبيعة الحال سيكون أقل من أسعار المنتج المحلي موضحين أن باكستان استحوذت علي 80% من حجم الواردات والتي بلغ 8 ملايين دولار. وطالب الصناع بضرورة تعديل المواصفات القياسية لتتوافق مع المواصفات الأوروبية بالإضافة إلي إلغاء إجراء الفحص الظاهري للمنتجات غير الصالحة نتيجة هذا الإجراء. أوضح المهندس حمدي بكتاش نائب رئيس شعبة الكيماويات المتنوعة بغرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات أن هناك تحديات تواجه صناعة الكبريت في مصر والتي من أهمها إغراق السوق المصرية بواردات من باكستان والهند بأرخص الاثمان وسحب البساط من المنتج المصري مما اضر الشركات المحلية وجعلها تعمل ب50% من طاقتها الإنتاجية مدللا علي ذلك بانخفاض حجم الإنتاج ما بين عام 2008 و2011 من مليون ونصف المليون كرتونه سنويا إلي 800 ألف كرتونة مشيرا إلي أن الشركات العاملة في مصر بهذا المجال 6 شركات وهي «صولو ايجيبت المصرية المصرية الحديثة الأهلية الدولية المتحدة للكبريت» ويبلغ عدد العمالة في هذه الصناعة ثلاثة آلاف عامل وتصل الاستثمارات إلي أكثر من مليار جنيه. ويشير بكتاش إلي السياسات الخاطئة التي كانت تنتهجها الحكومة السابقة والخاصة بنظام الخصخصة حيث إنها قامت بإيقاف شركة النيل للكبريت عن العمل للتمهيد لبيعها بالرغم من أنها كانت تنتج 700 ألف كرتونة أي ما يوازي 50% من حجم إنتاج الشركات المحلية .