باتت مشكلة حضور الجماهير مباريات كرة القدم مشكلة كبيرة تأرق جميع المسئولين علي النطاق الحكومي أو حتي علي مستوي الأندية، فبعد فترة غياب طويلة للجماهير عن المدرجات إمتدت لاكثر من عام،عقب أحداث مجزرة ستاد بورسعيد،قررت الجهات الأمنية أن تعود الجماهير علي المدرجات مرة اخري لكن في المشاركات الخارجية لانديتها فقط، وليس في بطولة الدوري العام،خاصة وأن جماهير الأندية الكبيرة الأهلي والزمالك متمثلة في رابطتي "الأولتراس أهلاوي" و"الوايت نايتس"،عكفوا علي القيام بأعمال لا تتماشي مع إصرار قيادات الأندية ووزارة الرياضة في عودتهم إلي المدرجات مرة أخري، بجانب إهمالهم تردي الأوضاع الأمنيه التي تمر بها البلاد في الوقت الحالي. المرة الأولي كانت في إستاد برج العرب خلال لقاء الزمالك مع فيتا كلوب الكونغولي ببطولة دوري أبطال أفريقيا،حيث قامت جماهير الزمالك بتحطيم كراسي المدرجات وغُرم الزمالك بمليون ونصف قيمة التلفيات التي أحدثتها الجماهير. وتكرر نفس المشهد وبصورة أكبر في استاد الدفاع الجوي خلال مباراة الاسماعيلي واتحاد العاصمة الجزائري في البطولة العربية للأندية،قامت الجماهير بالنزول إلي أرض الملعب في محاولة للاعتداء علي حكم المباراة والفريق الضيف بسبب خروج الدراويش من البطولة، وعندما تصدي لها الأمن بقوة خرجت إلي الشوارع لتعتدي علي السيارات والمواطنين. أما المشهد الثالث فكان علي ملعب ستاد برج العرب خلال مباراة الأهلي مع توسكر الكيني، بعد أن رفضت جماهير الاهلي الخضوع لقرارات الجهات الامنية التي حددت ثلاثة آلاف متفرج لحضور المباراة،وتعدت الاعداد التي حضرت المباراة ال 7 آلاف،ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بإشعال الشماريخ التي حولت الملعب من النيران وسحابة كثيفة من الدخان غطت سماء الإستاد بالكامل،وتطور الأمر إلي اشتباك بين جماهير الاولتراس والعرب سكان المنطقة المحيطة بالاستاد اعتراضا منهم علي تطاول الاولتراس ضد المجلس العسكري وانتهي بوقوع إصابات وكادت الامور تصل إلي ما هو أكثر لولا ستر الله وحكمة رجال الأمن. الشيخ طه : عودة الجماهير لا ينذر بالخير من جانبه أكد الشيخ طه اسماعيل نجم الاهلي السابق،علي أن ما تفعله الجماهير لا ينذر بالخير،مشيرا الي ان ذلك لم يكن المأمول من عودتها إلي المدرجات مرة اخري،مضيفاً أن الجميع كان ينتظر بلهفة عودة الجماهير من أجل إستعادة المتعة والتشويق والإثارة التي كانت تخلقها المدرجات،وتنتقل بعد ذلك الي اللاعبين داخل الملعب وتنعكس بعد ذلك علي المتابعين من خلال وسائل الاعلام المختلفة،وتمني ألا يصدر الاتحاد الافريقي أو الدول آي عقوبات علي الاندية،كاشفاً عن القرار الاقرب هو حرمان هذه الاندية من خوض مبارياتها علي ملاعبها،والبديل أن تكون بدون جمهور. شطه : وجود الجماهير أصبح عبئا ثقيلا علي الأندية وإتفق ايضا مع هذا الرأي عبد المنعم شطة، المدير الفنى للاتحاد الإفريقي " كاف "،الذي أكد أن الكاف يدرس حاليا إقامة مباريات الاندية المصرية بدون جماهير،وحرمانها من حضور المشاركات الافريقية في حالة تكرار مثل هذه الامور مرة اخري،مضيفاً أن وجود الجماهير أصبح عبئا ثقيلا علي الأندية التي ستدفع فاتورتها غاليا عاجلا أم أجلا علي المستوي القاري،مطالبا بضرورة العودة إلي اللعب بدون جمهور وضرورة تحمل الأندية المسئولية عما يحدث من شغب جماهيرها،كما طالب الجماهير بضبط النفس وإدرك خطورة أفعالها ونتائج تلك الأفعال علي أنديتها،مؤكداً علي أن الملاعب ليست ساحة لتصفية الحسابات ولا بالماكن المناسب لذلك. عبد الحميد : قد نشاهد "مجزرة بورسعيد" مرة اخري وحذر جمال عبد الحميد نجم الزمالك السابق جميع المسئولين بعدم السماح للجماهير بحضور مباريات الدوري العام خلال هذا الموسم،مشيراً إلي أن ما شهدته مباريات الأندية الأخيرة أعاد الكرة المصرية إلي الخلف ويجعل قرار عودة الجماهير للملاعب مرة أخري مستحيل علي آي مسئول،مشدداً علي أن عودة الجماهير للمدرجات مرة اخري اصبحت محفوفة بالمخاطر، سواء علي اللاعبين او الحكام بل علي أنفسهم،مستدلاً بتكرار حالات الاشتباكات بينهم وبين الامن،مشيراً إلي أنه في حالة إقامة المباريات بحضور الجماهيرة مرة أخري يجب أن يقابل ذلك تأمين علي أعلي مستوي،كاشفاً عن أن الشرطة حالياً لا تقدر علي مواجهة الجماهير مما يشكل خطراً لعدم وضوح الرؤية في كيفية مواجهة الشغب،مختتماً بأنه ليس ببعيد أن نري مجزرة بورسعيد مرة أخري في حالة إستمرار الأوضاع علي ما هي عليه. المشهد الإسبوعي